أخبار العراق
أمن

الدعم الأميركي لمغاوير الثورة صمام أمان لسكان مخيم الركبان

وليد أبو الخير

مسعفون من جيش مغاوير الثورة خلال تلقيهم دورة إنقاذ من مسعفي قوات التحالف الدولي. [جيش مغاوير الثورة]

مسعفون من جيش مغاوير الثورة خلال تلقيهم دورة إنقاذ من مسعفي قوات التحالف الدولي. [جيش مغاوير الثورة]

قال قاطنون في مخيم الركبان إن الدعم المقدم من القوات الأميركية لمخيم الركبان في المنطقة الحدودية الثلاثية في جنوبي سورياولجيش مغاوير الثورة، قد مكّنهم من العيش فيه بأمان، على الرغم من خوفهم من الاضطرار للبقاء هناك بشكل دائم.

إلى هذا، ساعد وجود هذه القوات على الحفاظ على استقرار وضع قابل للانفجار، فيما تتنافس أطراف النزاع السوري للسيطرة على المنطقة، وهي منطقة خفض تصعيد يبلغ نصف قطرها 55 كيلومترا تقع حيث تتلاقى حدود سوريا والأردن والعراق.

ويخشى الكثير من سكان المخيم، الذين يبلغ عددهم نحو 7 آلاف، من العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري حيث ما تزال البنية التحتية مدمرة مع تشكيل عمليات الانتقام تهديدا خطيرا.

وفي حديثه للمشارق، قال أحد عناصر جيش مغاوير الثورة، ناصيف الخالدي، إن منطقة خفض التصعيد "تعتبر راهنا من أخطر المناطق".

تدريبات مشتركة بين القوات الأميركية المنضوية ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وجيش مغاوير الثورة في المنطقة 55 (وهي منطقة خفض تصعيد يبلغ نصف قطرها 55 كم) يوم 21 آب/أغسطس. [جيش مغاوير الثورة]

تدريبات مشتركة بين القوات الأميركية المنضوية ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وجيش مغاوير الثورة في المنطقة 55 (وهي منطقة خفض تصعيد يبلغ نصف قطرها 55 كم) يوم 21 آب/أغسطس. [جيش مغاوير الثورة]

عنصر من قوات التحالف يدرب عناصر من جيش مغاوير الثورة على كيفية الاستجابة لهجوم بالأسلحة الكيمائية. [جيش مغاوير الثورة]

عنصر من قوات التحالف يدرب عناصر من جيش مغاوير الثورة على كيفية الاستجابة لهجوم بالأسلحة الكيمائية. [جيش مغاوير الثورة]

وأضاف أنها "محط أطماع الجميع دون استثناء ودون أن يأخد أحد منهم الأخذ بالاعتبار ضمان حياة سكان المخيم".

وتابع أن "القوات الروسية تريد السيطرة عليها، وكذلك الحرس الثوري الإيراني، وينسحب الأمر نفسه، ولو بدرجة أقل، على قوات النظام السوري".

هذا وتعمل القوات الأميركية المنضوية ضمن قوات التحالف الدولي المتمركزة في التنف على استقرار المنطقة والحفاظ على الوضع القائم.

وأكد الخالدي أنه على الرغم من عدم مثالية الوضع هناك، فإن إبقاء هذه المنطقة على ما هي عليه يعتبر "حلا وسطا خدمة لسوريا والسوريين".

صد أي اختراق

وأوضح الخالدي أن التدريبات التي يتلقاها عناصر جيش مغاوير الثورة من القوات الأميركية والتعاون معها "جعل منهم حائط سد تجاه أي محاولة اختراق عسكرية أو أمنية".

ونوه إلى أنه "لولا دعم هذه القوات لسقطت المنطقة بيد الروس أو الإيرانيين منذ سنوات، وهذا أمر يرفضه أبناء المنطقة رفضا مطلقا".

وأشار إلى أن التدريبات المشتركة مع جيش مغاوير الثورة شملت دورات تدريبية على "مواجهة الفرق الأرضية والتعامل مع هجمات الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى التعامل مع الأسلحة الكيميائية" وغيرها من الأسلحة.

بدوره، قال رهيف الخالدي، وهو من سكان مخيم الركبان، إن "سكان المخيم، ورغم الضغوط المعيشية التي يعانون منها بسبب انسحاب المنظمات الدولية، ... فهم ينعمون بالأمن والأمان".

وأضاف في حديث للمشارق أن ذلك يعود بدرجة كبيرة لدعم القوات الأميركية لجيش مغاوير الثورة "الذي يحمي المخيم وكامل المنطقة".

وذكر أن "غالبية سكان المخيم يثقون بقيادة جيش المغاوير والقيادة الأميركية".

وأكد الخالدي أن المخيم يحتاج للمواد الغذائية بشكل كبير، "خصوصا الأطعمة والفواكه والخضار الطازجة".

وتابع أن "قوات النظام السوري والقوات الروسية تمنع وصولها إلى المخيم بهدف الضغط على سكانه لتركه والتوجه إلى مناطق النظام".

وأوضح أنه مع توفر المياه النظيفة من خلال الآبار الجديدة التي تم حفرها بمساعدة القوات الأميركية، "فقد يكون بالإمكان تأمين هذه المواد بمساعدة من النشطاء والقائمين على المخيم".

المنطقة الحدودية الثلاثية

بدوره، قال المحلل العسكري المصري عبد الكريم أحمد للمشارق إن جيش مغاوير الثورة والقوات الأميركية قد أسسا شراكة عمل قوية قد مكنتهما من حماية منطقة صحراوية شاسعة.

وأوضح أن المهمة الأميركية لا تقتصر على العمل العسكري المنوط بجيش المغاوير، بل أيضا تقديم المعلومات الاستخباراتية اللازمة "لردع أي هجوم أو اعتداء من قبل الذئاب المنفردة والخلايا النائمة لتنظيم داعش".

وأضاف أن "هذا التعاون المشترك له أثره على البيئة المجتمعية التي تخلق حالة من العداء تجاه الإرهابيين كون عناصر جيش المغاوير من سكان المخيم أنفسهم".

ولفت أحمد إلى أن المنطقة الحدودية الثلاثية التي تضم منطقة خفض التصعيد تعتبر "منطقة استراتيجية بالنسبة لجميع الدول المتورطة بالملف السوري".

وتابع "لو وقعت هذه المنطقة بيد الحرس الثوري الإيراني بعد الانكفاء الروسي بسبب الحرب الأوكرانية، فإنها ستكون بوابة لتهريب المخدرات والحبوب المخدرة وخصوصا الكبتاغون".

يذكر أن المخدرات غير القانونية تهرب من سوريا إلى الأردن ومنه إلى دول أخرى في المنطقة وخارجها عبر شبكات من المهربين المرتبطين بحزب الله.

وأكد أحمد أنه لهذا السبب وغيره، فإن أمن هذه المنطقة تعتبر مسألة "أمن قومي بالنسبة للعديد من الدول، ولهذا يبرز الحرص الأميركي على ضمان أمنها والسيطرة فيها وعليها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500