أخبار العراق
أمن

ترسانة مسيرات الحوثيين برعاية إيران ʼالأكثر تقدماʻ بين الوكلاء الإيرانيين

فريق عمل المشارق

مجموعة من الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين أثناء عرضها في مطلع العام 2021. [جماعة الحوثي]

مجموعة من الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين أثناء عرضها في مطلع العام 2021. [جماعة الحوثي]

بدأت إيران في تزويد الحوثيين بالطائرات المسيرة وقطع غيارها والتقنيات في إطار استراتيجية حرب بالوكالة بعد فترة قصيرة من تنفيذ جماعة الحوثي انقلابها بصنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، والذي أدى إلى حرب طويلة الأمد ومتواصلة في اليمن.

كما أمنت إيران طائرات مسيرة وخبرات للميليشيات العراقية التابعة لها ولحزب الله اللبناني، غير أن الحوثيين يملكون "أكثر ترسانات الطائرات المسيرة تنوعا وتقدما مقارنة بوكلاء إيران الآخرين"، حسبما جاء في موقع إيران برايمر.

وأشار الموقع الذي يضم 50 محللا في الشأن الإيراني من الجمهورية الإسلامية والغرب، إلى أن إيران ترسل الطائرات المسيرة ومكوناتها إلى وكلائها منذ العام 2004 تقريبا.

واستخدم الحوثيون الطائرات المسيرة التي أرسل بعضها مباشرة من إيران في حين تم استنساخ البعض الآخر، لأغراض مميتة في اليمن وخارجه.

صورة التقطت في 19 حزيران/يونيو 2018، يظهر فيها حطام طائرات أبابيل إيرانية الصنع في أبو ظبي، والتي قالت القوات المسلحة الإماراتية إنها استخدمت من قبل الحوثيين في اليمن في معارك ضد قوات التحالف العربي. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 19 حزيران/يونيو 2018، يظهر فيها حطام طائرات أبابيل إيرانية الصنع في أبو ظبي، والتي قالت القوات المسلحة الإماراتية إنها استخدمت من قبل الحوثيين في اليمن في معارك ضد قوات التحالف العربي. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

طائرة مسيرة من طراز قاصف-2 كي معروضة في اليمن في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرها المكتب الإعلامي للحوثيين في 9 تموز/يوليو 2019.

طائرة مسيرة من طراز قاصف-2 كي معروضة في اليمن في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرها المكتب الإعلامي للحوثيين في 9 تموز/يوليو 2019.

واستخدمت الجماعة الطائرات المسيرة المسلحة لاستهداف منشآت مدنية في السعودية والإمارات، إلى جانب منازل مدنيين في اليمن.

وفي شباط/فبراير، أصيب 12 مدنيا من جنسيات مختلفة، بينهم عمال في المطار ومسافرون، جراء تساقط الحطام بعد قيام الجيش السعودي بتفجير طائرة مسيرة حوثية كانت تستهدف مطار أبها الدولي.

ويشكل المطار هدفا دائما للطائرات المسيرة الحوثية التي يتم إطلاقها من اليمن.

وفي أيلول/سبتمبر، أدت هجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الحوثية في مديرية رحبة جنوبي محافظة مأرب إلى إصابة ومقتل مدنيين وتدمير منازل خاصة ونزوح عشرات العائلات، علما أنه كان النزوح الثاني لبعضها.

واستخدم الحوثيون الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المسلحة لتنفيذ هجمات 17 كانون الثاني/يناير على أبو ظبي، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين كانا يعملان لصالح شركة بترول أبو ظبي الوطنية عند انفجار 3 خزانات وقود بالقرب من منشاة تخزين.

وأصيب 6 آخرون في الهجوم الذي أدى أيضا إلى اندلاع حريق في منطقة تحت الإنشاء بمطار أبو ظبي. وقالت شرطة أبو ظبي إنه تم العثور على "أجسام صغيرة متطايرة تعود على الأرجح لطائرات مسيرة" في الموقعين.

