تستمر صواريخ باتريوت الأميركية بلعب دور أساسي في الدفاع عن دول الخليج العربية في وجه التهديدات الإيرانية المحتملة.
وأعلنت الولايات المتحدة في 2 آب/أغسطس عن بيع منظومات دفاعية صاروخية كبرى للسعودية والإمارات تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار.
حيث ستشتري السعودية 300 منظومة صواريخ من طراز إم آي إم-104 باتريوت (باك-2/جيم-تي) يمكن استخدامها لإسقاط الصواريخ الموجهة والبالستية طويلة المدى والطائرات الهجومية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
وقالت الوزارة إن قيمة الصواريخ والمعدات المرافقة لها والتدريب وقطع الغيار تبلغ 3.05 مليار دولار.
وواجهت السعودية مؤخرا تهديدات باستخدام الصواريخ من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن، والذين تم تزويدهم بمعدات وتقنيات إيرانية.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن "هذه الصواريخ تستخدم للدفاع عن حدود المملكة السعودية ضد الهجمات المتواصلة التي يشنها الحوثيون عبر الحدود بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مواقع مدنية وبنى تحتية أساسية في السعودية".
كذلك، ستقوم الولايات المتحدة ببيع منظومات صاروخية أرض-جو للدفاع عالي الارتفاع إلى الإمارات مقابل 2.25 مليار دولار.
وكانت الإمارات قد استهدفت مؤخرا بالهجمات الصاروخية الحوثية، وهي هجمات ساعدت في صدها المنظومات الدفاعية التي يديرها الجيش الأميركي ومقرها في الإمارات.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "عملية البيع المطروحة ستعزز قدرة الإمارات على مواجهة التهديدات الصاروخية البالستية الحالية والمستقبلية في المنطقة والحد من الاعتماد على القوات الأميركية".
وأعلنت الوزارة عن الموافقة على هذه العملية بعد مرور أسبوعين على لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن قادة السعودية والإماراتية في السعودية، إذ تواجه الدولتان الواقعتان في الشرق الأوسط تهديدا إيرانيا متزايدا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في 7 تموز/يوليو قبيل الزيارة إن جدول الأعمال سيتضمن "تعاونا أكبر" بشأن مسائل كالدفاع الجوي، لا سيما فيما يخص مواجهة طهران.
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في منطقة الخليج إيران بزعزعة أمن المنطقة ببرنامج الصواريخ البالستية ودعمها للميليشيات المسلحة.
وقال كيربي في 7 تموز/يوليو "نواصل العمل على قدرات الدفاع الجوي المتكاملة وأطر العمل الخاصة بها في مختلف أنحاء المنطقة".
وأضاف أن "المنطقة بأكملها قلقة بشأن إيران وقدراتها المتنامية في مجال الصواريخ البالستية".
تطوير باك-3
وتستخدم دول كالسعودية والكويت والإمارات وقطر منظومة إم آي إم-104 باتريوت التي تعد منظومة الدفاع الجوي والصاروخي الأساسية لدى الجيش الأميركي، بحسب ما ذكره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره بواشنطن.
وتتألف منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي من 6 مكونات أساسية، وهي الصاروخ ومنصة الإطلاق ومجموعة الرادار ومحطة التحكم ووحدة توليد الطاقة والسارية الهوائية عالية التردد.
يُذكر أن تطوير منظومة باتريوت إلى طراز باك-3 (إم آي إم-104 أف) بعد أن أطلقت عام 2001، عززت قدرات باتريوت إلى حد كبير باعتماد صواريخ مطورة واستخدام نظام الاتصالات لينك 16.
وفي هذا السياق، قال تحالف الدفاع الصاروخي، وهو منظمة غير حكومية، إن صواريخ مبادرة خفض الكلفة باك-3 هي أنظمة اعتراض تستهدف للقتل، خلافا لأجهزة اعتراض التفتت الانفجاري الأقدم من طراز باك-2.
ويمكن لقاذفة باتريوت المعدلة إطلاق صواريخ مبادرة خفض الكلفة باك-3 واستهداف 8 صواريخ بالستية واردة، باستخدام طريقة الطلقتين التي تهدف إلى ضمان تدمير الهدف.
وتستطيع منظومة باتريوت المؤلفة من 6 قاذفات إسقاط 48 صاروخا بالستيا، وهو ما يشكل نحو ثلث قدرة إيران على إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وتستطيع طواقم باتريوت إعادة تحميل الصواريخ خلال مدة قصيرة للغاية مقارنة بالوقت الذي تحتاج فيه الطواقم الإيرانية إلى إعادة تحميل قاذفة الصواريخ الباليستية.
أما منظومة تعزيز التجزئة الصاروخية باك-3 التي أطلقت في 2015، فتضم محركات صاروخية صلبة ثنائية الضغط مع زعانف أكبر ومحركات وبطاريات حرارية مطورة من أجل إحراز سرعات أكبر وقدرة أعلى على المناورة لإلحاق الهزيمة بالصواريخ البالستية والموجهة الأكثر تطورا.
وبفضل تحسينات أخرى في التوجيه والبنية والبرنامج، تستطيع منظومة تعزيز التجزئة الصاروخية باك-3 وهي منظومة باك-3 الوحيدة التي لا تزال قيد الإنتاج، الدفاع عن منطقة أوسع من المناطق التي كانت تستطيع الصواريخ الأقدم حمايتها.
وتستطيع قاذفات باتريوت الحالية احتواء ما يصل إلى 12 صاروخا من طراز باك-3 أو مجموعة من 6 صواريخ من منظومة تعزيز التجزئة الصاروخية و8 صواريخ من منظومة مبادرة خفض الكلفة.