أخبار العراق
أمن

روسيا تلجأ إلى المرتزقة بحربها ضد أوكرانيا في ظل تزايد خسائرها

أكيم حليموف ووكالة الصحافة الفرنسية

رجل ينتهي من لصق لافتات ضخمة في سيمفيروبول بالقرم يوم 4 آذار/مارس، عليها صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكتب عليها ʼروسيا لا تبدأ الحروب، بل تنهيهاʻ (على اليسار) وʼسنهدف إلى نزع السلاح كما النازية من أوكرانياʻ. ويعتمد الكرملين بشكل متزايد على المرتزقة بعد تكبده خسائر فادحة في غزوه الفاشل لأوكرانيا. [مراسل مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجل ينتهي من لصق لافتات ضخمة في سيمفيروبول بالقرم يوم 4 آذار/مارس، عليها صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكتب عليها ʼروسيا لا تبدأ الحروب، بل تنهيهاʻ (على اليسار) وʼسنهدف إلى نزع السلاح كما النازية من أوكرانياʻ. ويعتمد الكرملين بشكل متزايد على المرتزقة بعد تكبده خسائر فادحة في غزوه الفاشل لأوكرانيا. [مراسل مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

كييف - أكدت معلومات استخباراتية أن الكرملين بات يعتمد بشكل متزايد على المرتزقة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في غزوه الفاشل لأوكرانيا.

وتكبدت القوات الروسية خسائر جسيمة منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير. وقدر مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء، 23 آذار/مارس، أن ما بين 7000 و15000 جندي روسي قتلوا في أوكرانيا، وأن ما يصل إلى 40 ألف جندي روسي قد قتلوا أو جرحوا أو أسروا أو هم في عداد المفقودين.

ونتيجة لذلك، تقوم موسكو علانية بتجنيد مرتزقة من سوريا لدعم قواتها، كما تستخدم مجموعة فاغنر وهي شركة عسكرية روسية خاصة غامضة.

وأشار مرصد حربي يوم الثلاثاء، إلى أن روسيا أعدت قوائم تضم أسماء 40 ألف مقاتل من الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه، لوضعهم على أهبة الاستعداد للانتشار في أوكرانيا.

نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية في 8 آذار/مارس على فيسبوك صورا لقلادات هوية قالت إنها مأخوذة من قتلى مرتزقة مجموعة فاغنر. [مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية]

نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية في 8 آذار/مارس على فيسبوك صورا لقلادات هوية قالت إنها مأخوذة من قتلى مرتزقة مجموعة فاغنر. [مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية]

لقطة من فيلم ʼالسائحʻ الذي موله يفغيني بريغوزين ويحاول عبره تصوير عمل مرتزقة مجموعة فاغنر حول العالم على أنه ʼبطوليʻ. [الأرشيف]

لقطة من فيلم ʼالسائحʻ الذي موله يفغيني بريغوزين ويحاول عبره تصوير عمل مرتزقة مجموعة فاغنر حول العالم على أنه ʼبطوليʻ. [الأرشيف]

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان وعدد من الناشطين، افتتح ضباط روس بالتنسيق مع الجيش السوري والميليشيات الموالية له مكاتب تسجيل في مناطق سيطرة النظام.

وقال رئيس المرصد من مقره في المملكة المتحدة رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "أكثر من 40 ألف سوري سجلوا أسماءهم حتى الآن للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا".

وأضاف المرصد أن 18 ألف رجل آخرين سجلوا أسماءهم في حزب البعث الحاكم في سوريا، على أن تقوم مجموعة فاغنر بفحصهم.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الكرملين قوله الأسبوع الماضي، إن المتطوعين بمن فيهم الذين أتوا من سوريا، مرحب بهم للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية في 8 آذار/مارس صورا على فيسبوك لقلادة هوية قالت إنها لأحد قتلى مجموعة فاغنر.

ويظهر على القلادة في الصورة رقم هاتف سوري، بالإضافة إلى عبارة "الرجاء المساعدة والاتصال بنا" باللغات العربية والفارسية والإنجليزية والفرنسية.

واتهمت الوزارة في بيانها على موقع فيسبوك مجموعة فاغنر التي يبدو أنها أعادت تسمية نفسها باسم ليغا، بمساعدة روسيا في غزوها لأوكرانيا، وزعمت أن بعض المرتزقة التابعين لها "شاركوا فعليا في عمليات قتالية على الأراضي الأوكرانية ضمن صفوف الجيش المعتدي".

وكانت الوزارة قد أعلنت مطلع الشهر الجاري، أن روسيا تخطط لإرسال ما يصل إلى ألف عنصر من المرتزقة إلى كييف لتعزيز قواتها التي تحاول مهاجمة العاصمة الأوكرانية، مضيفة أنه تم إنشاء مقر للشركة العسكرية الخاصة في مدينة روستوف أون دون الروسية من أجل تجنيد المرتزقة.

قتلة مأجورون

وفي حديثه لموقع كارفانسراي، قال المحلل العسكري والمدير السابق لمديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر جالاكا، إن هؤلاء المرتزقة "يُستقدمون للتخريب والإرهاب".

وأضاف أنه توكل إليهم مهمة تنفيذ "الأعمال القذرة" ومن ضمنها قمع المدنيين المتمردين في الأراضي المحتلة وممارسة الترهيب.

وكان عناصر من مجموعة فاغنر قد اتهموا بارتكاب جرائم حرب في أماكن مختلفة من العالم.

وظهرت مجموعة فاغنر للمرة الأولى في أوكرانيا عام 2014، عندما اندلعت الحرب واستولت روسيا بشكل غير قانوني على شبه جزيرة القرم.

