أخبار العراق
أمن

تحليق القاذفات الأميركية يبعث برسالة تضامن مع الحلفاء الإقليميين

فريق عمل المشارق

مقاتلات إسرائيلية lk طراز إف-35 ترافق قاذفة أميركية lk طراز بي-52 فوق المجال الجوي الإسرائيلي يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر. [وزارة الدفاع الإسرائيلية]

مقاتلات إسرائيلية lk طراز إف-35 ترافق قاذفة أميركية lk طراز بي-52 فوق المجال الجوي الإسرائيلي يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر. [وزارة الدفاع الإسرائيلية]

عززت مناورة عسكرية كبيرة شاركت فيها قاذفات أميركية ثقيلة حلقت عبر منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية التزام الولايات المتحدة أمام الحلفاء عبر العالم، بحسب مسؤولين عسكريين.

فقد نفذت القيادة المركزية الأميركية ما تسمى مهمة قاذفات يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأثناء المهمة، حلقت قاذفتان lk طراز بي-52إتش ستراتو فورترس من ولاية لويزيانا الأميركية إلى منطقة تشمل الشرق الأوسط ووسط آسيا، ونسقت مع الأسلحة الجوية من 13 دولة حليفة على طول الطريق، بحسب ما ذكر بيان للقيادة المركزية الأميركية.

وكانت إحدى عمليات التنسيق هذه مع إسرائيل، حيث رافقت مقاتلات lk طراز إف-35 أدير تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي القاذفات فوق المجال الجوي الإسرائيلي في طريق عودة تلك القاذفات من منطقة الخليج العربي.

نفذت القيادة المركزية الأميركية مهمة قاذفات يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر. [القيادة المركزية الأميركية]

نفذت القيادة المركزية الأميركية مهمة قاذفات يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر. [القيادة المركزية الأميركية]

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن عملية التحليق، التي رافقت فيها المقاتلات الإٍسرائيلية طراز إف-35 القاذفات الأميركية للمرة الأولى، تظهر "التعاون المتزايد" بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي.

وصرح مسؤول بارز بوزارة الدفاع الأميركية لمجلة بوليتيكو يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن تحليق قاذفتين طراز بي-52 فوق منطقة الشرق الأوسط يأتي في وقت استمر فيه مسؤولون أميركيون وسعوديون في مراقبة تهديد وشيك ضد السعودية.

وقال المسؤول إن المسؤولين يعتقدون أن طهران تخطط لتنفيذ هجوم ضد المملكة، ومن المرجح أن يكون ضد البنية التحتية للطاقة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن نوعية التنسيق عالي المستوى أثناء المهمة أظهر "القدرة على نشر القوة الجوية العالمية بسرعة إلى جانب قوات الشركاء وقوات التحالف وضمان أمن هذه المنطقة المهمة".

وقال قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا إن "القيادة المركزية الأميركية لديها القدرة على أن تنشر بسرعة قدرا كبيرا من القوة القتالية في الجو إلى جانب شركائنا. ويمكن أن نفعل الشيء نفسه في البر وعلى البحر للتعامل مع أي تحد بصورة حاسمة".

وفي وقت لاحق، أعلنت القيادة أيضا أن كوريلا كان قد أجرى "مناقشات هامة" مع قادة من "جيوش كل الشركاء في الشرق الأوسط"، بما في ذلك رؤساء دفاع من البحرين وإسرائيل وقطر والسعودية وآخرين.

التعاون والتضامن

من جانبه، قال الليفتينانت جنرال أليكسوس غرينكويتش قائد سلاح الجو التاسع (القوات الجوية المركزية) "يمكننا، بالتعاون مع شركائنا، أن ننشر قوة قتالية ضخمة في منطقة عملياتنا المشتركة. ففي هذه البيئة الديناميكية، لا يمكن لأي أحد أن يعمل بمفرده".

