عدن -- جاء في تقرير جديد أن إيران تعمل بشكل سري على إرسال مقاتلين حوثيين إلى سوريا لتلقي التدريب العسكري إلى جانب مرتزقة من جنسيات أخرى، قبل إعادة المجموعتين إلى اليمن استعدادا للمعارك.

وتوثق العملية السرية، التي ذكرت تفاصيلها في تحقيق استقصائي لموقع نداء بوست نشر في 2 أيلول/سبتمبر، الدور الذي يلعبه الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه في حرب اليمن، وتوثق أيضا تواطؤه مع النظام السوري.

ويكشف التحقيق أن جماعة الحوثي وداعمتها إيران واصلتا التدريب على التعبئة العسكرية، حتى وسط الهدنة التي نفذت برعاية الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل.

ومن المقرر تجديد الهدنة في تشرين الأول/أكتوبر.

وأشار موقع نداء بوست إلى أن وحدات الحوثيين شوهدت وهي تصل إلى مطار دمشق السوري في أواخر آب/أغسطس عبر أجنحة الشام للطيران، وهي شركة خاصة مقرها دمشق وخاضعة للعقوبات الأميركية.

كذلك، أدرج صاحب الشركة عصام شموط، الذي يزعم أنه حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على قائمة العقوبات بالاتحاد الأوروبي.

وذكر التقرير أن مجموعة مؤلفة من 60 مرتزقة أجانب وصلت أيضا إلى مطار دمشق الدولي في 24 آب/أغسطس، وتم نقلهم مع العناصر الحوثية إلى منطقة الدريج في ريف دمشق.

وأضاف التقرير أنهم كانوا بحسب المعلومات سيخضعون لدورة تدريب عسكري مدتها 45 يوما في مدرسة الصاعقة في الدريج قبل عودتهم إلى صنعاء.

جهود تجنيد الحرس الثوري في سوريا

وبحسب تقرير نداء بوست، تقوم القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري ووحدة رضوان التابعة لحزب الله اللبناني بتزويد الحوثيين بتدريب شامل.

وأوضح التقرير أن ذلك يتضمن تدريبات عسكرية في حرب العصابات وتنفيذ المهام القتالية داخل المدن والتكتيكات العسكرية، إلى جانب زرع العبوات الناسفة والتعامل معها.

وتابع أن الدورات تشمل أيضا بحسب المعلومات استخدام الصواريخ المضادة للدروع وتجميع واستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المفخخة.

وفي تقرير نشر في حزيران/يونيو، كشف موقع نداء بوست أن الحرس الثوري أدخل مقاتلين من سوريا إلى اليمن مستغلا الهدنة.

وبحسب وسائل إعلام متعددة، أرسل الحرس الثوري أيضا مرتزقة سوريين للقتال في اليمن في تموز/يوليو 2021، كما تلقى عناصر من الحوثيين قبل ذلك تدريبات في إيران ولبنان وسوريا.

وذكر نداء بوست أن مكتب تجنيد جديدا تابعا للحرس الثوري قد افتتح في حزيران/يونيو ببلدة ألبوكمال السورية الحدودية، لاستقدام الشباب برواتب مغرية.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للمشارق إن "الحوثيين أصدروا آلاف الجوازات لمقاتلين من العراق ولبنان وسوريا".

وأضاف أن هؤلاء المقاتلين تلقوا التدريب بالقرب منبلدة ألبوكمال السورية على الحدود مع العراق وأرسلوا بعد ذلك إلى اليمن عبر ميناء الحديدة أو على متن رحلات مباشرة إلى صنعاء.

وقال الطاهر إن هذه التحركات تؤشر إلى مرحلة أكثر سوادا في الحرب اليمنية، مع إشعال المعارك "تحت شعارات طائفيه".

وبدوره، ذكر المحلل السياسي عادل الشجاع في حديث للمشارق أن إيران تنقل معركتها ضد دول المنطقة والعالم إلى اليمن من خلال توفير التكنولوجيا والتدريب العسكريين للحوثيين.

وأضاف أن كبار المسؤولين في النظام الإيراني أقروا علنا بنقل التكنولوجيا العسكرية إلى الحوثيين، قائلا إن "المسألة لم تعد سرا".