استخدام مبكر للطائرات المسيرة

وبحسب ما جاء في تقرير صدر في آب/أغسطس 2019 عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يعود الاستخدام الأول للحوثيين للطائرات المسيرة إلى كانون الأول/ديسمبر 2015، عندما أطلقوا طائرة مسيرة تجارية زعم أنها سرقت من محطة تليفزيون محلية.

ومع مطلع العام 2016، وردت تقارير عن استخدام الجماعة للطائرات المسيرة لأغراض الاستخبارات والرقابة والاستطلاع في محافظة مأرب.

وفي العام 2017، بات حجم ترسانة الطائرات المسيرة لدى الحوثيين أوضح، عندما بدأت الجماعة تزعم أنها أنتجت منظومة طائرات مسيرة خاصة بها وتتفاخر بها، وفق ما جاء في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وذكر التقرير أن الحوثيين قاموا في شباط/فبراير 2017 "بالكشف عن رسوم بيانية محترفة تظهر عمليات الطائرات المسيرة وتفصل مواصفاتها الفنية وتروج لفعاليتها".

ولكن التقرير أوضح أن تضمين الحوثيين لطائرات مسيرة متوفرة تجاريا في عرضهم التوضيحي "يشير إلى أن مزاعم الجماعة بأنها صنعت هذه المنظومات محليا قد يكون أمرا مبالغا فيه".

وتابع أن الترسانة الأولية للحوثيين شملت طائرات مسيرة تجارية بعد تغيير غرض استخدامها، ولكن من أجل تصنيع منظومات محلية تحتاج الجماعة إلى مكونات أساسية من السوق العالمية، بما في ذلك "مكونات كهربائية صينية المنشأ".

ونقلت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير 2020، أنه في حين أن إيران زودت الحوثيين في البداية بمكونات وتصاميم للطائرات المسيرة القتالية، تعلم الحوثيون كيفية تصنيع الطائرات المسيرة باستخدام قطع محلية ومكونات يتم تهريبها إلى اليمن.

ترسانة الحوثيين

وتشمل ترسانة الحوثيين اليوم طائرات مسيرة قتالية واستطلاعية. وكانت الطائرات المسيرة الأولى التي ادعوا أنهم صنّعوها بأنفسهم والتي أعلنوا عنها عام 2017، هي رقيب وراصد والهدهد-1 وكلها طائرات مسيرة استطلاعية خفيفة الوزن.

وبحسب عدد من المصادر، فقد كان بعض هذه الطائرات على الأقل طائرات أنتجت لأغراض تجارية وتم تعديلها.

وذكرت لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن في تقرير صدر في كانون الثاني/يناير 2018، أن قاصف-1 كانت أول طائرة مسيرة قتالية استخدمها الحوثيون علما أن قاصف-2 كي هي ترقية "شبه مطابقة" للنسخة السابقة، وأن المواد الضرورية لتركيبها تأتي من إيران.

وفي دراسة نشرت في كانون الثاني/يناير 2019 بعنوان "المسيرات الانتحارية سلاح الحوثيين الاستراتيجي"، قال مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية إن الأرقام التسلسلية لطائرات قاصف-1 تشير إلى أنها "مجرد نسخة أخرى من طائرات أبابيل الإيرانية المسيرة".

وذكرت الدراسة أن "الطائرات المسيرة الانتحارية" المزعومة مبرمجة بحيث تنفجر عن بعد أو لدى وصولها إلى الاحداثيات المبرمجة مسبقا.

وقالت الدراسة إنه يتم تهريب بعض الطائرات المسيرة إلى الحوثيين فتصلهم بشكلها الكامل، مشيرة إلى عملية ضبط الطائرات المسيرة المرسلة إلى الجماعة على يد القوات الأمنية في مأرب، في حين يتم تجميع بعضها الآخر في اليمن على يد متخصصين تدربوا في إيران وفي لبنان.

