أخبار العراق
حقوق الإنسان

الأطفال السوريون النازحون تحت وطأة تأثير الحرب النفسي والجسدي

نهاد طوباليان

علي وأحمد وفدى ابراهيم سلطان يقفون لالتقاط صورة لهم في مخيم التح للنازحين، حيث يقيمون مع والدتهم رشا محمد الرشيد. [علي حاج سليمان]

علي وأحمد وفدى ابراهيم سلطان يقفون لالتقاط صورة لهم في مخيم التح للنازحين، حيث يقيمون مع والدتهم رشا محمد الرشيد. [علي حاج سليمان]

طفل سوري يتحدث إلى طفل آخر من داخل خيمة بمخيم للنازحين. [علي حاج سليمان]

طفل سوري يتحدث إلى طفل آخر من داخل خيمة بمخيم للنازحين. [علي حاج سليمان]

يضم مخيم التح للنازحين الواقع شمالي إدلب 750 طفلا من أعمار مختلفة ويرتاد فقط 350 منهم مدرسة المخيم. [علي حاج سليمان]

يضم مخيم التح للنازحين الواقع شمالي إدلب 750 طفلا من أعمار مختلفة ويرتاد فقط 350 منهم مدرسة المخيم. [علي حاج سليمان]

أطفال سوريون يجلسون على الأرض في فصل دراسي بمخيم التح للنازحين. [علي حاج سليمان]

أطفال سوريون يجلسون على الأرض في فصل دراسي بمخيم التح للنازحين. [علي حاج سليمان]

بيروت -- بعد مرور أكثر من عقد على انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد للمطالبة بالكرامة ووقف القمع، يدفع جيل من الأطفال الثمن الهائل لحرب طال أمدها.

وبدعم من القوات الروسية ومن إيران والميليشيات التابعة لها، واصل النظام السوري قصفه لمناطق المعارضة، مما أجبر العديد من العائلات التي تضم أطفالا على الفرار من بلداتها ومن البلد حتى.

وعاش بعض الأطفال في المنفى طوال حياتهم، مقيمين في مخيمات عشوائية أو مؤقتة حيث يعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

وتتفاقم ظروفهم المعيشية بصورة تدريجية.

أطفال سوريون نزحوا من قراهم يرتادون المدرسة في مخيم التح حيث يقيمون وهي عبارة عن خيمة أرضيتها ترابية. [علي حاج سليمان]

أطفال سوريون نزحوا من قراهم يرتادون المدرسة في مخيم التح حيث يقيمون وهي عبارة عن خيمة أرضيتها ترابية. [علي حاج سليمان]

وفي بيان صدر في 8 أيار/مايو، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن عددا قياسيا من الأطفال السوريين باتوا اليوم في حالة عوز.

وذكرت المنظمة أنه في الداخل السوري، يحتاج أكثر من 6.5 مليون طفل إلى مساعدة ويعيشون في الخوف والفقر، لافتة إلى أن 213 طفلا سوريا قتلوا أو جرحوا في بلدهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2022 وحدها.

وفي هذه الأثناء، يعتمد نحو 5.8 مليون طفل سوري في الدول المجاورة ومنها الأردن ولبنان، على المساعدات لمواجهة الفقر والصعوبات اليومية.

ويستمر الوضع بالتفاقم إذ ترتفع أسعار المواد الغذائية في ظل تراجع تمويل العمليات الإنسانية، علما أن اليونيسف أوردت أنها تلقت أقل من نصف التمويل الذي هي بحاجة إليه لمواصلة عملها.

شريان حياة للأطفال

وقالت اليونيسف إنها بحاجة إلى نحو 20 مليون دولار لاستجابتها العابرة للحدود والتي تشكل شريان الحياة الوحيد لنحو مليون طفل يقيمون في شمالي غربي سوريا.

وفي هذا الإطار، تقيم رشا محمد الرشيد وأطفالها الثلاثة علي (13 سنة) وأحمد (12 سنة) وفدى (10 سنوات)، في مخيم التح للنازحين شمالي مدينة إدلب حيث يعانون البؤس والفقر ويفتقرون إلى العديد من أبسط الضروريات.

وأجبرت الرشيد على ترك منزلها القريب من معرة النعمان مع أطفالها بسبب القصف السوري العنيف والقصف الروسي، ولجأت نتيجة لذلك إلى مخيم التح.

وقالت "نعيش بمخيم لا تتوفر فيه البنى التحتية، فلا مياه صالحة ونظيفة للشرب ولا صرف صحي".

