أخبار العراق
أمن

قدرات محدودة لصواريخ إيران القصيرة والمتوسطة المدى في الضرب والردع

فريق عمل المشارق

امرأة إيرانية تمشي قرب صواريخ ذوالفقار-بصير ودزفول معروضة في مسجد المصلى في طهران يوم 7 كانون الثاني/يناير. [وكالة الصحافة الفرنسية]

امرأة إيرانية تمشي قرب صواريخ ذوالفقار-بصير ودزفول معروضة في مسجد المصلى في طهران يوم 7 كانون الثاني/يناير. [وكالة الصحافة الفرنسية]

دأبت إيران لسنوات طويلة على الترويج لقدراتها الصاروخية حتى مع الإخفاقات والنكسات المتكررة التي تقوض أي محادثات بشأن تطوير جدي للأسلحة.

ومؤخرا، عرض قادة الحرس الثوري الإيراني نماذج من الصواريخ الإيرانية في معرض دفاعي في قطر، في خطوة لم تعرها دول الخليج أي اهتمام يذكر.

وعلى الرغم من أن قطر أكدت أنها وجهت دعوة المشاركة في المعرض إلى وزارة الدفاع الإيرانية وليس الى الحرس الثوري الإيراني، شارك قادة الحرس في الفعاليات التي استمرت من 21 إلى 23 آذار/مارس وكانوا جزءا من وفد إيراني أوسع، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وجاءت مشاركتهم في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد السعودية والإمارات والعراق وقواعد تابعة للتحالف متعدد الجنسيات في المنطقة، حُملت مسؤوليتها إلى الحرس الثوري الإيراني ووكلائه.

وفي العقدين الماضيين، خضع برنامج الصواريخ الإيراني إلى بعض التحسينات شملت توسيع مدى صواريخ إيران ودقتها، وتطوير صواريخ كروز وبناء منصات إطلاق متحركة وصوامع تحت الأرض.

ومع ذلك وحتى عام 2020، لم تكن إيران بعد مكتفية ذاتيا في قدرتها على تصميم وإنتاج صواريخ متقدمة، وفقا لتقرير صدر عن إيران ووتش في حزيران/يونيو 2020.

وقال مراقبون إنه في حالة حدوث مواجهة، فسيعني ذلك أن إيران ستكون عاجزة عن تجديد مخزونها المحدود من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى في الوقت المناسب للدفاع عن نفسها ضد الهجمات المضادة.

برنامج الصواريخ الإيراني

وجاء في تقرير إيران ووتش أن "برنامج الصواريخ الإيراني له تاريخ طويل ونشط وتقوده جهات نافذة في أعلى التسلسل الهرمي للجمهورية الإسلامية"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وحلفاؤه في الحرس الثوري.

ولفت التقرير إلى أن إيران طورت صواريخ كروز وصواريخ باليستية لاستخدامها في القتال التقليدي، مشيرا إلى أنها استخدمتها لاستهداف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا وكذلك القواعد العسكرية في العراق.

ولحظ التقرير أن هذه الهجمات تظهر استعداد إيران لاستخدام صواريخها في ضربات عسكرية.

وأضاف أن إيران أظهرت دوما استعدادها لتصدير صواريخها ومعدات إنتاج الصواريخ إلى وكلائها في المنطقة، وبينهم حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن.

وقد ربطت هذه الصواريخ وأي تقنيات قدمتها إيران، بشكل مباشر بمقتل المدنيين في هذه الدول.

وقال إن "هذه الإجراءات تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الصواريخ بالنسبة لسياسة إيران الأمنية".

ولغاية آذار/مارس 2020، كانت ترسانة إيران الباليستية تتكون بشكل أساسي من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

ويشتبه أيضا بتخزين صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية وصواريخ كروز في "مدينتين للصواريخ" بالقرب من تبريز وخرام آباد.

وتشكل القاعدتان محورا أساسيا لبرنامج الصواريخ الإيراني، مع تأكيد المراقبين أن أي حادث يقع هناك من شأنه أن يضعف بشكل كبير قدرة إيران الصاروخية.

تأثير محدود

إلى هذا، تعتبر "مدينتا الصواريخ" هدفا سهلا لمجموعة من الأسلحة في حال قامت إيران بتصعيد حرب إقليمية.

وفي حال حدث ذلك، يمكن لإيران بسهولة استخدام بين مائة و150 صاروخا باليستيا قصير ومتوسط المدى في أولى ضرباتها.

ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستعادل استخدام 4 سنوات من إنتاج الصواريخ، وهو ما يترك إيران دون حماية لعدد مماثل من السنوات حتى تتمكن من انتاج الكمية نفسها.

وكتب مايكل إيلمان في تقرير صدر في كانون الثاني/يناير 2021 عن المعهد الأميركي للسلام، أن "دقة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل ضعيفة. وقد يتطلب التدمير الناجح لهدف عسكري ثابت على سبيل المثال، أن تستخدم إيران نسبة كبيرة من مخزونها من صواريخ الوقود السائل".

وقال "في وجه أهداف عسكرية كبيرة مثل مطار أو ميناء بحري، يمكن لإيران أن تشن هجمات للمضايقة تهدف إلى تعطيل العمليات أو إتلاف مستودعات تخزين الوقود. ولكن لن تتمكن الصواريخ على الأرجح من إيقاف الأنشطة العسكرية الحساسة".

وأضاف أن "عدد وحدات النقل والنصب والقذف المتاحة والتأخير في إعادة تحميلها سيحد أيضا من تأثير أي هجوم مكثف".

وبالتالي، فإن الصواريخ الباليستية الإيرانية هي مجرد أدوات للترهيب وليست أسلحة فعلية قادرة على تدمير خصمها.

وتابع إيلمان "حتى لو أطلقت إيران العنان لترسانتها من الصواريخ الباليستية بالكامل ونجح أغلبها في اختراق الدفاعات الصاروخية، من المرجح أن يكون عدد ضحايا [مثل هذه الهجمات] متدنيا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500