اتهمت جماعة حقوقية القوات الحكومية السورية يوم الاثنين، 31 تشرين الأول/أكتوبر، بإحراق الجثث داخل حفر في محاولة لمحو هويتها، علما أن هذا الاتهام هو الأحدث في سلسلة الاتهامات المرتبطة بجرائم ارتكبها النظام السوري.
حيث قال المركز السوري للعدالة والمساءلة في تقرير إن "ذلك قد يعكس ممارسة أوسع نطاقا تعتمدها الحكومة السورية لتدمير الأدلة المرتبطة بجرائمها وحرمان عائلات الضحايا من حقها في معرفة مصير أحبائها أو استلام رفاتهم".
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على أثر قمع النظام الوحشي لمتظاهرين كانوا سلميين بغالبيتهم، اتهمت السلطات السورية بممارسة التعذيب المميت والاغتصاب والاعتداءات الجنسية والإعدام خارج نطاق القضاء بحق المعتقلين.
وحلل المركز، وهو منظمة غير حكومية، مقاطع فيديو تعود إلى عامي 2012 و2013 وأظهرت جثثا تم حرقها ونقلها إلى مقابر جماعية في محافظة درعا الجنوبية، كما دقق فيها بمقارنتها بصور الأقمار الصناعية التي رصدت الشاحنات التي كانت تنقل الجثث.
وأظهرت 4 مقاطع فيديو رجالا مسلحين نقلوا ما لا يقل عن 15 جثة. وعمل هؤلاء على توثيق هويات الضحايا قبل رميهم في حفرة وصب المازوت وإضرام النار فيهم.
وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهر ضابط وهو يصور وجوه القتلى قبل أن يعمد آخر إلى صب المازوت على الوجه واليدين قبل ركل الجثة في الحفرة وإضرام النار عليها.
وقال المركز إن "هذه العملية تتكرر مع كل جثة وبالترتيب نفسه، مما يشير إلى الطبيعة الممنهجة للممارسة ويدل على أن هذه قد لا تكون المرة الوحيدة التي نفذت فيها مجموعة الضباط هذه عملية كهذه".
جرائم النظام إلى العلن
وذكر المركز أن الجثث الـ 15 تعود إلى مدنيين ومنشقين عن الجيش، قتلوا بإطلاق نار من قبل قوات النظام خلال مداهمة نفذت بأحد المنازل في درعا بشهر كانون الأول/ديسمبر 2012.
وحصل المركز على لقطات الفيديو من ناشط قال إنه استلمها من مجموعة معارضة قامت بنصب كمين للجنود الذين أحرقوا الجثث ومن ثم قتلهم.
وظهرت في نيسان/أبريل تقارير نشرتها صحيفة الغارديان ومجلة نيو لاينز، كشف فيها أن قوات النظام قتلت بحسب معلومات عشرات الناس في حي التضامن بدمشق في عام 2013.
وفي الفيديو، الذي يحمل تاريخ 16 نيسان/أبريل 2013، قام عناصر من فرع المنطقة (الفرع 227) التابع لمخابرات النظام السوري بعصب أعين المدنيين في التضامن وتقييد أيديهم مع أمرهم بالركض نحو حفرة، والاستهزاء بهم في بعض الحالات.
وتعرض الراكضون، الذين من الواضح أنهم كانوا يجهلون ما يحصل لهم، للقتل بإطلاق النار فور وصولهم إلى الحفرة، فتكدست جثثهم فوق جثث أخرى.
دليل إرهاب الدولة
وذكر تقرير صحيفة الغارديان أن جهاز المخابرات في النظام السوري يحصل على الدعم والتدريب من قبل روسيا، فيتعلم فن الترهيب من الضباط السوفييت والشتازي (أي الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية) في ستينيات القرن الماضي.
وتابع التقرير أنه اليوم وفي ظل الحرب التي تعصف بأوكرانيا، "يتم إعادة استخدام دليل ترهيب الدولة للسكان المدنيين، والذي تمت تجربته في سوريا، من قبل القوات الروسية مع تحول العملية العسكرية الخاصة المزعومة لفلاديمير بوتين إلى احتلال وحشي".
وأضاف أن "وحدات الاستخبارات العسكرية [في شرق أوكرانيا] كانت في الواجهة من حيث الأعمال الوحشية، فزرعت الخوف في المجتمعات عبر عمليات الاعتقال والقتل الجماعية الشبيهة بتلك التي طبعت محاولات الأسد الوحشية لاستعادة السلطة".
ومع استخدام الأساليب الروسية التي تمت تجربتها بسوريا في أوكرانيا، يستمر الأسد بالإمساك بالسلطة وبثروة ضخمة في سوريا، بفضل روسيا وإيران.