زار وفد روسي الشهر الماضي مرتين على الأقل مطارا إيرانيا للإطلاع على طائرات مسيرة هجومية، بحسب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وصور أقمار اصطناعية حصلت عليها حصريا شبكة سي إن إن.

وكان مسؤولون روس قد تفحصوا في مطار كاشان الذي يقع في وسط إيران مركبات جوية غير مأهولة إيرانية الصنع من طراز شاهد-191 وشاهد-129، والتي تعرف باسم الطائرات المسيرة، حسبما أوردت شبكة سي إن إن يوم الجمعة.

وتم عام 2012 الكشف عن المسيرة شاهد-129 كأول نموذج من هذا الطراز، حيث زعم الحرس الثوري الإيراني آنذاك أنها مزودة بصاروخ يبلغ مداه 1700 كم وقادرة على حمل ثمانية صواريخ جو-أرض.

وكلا النموذجين قادران على حمل صواريخ دقيقة التوجيه.

وأثناء إفادة صحافية في البيت الأبيض يوم 11 تموز/يوليو، قال سوليفان إن القوات المسلحة الروسية تواجه تحديات في الحفاظ على ترسانتها من الأسلحة عقب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في أوكرانيا.

وأضاف أن إيران التي تسعى لتقديم نفسها كمركز لعمليات المسيرات في المنطقة، تعتزم إمداد روسيا بمئات المسيرات التي تتمتع بقدرات قتالية لاستخدامها في أوكرانيا "وذلك وفق جدول زمني معجل".

وتابع أن "معلوماتنا تبين أيضا أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام تلك المسيرات، على أن تبدأ أولى دورات التدريب في وقت مبكر من شهر تموز/يوليو".

وفي إفادة صحافية في البيت الأبيض يوم السبت الماضي، أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض تصريحا كان سوليفان قد أدلى به لشبكة سي إن إن، قائلا "تقديرنا هو أن وفدا روسيا استعرض مؤخرا طائرات مسيرة هجومية إيرانية".

وأضاف المسؤول أن الإدارة نشرت صور أقمار اصطناعية تظهر ذلك، "في إشارة إلى اهتمام روسي متواصل بالحصول على مسيرات إيرانية ذات قدرات هجومية"، مؤكدا أنه من الواضح أن هذه المسيرات ستستخدم في أوكرانيا.

وتابع أنه "بحسب معرفتنا، فهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الوفد الروسي هذا المطار لمثل هذا العرض. ونعتقد أن هذا الأمر، وبعبارة ملطفة، مرتبط بما يحدث في الشرق الأوسط".

وذكر أن "روسيا تراهن بالتأكيد على إيران، لكننا نراهن على شرق أوسط أكثر اندماجا واستقرارا وسلاما ورخاء".

وأثناء قمة جدة الأولى للأمن والتنمية التي عقدت يوم السبت، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن التزام الولايات المتحدة بتسريع وتيرة العمل مع الحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط لإدماج وتعزيز التعاون الأمني.

'القدرة على بناء قنبلة نووية'

وعلى نحو منفصل، قال رئيس مجلس استشاري مرتبط بالقيادة الإيرانية إن إيران لديها القدرة التقنية على بناء قنبلة نووية لكنها لم تتخذ قرارا لفعل ذلك، حسبما أوردت شبكة الجزيرة يوم الأحد.

وجاءت هذه التعليقات من وزير الخارجية الأسبق كمال خرازي في وقت تعثرت فيه المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 ويواصل النظام الإيراني في السير قدما بالأنشطة النووية السرية وممارسات أخرى تنتهك الاتفاق.

ومن شأن العودة للاتفاق، الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، أن تؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران مقابل التزامها الكامل بالقيود المفروضة على أنشطتها النووية.

إلا أن إيران تستمر في انتهاك شروط الاتفاق عبر توسيع أنشطتها النووية، ودأبت على الالتفاف على العقوبات عبر الانخراط في أنشطة مالية غير قانونية، حسبما أكدته معلومات حديثة.

وتعهدت الولايات المتحدة يوم الخميس “باستخدام كل عناصر قوتها الوطنية” لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية .

وقال بايدن في معرض رده على سؤال حول المهلة التي يمكن لبلاده إعطاؤها للجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، إن "الولايات المتحدة لن تنتظر إلى الأبد".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران بدأت في "تغذية ... سلسلة من ... أجهزة الطرد المركزي" في إحدى محطات تخصيب الوقود.

وستيسر هذه الطرق العملية، ومن شأنها أن تسهل لإيران التحول إلى مستوى مختلف من تخصيب اليورانيوم.