ولفتت الرشيد إلى أن أكثر ما يحتاجه اطفالها هو "الدواء والغذاء الصحي والثياب والدعم النفسي لأن الخوف الدائم يتملكهم خصوصا بعدما شاهدوا أطفالا بعمرهم قد قتلوا بالقصف ".

وبدوره، ذكر مدير مخيم التح عبد السلام اليوسف للمشارق أن الوضع في التح "مأساوي" للأطفال المقيمين فيه والذي يبلغ عددهم 750.

وأوضح "خسرت عائلاتهم كل ما تملكه بقراها وبلداتها، وباتت تغرق بفقر شديد يؤثر على نفسية أطفالها".

وتابع "يحتاج أطفال المخيم لكل شيء، بدءا من مساحة للتعبير عن شعورهم وتنمية شخصيتهم، فيما هم يعيشون بسجن صغير".

وأضاف "كما يحتاجون للغذاء والأدوية والطبابة ومأوى لائق لأنهم يعيشون بخيمة من غرفة واحدة لا خصوصية فيها لهم وللأهل".

وأشار إلى أن "جميعهم يعيش خوفا دائما بسبب الحرب، انعكس سلبا على سلوكهم إذ لمجرد سماع ضجة يسارعون لصم أذانهم ظنا منهم أنه صوت طائرات حربية قادمة لقصفهم".

حاجة ماسة للمساعدات

وليس وضع اللاجئين السوريين الأطفال في لبنان أفضل بكثير، بحسب ما جاء في بيان صدر عن اليونيسف في نيسان/أبريل الماضي.

فذكر البيان أن ثلث الأطفال السوريين في لبنان غير قادرين على الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. وأشارت المنظمة في سياق منفصل إلى أنه مع نهاية العام 2021، لم يعد 63 بالمائة من الأطفال اللاجئين في لبنان (440 ألف) إلى المدرسة وهم يواجهون تحديات هائلة.

ومن جانبها، أوضحت المديرة الإقليمية للإعلام والمناصرة بمكتب اليونيسيف للشرق الأوسط وشمال إفريقيا جولييت توما أن احتياجات الأطفال السوريين داخل سوريا وفي دول الجوار "عارمة".

وقالت "سجلنا رقما قياسيا، بحيث أن 6 ملايين و500 ألف طفل داخل سوريا بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة".

وأضافت أنه في هذه الأثناء، "تضرر أكثر من 5 ملايين طفل سوري بدول الجوار من أزمات تلك الدول".

ولفتت إلى أن احتياجاتهم "أساسية كالمياه الصالحة للشرب والغذاء والصحة والتعليم والدعم النفسي، لمساعدتهم في مواجهة الصدمات التي يعانون منها".

وقالت إن الاحتياج الأكبر "يبقى بحصول الأطفال على الأمن والأمان والعيش بسلام".

وذكرت "نناشد الذين يتقاتلون على الأرض وكل أطراف النزاع الوصول لحل سياسي سلمي من أجل مصلحة الأطفال والبلد لتأمين كافة احتياجات الأطفال ومستقبلهم".

التعليم والحماية ضمن الأولويات

ولفتت توما إلى أن الاحتياجات داخل سوريا "تتجلى بحماية الأطفال".

وقالت إن "مقتل أكثر من 80 طفلا منذ بداية العام يدل على شدة النزاع وعلى أن الحرب الضروس والحرب على الأطفال لم تنته أبدا".

أما بالنسبة لدول الجوار، فيشكل التعليم حاجة أساسية، بحسب ما ذكرت.

وأوضحت أن "الأطفال المفروض التحاقهم بمقاعد الدراسة غير موجودين بالمدارس"، مشيرة إلى أن لديهم "احتياجات أخرى تتعلق بالصحة والغذاء والمياه الصالحة للشرب والدعم النفسي".

وقالت توما إنه عشية انعقاد مؤتمر المانحين السادس ببروكسل، "ناشدت [اليونيسف] الدول المانحة للحصول على مبلغ 672 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات الأطفال داخل سوريا ودول الجوار".

وتابعت "ناشدنا الحصول على 20 مليون دولار خلال الشهرين المقبلين لعمل اليونيسيف بمنطقة شمال غرب سوريا حيث يعيش حوالي مليون ونصف مليون طفل صنفتهم اليونيسيف على أنهم الأكثر حاجة واحتياجاتهم الأكثر إلحاحا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500