ومنذ ذلك الحين، يشارك مرتزقة فاغنر في الصراعات حول العالم، بما في ذلك في سوريا وموزمبيق والسودان وفنزويلا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد.

وتابع جالاكا "في الواقع، إنهم جزء من القوات المسلحة الروسية. فهم يحملون أسلحة الجيش الروسي، ويتدربون في ساحات التدريب الروسية، حتى أنهم يمولون... من قبل رجل الأعمال المقرب من [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين، يفغيني بريغوزين".

وعلى الرغم من الكم الهائل من الأدلة التي تربط بريغوزين بمجموعة فاغنر والمروحة الكبيرة من العمليات الأخرى التي تنطوي على "أعمال قذرة" نفذت في جميع أنحاء العالم لصالح الكرملين، ينفي هو وموسكو أي علاقة لهما بالشركة العسكرية الروسية الخاصة.

ووفقا لمايكولا مالوموج وهو جنرال في الجيش ترأس سابقا جهاز المخابرات الخارجية الأوكراني، فإن مرتزقة فاغنر مدربون بشكل أفضل من جنود الجيش النظامي الروسي.

وقال في إشارة إلى القوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي "من المهم أن نفهم ممن تتألف الشركة العسكرية الروسية الخاصة. كان عناصرها ينتمون سابقا إلى القوات الخاصة بألفا و فيمبيل".

وتابع مالوموج "بشكل عام، نتحدث عن مستوى مختلف من المقاتلين".

وأردف "بالإضافة إلى ذلك، يختلف تدريبهم عن تدريب الجيش الروسي النظامي. فيتدربون على أفضل ممارسات الناتو ويعتمدون المعايير الصينية، فتتولد لديهم كل هذه الخبرة العالمية ويحاولون تطبيقها في ساحة المعركة".

ولفت إلى أن "مراكز التجنيد الخاصة بهم منتشرة في جميع أنحاء العالم، لكن 80 في المائة من المرتزقة هم من الروس".

وقال "ربما يأتي بعضهم مما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية"، في إشارة إلى المنطقتين الانفصاليتين في شرقي أوكرانيا واللتين اعترف بوتين باستقلالهما قبل شن غزوه الشامل لأوكرانيا.

وأضاف مالوموج "بالطبع، لا تعود لبوتين مهمة تحديد الأعمال التي سيقومون بها، فهذه المهمة هي من نصيب مديري الوكالات السرية. لكنه ينسق بالتأكيد معهم في سبل استخدام مثل هذه القوات".

المرتزقة المدعومين من الكرملين ʼليس لديهم أي فرصة للانتصارʻ

وقال محللون إن مجموعة فاغنر والمرتزقة الآخرين لن يتمكنوا من إنقاذ الجيش الروسي من الهزائم التي يتكبدها في أوكرانيا على الرغم من التدريبات الشرسة التي خضعوا لها.

وذكر جالاكا في هذا الإطار أن "المشكلة الرئيسة لهؤلاء المقاتلين هي أنهم لم يقابلوا يوما عدوا قويا".

وأشار إلى أن تعذيب السكان العزل أو المتمردين في سوريا شيء، وقتال جندي أوكراني محترف ومتحفز للغاية شيء مختلف تماما.

وقال جالاكا إن "هالة القوات التي لا تقهر التي يروج لها أتباع فاغنر والقاديروفيون والمسلحون الآخرون عن أنفسهم، هي مجرد تسويق"، مشيرا بذلك إلى المرتزقة التي هي بقيادة الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف. وأضاف "أنا متأكد من أن أنشطتهم هنا في أوكرانيا، ستنتهي".

ولمالوموج رأي مماثل.

فلفت إلى أن "القوات الخاصة الأوكرانية مستعدة بشكل أفضل. فهي تتفوق على [مرتزقة فاغنر] في القتال المباشر وجها لوجه. وليس للمرتزقة أي فرصة للانتصار".

وعلى سبيل المثال، قُتل عناصر وحدات قاديروف القتالية "النخبوية" المزعومة بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، وكانت لديهم أوامر باقتحام كييف واغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال المحامي السابق الذي يقاتل الآن مع كتيبة الدفاع الإقليمية رقم 206 في إيربين بالقرب من كييف، ياروسلاف كوتس، "قتلهم جنودنا على دفعات. إنهم يموتون مثل أي شخص آخر، ولا شيء يميزهم".

ومن بين القتلى، ماغوميد توشايف، وهو قائد فريق الاغتيال والصديق المقرب لقاديروف وحليفه.

وأضاف كوتس أن "الشيء الوحيد الذي يميز هؤلاء الأوغاد هو أنهم يطلقون النار على المدنيين ويلقون الألغام في كل ممر إجلاء ويهاجمون العاملين في المجال الإنساني". وأكد "سنقضي عليهم قريبا".

وفي حين أن بعض المرتزقة الذين أرسلوا إلى أوكرانيا هم حاليا متوارون عن الأنظار، إلا أنهم لن يتمكنوا من الاختباء لفترة طويلة، وفقا لمالوموج.

وأردف "اليوم، الناس والمواطنون العاديون متيقظون للغاية، فهم متنبهون لكل شخص مشبوه".

وبدوره، ذكر جالاكا "من الضروري تحديد هوية هؤلاء المسلحين والقضاء عليهم في أسرع وقت ممكن. لن يغيروا مسار الحرب بأي شكل من الأشكال، لكنهم لا يلتزمون بأي قوانين على الإطلاق ويشكلون تاليا تهديدا كبيرا للمدنيين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500