قال مراقبون عسكريون إن منع إيران من استخدام سلسلة جبال تعتبرها حيوية، سيلعب دورا رئيسيا في أي صراع مستقبلي محتمل بالمنطقة.

وسيسمح تدمير البنية التحتية الأساسية في سلسلة جبال زاغروس ولا سيما أنظمة الدفاع الجوي، للقوات المعارضة للنظام الإيراني بالسيطرة بشكل تام على ممر رئيسي مما سيمكّن الطائرات وصواريخ كروز من ضرب أهداف حيوية.

وتمتد جبال زاغروس وهي امتداد جنوبي لمنطقة القوقاز، من جنوبي شرقي تركيا وعبر شمالي شرقي العراق بمحاذاة الحدود الغربية لإيران نحو الجنوب، وتمر عبر ساحل الخليج الفارسي وصولا إلى بندر عباس على مضيق هرمز.

وتشكل سلسلة الجبال هذه حاجزا طبيعيا ليس فقط مع الحدود الغربية مع العراق، بل أيضا على الحدود الجنوبية الغربية لإيران على طول الخليج العربي.

ومن المرجح أن يندلع أي صراع محتمل على حدود إيران على طول الخليج العربي، لا سيما بالنظر إلى استراتيجية النظام القائمة على التهديد بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة السفن البحرية في حال حدوث الحرب.

وتشير دراسات عدة إلى احتمال أن تبدأ إيران صراعا عبر مهاجمة السفن التجارية وأي سفن حربية تحاول حماية حركة المرور التجارية عبر المضيق ونحو الخليج بالصواريخ المضادة للسفن والزوارق الصغيرة والألغام.

وتشمل القدرات البحرية لإيران أسطولها البحري النظامي الذي يستخدم السفن التقليدية، وأسطول القوارب السريعة التابع لبحرية الحرس الثوري الإيراني.

وفي السنوات الأخيرة، كانت للقوات البحرية الأميركية والإيرانية مواجهات متوترة في الخليج الفارسي، وخاصة بالقرب من المضيق.

وقد تشمل أساليب أخرى شن غارات جوية فور اندلاع الصراع ونشر قوات خاصة في دول الخليج لتمكين شن المزيد من الهجمات على حركة الشحن وتعطيل العمليات العسكرية المضادة.

ومن أجل تعزيز هذه القوات وتأمين الإمدادات لها، سيتعين على إيران نقل العديد والعتاد عبر جبال زاغروس التي تقع شمالي منطقة الصراع المحتملة.

وقد تحاول القوات المعارضة أولا شل الدفاعات الجوية الإيرانية المحدودة وشن عمليات هجومية لوقف الهجمات وإعاقة قدرتها على تعزيز القوات على الساحل.

وستهدف مثل هذه الضربات إلى إجبار النظام على إنهاء الصراع قبل الانتقال إلى القواعد الجوية وقاذفات الصواريخ والقواعد البحرية وغيرها.

سيطرة تامة لصواريخ كروز

وستشكل السيطرة على جبال زاغروس أمرا أساسيا خصوصا للقاذفات الأمريكية من طراز بي-52 التي تحمل صواريخ كروز بعيدة المدى، لأنها تؤمن نقاط إطلاق أعمق.

ووفقا لسلاح الجو، إن مقاتلات بي-52 كناية عن قاذفات ثقيلة بعيدة المدى يمكنها أداء مجموعة متنوعة من المهام، بينها الهجوم الاستراتيجي والدعم الجوي القريب والاعتراض الجوي، إضافة إلى العمليات الجوية المضادة والعمليات البحرية.

ويمكن لهذه المقاتلات أن تحلق بسرعات عالية دون سرعة الصوت على ارتفاعات تصل إلى 15240 مترا، ويزيد نطاق القتال دون التزود بالوقود عن 14100 كيلومتر.

ويمكن أن تحمل ذخائر موجهة بدقة مع ملاحة دقيقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك صاروخ المواجهة المشتركة جو-أرض، وهو صاروخ كروز يطلق من الجو من بعد ويصعب رصده، من صنع شركة لوكهيد مارتن.

ويبلغ مدى النسخة الأصلية من صاروخ المواجهة المشترك جو-أرض الذي يطلق من بعد، 340 كيلومترا في حين أن النسخة ذات المدى الممتد منه يصل مداها إلى نحو ألف كيلومتر، وفقا لمشروع الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وتمتد إيران نفسها على مسافة 2250 كيلومترا تقريبا من الأراضي الجنوبية الشرقية إلى الأراضي الشمالية الغربية، وعلى مسافة 1400 كيلومتر من الأراضي الشمالية الشرقية إلى الجنوبية الغربية.

وتضم كلتا النسختين المزودتين برؤوس حربية يبلغ وزنها 432 كيلوغراما، هياكل جوية متماثلة يصعب رصدها مصممة لتجنب الدفاعات الجوية للعدو.

كذلك، تم تزويد الصواريخ بوحدة نظام ملاحة بالقصور الذاتي/نظام تحديد الموقع العالمي تم تطويرها لذخائر الهجوم المباشر المشترك وقنابل الأسلحة المشتركة التي تطلق من بعد وأداة تتبع تعمل بالأشعة دون الحمراء للتوجيه الطرفي ومجموعة متنوعة من الرزم الخاصة مثل التشويش الإلكتروني.

وعندما يكون صاروخ المواجهة المشتركة جو-أرض ذات المدى الممتد مزودا برابط بيانات للأسلحة، يمكنه أن يصحح مساره بعد إطلاقه، ما يمكّنه من ضرب الأهداف المتحركة على الأرض أو في البحر.

إلى هذا، ستسمح السيطرة على سلسلة الجبال لصواريخ كروز التي يتم إطلاقها من الغواصات العاملة في الخليج باختراق الأراضي الإيرانية بسهولة.