وبحسب الأمم المتحدة، تمكن الحوثيون بحلول العام 2020 من تصنيع هيكل وأجنحة طائرات قاصف باستخدام مواد متوفرة محليا، وذلك مع استقدام المكونات الأساسية كالمحركات من الخارج، وفق ما نقله موقع إيران برايمر.

وذكر الموقع أنه في أيلول/سبتمبر 2019، كشف الحوثيون عن طراز جديد من الطائرات المسيرة التي تحمل اسم صماد وتعمل بمحركات يتم شحنها من إيران. وتشمل طائرات صماد-1 (عمليات الاستطلاع) وصماد-2 (العمليات القتالية) وصماد-3 (العمليات القتالية الشبحية).

وفي آذار/مارس 2021، قدم الحوثيون طراز صماد-4 إلى الإعلام إلى جانب أنظمة أسلحة أخرى جديدة، وفق ما جاء في تقرير للجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن في كانون الثاني/يناير 2022.

وذكر التقرير أن الطائرة صماد-4 "تحمل صاروخين ويزعم أنها تتميز بمدى يبلغ 2000 كيلومتر".

وقال التقرير إنه تبين أن مروحية مسيرة ذات ستة أجنحة قصيرة المدى من طراز رجوم هي في الواقع طائرة مسيرة صينية معدّلة، في حين قد يكون لطائرة واعد المسيرة بجناح دلتا مدى أطول.

وجاء في القرير أنه يتم تجميع غالبية الطائرات المسيرة المستخدمة من قبل الحوثيين في مناطق خاضعة لهم "باستخدام مواد متوفرة محليا إضافة إلى مكونات تجارية كالمحركات والمعدات الإلكترونية التي تشحن من الخارج باستخدام شبكة وسطاء معقدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا".

يد إيران

وفي مقابلة حصرية أجراها مع المشارق في العام 2019، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد إن إيران تهرب الطائرات المسيرة إلى الحوثيين بواسطة وحدتين تابعتين لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

وذكر أن "إيران تستخدم عدة طرق لإيصال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى الحوثيين، بما في ذلك التهريب ونقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي بإشراف خبراء، ويتم ذلك كله بواسطة وحدات خاصة من الحرس الثوري الإيراني".

وتابع "يمكن شراء المحركات الخاصة بالطائرات المسيرة وتهريبها عبر البحر كقطع غيار، بينما يمكن طلب المراوح عبر الإنترنت. ويتم تصنيع الهيكل الخارجي من الفايبرغلاس في معامل ومصانع محلية. ويتم تعبئة الطائرات الانتحارية بعبوات متفجرة من الـ تي.أن.تي [ثلاثي نترو التولوين] والـسي-4".

وأوضح أنه "يمكن تهريب الطائرات المسيرة عبر الشريط الساحلي الكبير لليمن، كما يمكن إرسال التقنية وتعليمات التشغيل عبر الإنترنت، ويتم بعد ذلك تركيب الطائرات على يد خبراء إيرانيين ومن حزب الله يكونون متواجدين مع الحوثيين".

وكشفت الدراسة أن عمليات التهريب تنفذها الوحدة 400 والوحدة 190 من فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وكان قد تم تشكيل الوحدة 190 في ثمانينيات القرن الماضي، وهي "مسؤولة عن تهريب الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة لحروب خارج حدود إيران" وقد شكلت شبكات كبيرة لتهريب الأسلحة عبر الشرق الأوسط.

أما الوحدة 400، فتركز على التخطيط لهجمات خارج إيران وتنفيذها.

وأشار مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية إلى أن الوحدة تنقل المساعدات العسكرية إلى الجماعات المسلحة حول العالم وتنسقها من أجل هجمات تخدم مصالح النظام الإيراني.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500