أخبار العراق
أمن

أسطول إقليمي ثمرة برنامج الطائرات المسيرة المحلي لإيران

فارس العمران

إيرانيون يمرون أمام طائرة شاهد-129 المسيرة المعروضة أثناء احتفالات أقيمت في طهران لإحياء الذكرى 37 للثورة الإسلامية في 11 شباط/فبراير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

إيرانيون يمرون أمام طائرة شاهد-129 المسيرة المعروضة أثناء احتفالات أقيمت في طهران لإحياء الذكرى 37 للثورة الإسلامية في 11 شباط/فبراير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

منذ قرابة 4 عقود، كانت الطائرات المسيرة المصنوعة في إيران تحلق في أجواء المنطقة، وقد بدأت أولا بإجراء عمليات رصد واستطلاع قبل التحول لاحقا إلى تنفيذ هجمات.

وقال خبراء ومحللون إنه إلى جانب تصنيع الطائرات المسيرة لأغراضها العسكرية، قامت إيران بتصدير الطائرات المسيرة ونسخ منها إلى وكلائها في المنطقة، فاستمالت تلك الجماعات واستخدمتها لتحقيق أهدافها الخاصة.

ومنذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، تعمل إيران على تطوير برنامج طائرات مسيرة يعزز وضعها كقوة عسكرية مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.

ومع بداية الحرب العراقية-الإيرانية (بين عامي 1980 و1988)، شرع الحرس الثوري الإيراني بإنشاء نماذج بدائية الصنع من الطائرات المسيرة لأغراض مراقبة وتصوير خطوط الجبهة.

صورة لحطام طائرة قاصف-1 المسيرة التي يستخدمها الحوثيون. تعتبر هذه الطائرة نسخة عن طائرة أبابيل-2 الإيرانية الصنع. [تويتر]

صورة لحطام طائرة قاصف-1 المسيرة التي يستخدمها الحوثيون. تعتبر هذه الطائرة نسخة عن طائرة أبابيل-2 الإيرانية الصنع. [تويتر]

استخدم الحوثيون المدعومون من إيران الطائرة صماد-3 المسيرة التي تظهر في هذه الصورة، في عدة هجمات على السعودية والإمارات. [الإعلام العسكري اليمني]

استخدم الحوثيون المدعومون من إيران الطائرة صماد-3 المسيرة التي تظهر في هذه الصورة، في عدة هجمات على السعودية والإمارات. [الإعلام العسكري اليمني]

وكانت الطائرة مهاجر-1 أول طائرة مسيرة إيرانية الصنع.

ومع أن الطائرات التي صنعها الحرس الثوري لم تحقق أداء فعالا بما يكفي ليمنح الإيرانيين فرصة إحداث تحول جذري في مسار الحرب، إلا أن مشروع تطوير البرنامج الإيراني ظل متواصلا.

وبعد الحرب، واصلت شركتان كبيرتان تابعتان للحرس الثوري، هما شركة القدس لصناعة الطيران وشركة صناعات الطائرات الإيرانية، تطوير الطائرة المسيرة مهاجر.

واستفادت طهران خلال ثمانينيات القرن الماضي وحتى التسعينيات من تعاون دفاعي مع الصين، حسبما ذكر موقع إيران برايمر الذي يضم 50 محللا بالشأن الإيراني من الجمهورية الإسلامية والغرب.

وجاء في تقرير صدر عنه بتموز/يوليو 2021، أنه "من الممكن وحتى المرجح أن تكون إيران قد تأثرت خلال هذه الفترة بالتصاميم الصينية".

وذكر التقرير أن الأسطول الإيراني الحالي من الطائرات المسيرة "هو بغالبيته من صنع محلي"، مضيفا أنه من الممكن أن يكون قد تم شراء بعض هذه الطائرات سرا.

إنتاج محلي

وفي تسعينيات القرن الماضي، قام الحرس الثوري بتطوير مهاجر-2 ومهاجر-3 ومهاجر-4. وقد زودت هذه الأخيرة بكاميرات للتصوير الليلي مع قدرة على حمل صواريخ أرض-جو توجه بالأشعة تحت الحمراء، إلى جانب الصواريخ جو-جو.

وفي عام 2018 دخلت طائرة مهاجر-6 حيز الإنتاج. وتزعم إيران أنها تتميز بمدى يصل إلى 200 كيلومتر ومدة طيران تبلغ 12 ساعة، وأنها مزودة بمستكشفات كهروضوئية وصواريخ موجهة بالليزر بإمكانها تتبع الهدف واعتراضه وتدميره.

وواصل الحرس الثوري تطوير نماذج الطائرات المسيرة ومن بينها طائرة أبابيل التي دخل الجيل الأول منها للخدمة في أيلول/سبتمبر 1986.

