أكد ناشطون أن الحرس الثوري الإيراني حوّل بلدة البوكمال السورية الحدودية إلى ممر لتهريب المخدرات، وتسببت الميليشيات التابعة له في إحداث الفوضى بالمنطقة عبر عمليات النهب والتخريب.
إلا أن سكان المنطقة لم يلتزموا الصمت حيال هذه التوغلات الإيرانية.
ففي مطلع الشهر الجاري، وزعت جماعة تطلق على نفسها اسم "ثوار البوكمال" منشورات في محيط منطقة الهجانة بالبلدة تندد بوجود الحرس الثوري الإيراني في البوكمال.
وخصت المنشورات قادة الحرس الثوري الإيراني الجدد بأسمائهم، الحاج أمير عباس والحاج رضا، اللذين حلا مكان القائد الإقليمي للحرس الثوري الإيراني الحاج عسكر ونائبه الحاج سجاد ، وطالبوهما "بمغادرة المدينة فورا".
ووصفت هؤلاء "المرتزقة الإيرانيين الجدد" بأنهم مجرمون، دمروا البوكمال بتهريبهم للمخدرات والإتجار بالممنوعات والسرقة والنهب والتخريب.
وقال مدير حساب ثوار البوكمال على تلغرام، الناشط عبود الحميد، إن أعمال ثوار البوكمال تلقى صدى قويا لدى سكان المنطقة.
وأوضح للمشارق أن الأهالي غاضبون من تداعيات وجود الحرس الثوري الإيراني وسيطرته على المنطقة.
منشورات تستهدف عناصر الميليشيات
وأشار الحميد إلى أنه تم توزيع المنشور الجديد في أعقاب التعديلات التي طرأت على القيادة العليا للحرس الثوري الإيراني، ويستهدف عناصر الميليشيات الذين وصلوا مع القيادة الجديدة وسيطروا على المدينة.
وقال إن قادة الحرس الثوري الإيراني يستبدلون العناصر الأساسيين في كل مرة يجرى فيها تعديلات على القيادة، مضيفا أن مقرات الميليشيات ومساكن عناصرها تتغير أيضا عند تغيير كبار المسؤولين.
وأوضح الحميد أنه على عكس القائد الإقليمي السابق للحرس الثوري الإيراني، الحاج عسكر، نادرا ما يظهر الحاج أمير عباس والحاج رضا علنا.
ولفت إلى أن جماعة ثوار البوكمال ستكشف عما قريب عن أسماء جميع عناصر الميليشيات الجدد والمنتمين لها وأين ينشطون وعناوينهم ومواقع مقارهم.
وأكد أنه سبق للجماعة أن اتخذت إجراءات مماثلة.
من جهته، كشف الناشط الإعلامي في البوكمال أيهم العلي في حديثه للمشارق أنه بعد وقت قصير من توزيع المنشورات، بدأ عناصر من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني بتسيير دوريات مكثفة في المنطقة.
وذكر أنهم مزقوا المنشورات التي ألصقت على الجدران وأعمدة الإنارة، لا سيما في منطقة الهجانة، وبدأوا في استجواب السكان المحليين ليسألوا عما إذا كانوا قد رأوا "الفاعلين" وهم يضعونها.
لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على أية معلومات منهم.
وأشار العلي إلى أن هذ الأمر يؤكد التضامن الذي يسود منطقة البوكمال لجهة رفض وجود قوات الحرس الثوري الإيراني فيها، ما شكل حافزا لتضافر الجهود الشعبية لإنهاء وجود هذه القوات بأية طريقة ممكنة.
ومنطقة الهجانة حيث تم توزيع المنشورات هي مركز تجاري رئيس تشهد خلال النهار ازدحاما كثيفا.
تهريب المخدرات يزيد من تعاطيها
من جانبه، قال الناشط في دير الزور جميل العبد إن ثوار البوكمال وزعوا سابقا منشورات سلطت الضوء على الأعمال العدائية والظالمة والتعسفية التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية بحق سكان المنطقة.
وأوضح للمشارق أن المنشورات الجديدة تركز على أعمال السرقة والتهريب، لا سيما تهريب المخدرات.
واتهم إيران بتحويل المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا إلى مركز للتهريب، لافتا إلى أن المنطقة تعاني بالفعل من الانتشار العشوائي للمخدرات غير المشروعة.
وتحدث عن انتشار تعاطي المخدرات بين سكان المنطقة، خاصة بين الشباب الذين يعملون مع ميليشيات الحرس الثوري الإيراني أو يتعاونون معهم.
وقال العبد إن "نشر تعاطي المخدرات بأنواعها يبدو خطة ممنهجة من قبل قيادة الحرس لإحكام الطوق الأمني والسيطرة على المنطقة".
وأكد أن السكان المحليين مستاؤون أصلا، وبشدة، من الوجود الإيراني.