بدوره، قال الليفتينانت كولونيل تيري وونغ من سلاح الجو الملكي الكندي، وهو ممثل كندي بارز، إن المهام الجارية قد "شهدت زيادة هائلة" في التعاون اليومي بين الشركاء المشاركين.

وأضاف "نحن متحمسون ومتفائلون بأن مهام القاذفات المستقبلية ستواصل هذا التوجه من التعاون والتضامن".

وشهدت المناورة أول استخدام متعدد الأطراف لبرنامج يسمى ترانسفرس (Transverse)، الذي يهدف لتعزيز الوعي بالظروف التشغيلية.

وأوضح بيان القيادة المركزية أن سبعة دول راقبت قوة المهام على برنامج ترانسفرس وستطبق الدروس التي تعلمتها على العمليات المستقبلية.

وتابع البيان أن "البرامج مثل ترانسفرس تمثل خطوة شديدة الأهمية في تحقيق صورة عملياتية مشتركة من الطراز العالمي في منطقة مسؤوليات القيادة المركزية".

ووفقا لسلاح الجو الأميركي، فإن مقاتلات بي-52 هي قاذفات ثقيلة طويلة المدى يمكنها أداء مجموعة متنوعة من المهام، بينها الهجوم الاستراتيجي والدعم الجوي القريب والاعتراض الجوي، إضافة إلى العمليات الجوية الهجومية المضادة والعمليات البحرية.

ويمكن لهذه المقاتلات أن تحلق بسرعات عالية دون سرعة الصوت على ارتفاعات تصل إلى 15240 مترا، كما أن نطاقها القتالي يزيد عن 14100 كيلومتر ويمكنها حمل ذخائر دقيقة التوجيه مع ملاحة دقيقة في جميع أنحاء العالم.

وأجرى الجيش الأميركي عددا من عمليات التحليق المماثلة المنسقة في عام 2022 وقام بتنسيق ستة من هذه المهام في عام 2021. وبين تلك المهام، فقد انطوت أربعة على مشاركة قاذفات من طراز بي-52.

الرد على التهديدات

وقال غرينكويتش عقب مناورة مماثلة شاركت فيها قاذفات في أيلول/سبتمبر ، إن "التهديدات ضد الولايات المتحدة وشركائنا لن تمر بدون رد".

هذا وقد تم التركيز كثيرا مؤخرا على بحر العرب، وهو الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية المرور فيه للوصول إلى الموانئ العالمية، كما أنه رابط رئيس في "سلسلة اللآلئ" الصينية.

ولطالما هددت إيران بغلق مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وبمهاجمة الغواصات في حالة اندلاع حرب.

وفي هذه الأثناء، برزت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تنفذها الصين لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.

فخطوطها البحرية تمر عبر عدة مضايق بحرية، بينها مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر ومضيق ملقا بين المحيطين الهندي والهادئ ومضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي ومضيق لومبوك بين جزر بالي وإندونيسيا.

وبعد ذلك، تتواصل حملة البنية التحتية العالمية لبيجين، والتي تعرف باسم مبادرة الحزام والطريق، أو حزام واحد طريق واحد، في المناطق الداخلية وصولا إلى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

لكن مشاريع الصين، التي لها ظاهريا طبيعة تجارية، تخدم غرضا مزدوجا وتسمح لجيش الصين الذي يتنامى بسرعة بتوسيع نطاق عملياته، بحسب ما يحذر المنتقدون.

وتواجه منطقة آسيا الوسطى أيضا تهديدات خارجية.

فروسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين تختلق تهديدات لا وجود لها في منطقة آسيا الوسطى للحفاظ على نفوذها فيما كانت سابقا "ساحتها الخلفية"، كما أنها تستخدم التكتلات العسكرية والاقتصادية مع دول الاتحاد السوفياتي السابق للسيطرة عليها.

لكن كنتيجة لغزو روسيا الفاشل لأوكرانيا، يواجه الكرملين الآن منطقة تتطلع للنأي بنفسها عن روسيا والسعي للحصول على حلفاء جدد، ما يؤدي إلى زيادة التوترات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500