وتم إنتاج الجيل الثالث من الطائرة أي أبابيل-3 في العام 2008. وبإمكان هذا الطراز حمل قنابل ذكية والتحليق لمسافة تصل إلى 250 كيلومترا وعلى ارتفاع يصل إلى 4572 مترا.

واليوم تضم ترسانة الحرس الثوري طائرات مسيرة متطورة أبرزها شاهد-136، وهي أحدث نسخة من طراز شاهد.

وتم الكشف عن الطراز الأول، وهو شاهد-129، في العام 2012، وقد ادعى الحرس الثوري آنذاك أنه مزود بصاروخ يبلغ مداه 1700 كيلومتر وأنه قادر علة حمل 8 صواريخ جو-أرض.

وتعتبر الطائرة شاهد-136، وهي "طائرة انتحارية" يبلغ مداها المزعوم 2500 كيلومتر، هي من أخطر الطائرات المسيرة في الأسطول الإيراني. فالطائرات الانتحارية تحلق مباشرة إلى الهدف وتدمره بنفسها وليس من السهل اكتشافها بالرادار.

العبث بالأمن الإقليمي

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي والأستاذ بجامعة النهرين في بغداد قحطان الخفاجي إن تسليح الوكلاء الإقليميين للحرس الثوري هو جزء من سياسة طهران الهادفة إلى "العبث بالأمن الإقليمي".

فقد سلحت طهران الميليشيات التابعة لها في المنطقة بالطائرات المسيرة منذ العام 2004 تقريبا، علما أن حزب الله شكل الجماعة الأولى المدعومة من إيران والتي حصلت عليها، بحسب تقرير صدر في آذار/مارس عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ودخلت طائرة مرصاد-1 التابعة لحزب الله والمطابقة لأبابيل-2 الإيرانية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 المجال الجوي لدولة مجاورة قبل تحطمها في البحر المتوسط.

كذلك، استخدمت طائرة مسيرة أخرى باسم قاصف-1 صممت على نموذج أبابيل-2، بصورة مكثفة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في هجماتهم على السعودية واليمن خلال السنوات الماضية.

وقال مراقبون إن جماعة الحوثي التي يقال إنها تملك أكثر ترسانة طائرات تطورا وتنوعا بين وكلاء إيران، استخدمت أيضا طائرتين إيرانيتين أكثر تطورا، هما صماد-2 وصماد-3.

وفي 26 تموز/يوليو 2018، استخدم الحوثيون الطائرة صماد-3 لمهاجمة مطار أبو ظبي الذي يقع على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من المناطق الخاضعة للحوثيين في غربي اليمن.

كذلك، زودت إيران الحوثيين بطائرة وعيد المشابهة لشاهد-136 والتي يعتقد أنها استخدمت لمهاجمة الناقلة ميرسر ستريت في بحر العرب في تموز/يوليو الماضي.

ومنذ العام 2019 على أقل تقدير، يزود الحرس الثوري وكلائه العراقيين بعشرات الطائرات المسيرة التي استخدمت لمهاجمة أهداف في العراق وخارجه.

سياسة إنكار

وأشار الخفاجي للمشارق إلى أن الإنتاج المتواصل لتقنيات الطائرات المسيرة من قبل الحرس الثوري وإنتاجه لنماذج مطابقة للميليشيات التابعة له في المنطقة هو "وسيلة تهديد مثيرة للقلق".

وقال إنه نظرا لأن وكلاء الحرس الثوري يستخدمون نسخا من الطائرات المسيرة في هجماتهم، فإن إيران قادرة على الإفلات من المسؤولية المباشرة للهجمات المنفذة من قبل تلك الجماعات وذلك بزعم أن الطائرات مصنعة من قبل الوكلاء أنفسهم.

وأضاف أنه في حين أن وكلائها ينفذون الهجمات في المنطقة، تحاول إيران ترهيب جيرانها عبر التفاخر بقدراتها التسليحية والعبث بالأمن الإقليمي عبر مواصلة تطوير تقنيات الطائرات المسيرة.

ونوّه بأن الأسلحة الفتاكة بما فيها الطائرات المسيرة تهرب من إيران عبر الحدود البرية إلى العراق، ومنه لباقي الدول المجاورة.

وأضاف أنه يتم عادة تهريب السلاح والطائرات المسيرة إلى اليمن عبر البحر.

وذكر أن النظام الإيراني يسعى إلى إدامة الحضور التدميري لميليشياته الإقليمية، وأن الطائرات المسيرة مفيدة لتحقيق طموحه.

وقال إن هذا الطموح مرتبط بفكرة النظام الإيراني المتعلقة "بتصدير الثورة"، وبسعيه وراء السياسات التوسعية الهادفة إلى فرض هيمنته على المنطقة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500