أخبار العراق
طاقة

ألمانيا تقلل الاعتماد على الغاز الروسي بإبرام اتفاق مع قطر

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

صورة لبرج التبريد في محطة الكهرباء التي تدار بالغاز الطبيعي في لنجين بألمانيا، التقطت يوم 12 كانون الثاني/يناير. التزمت ألمانيا بالبناء 'السريع' لمحطتي غاز طبيعي مسال في إطار اتفاق جديد طويل الأجل مع قطر، فيما تتطلع لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي. [إينا فاسبندر/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لبرج التبريد في محطة الكهرباء التي تدار بالغاز الطبيعي في لنجين بألمانيا، التقطت يوم 12 كانون الثاني/يناير. التزمت ألمانيا بالبناء 'السريع' لمحطتي غاز طبيعي مسال في إطار اتفاق جديد طويل الأجل مع قطر، فيما تتطلع لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي. [إينا فاسبندر/وكالة الصحافة الفرنسية]

الدوحة -- التزمت ألمانيا ببناء محطتي غاز طبيعي مسال ’بسرعة‘، وذلك في إطار اتفاق جديد طويل الأجل مع قطر تسعى عبره لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، حسبما ذكرت الدولة الخليجية يوم الأحد، 20 آذار/مارس.

ونجح وزير الشؤون الاقتصادية روبرت هايبك في التوصل إلى هذا الاتفاق أثناء مباحثات أجراها في الدوحة مع أمير دولة قطر ووزير طاقتها، اللذين كانا يضغطان على الدول الأوروبية لإبرام اتفاقات طويلة الأجل معها لضمان إمداداتها.

وخلال الأشهر الأخيرة، تحولت الدول الأوروبية إلى قطر مع سعيها لتأمين بديل للغاز الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.

وتعد قطر من أضخم مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، وهو الأمر الذي قد يلعب دورا حاسما في تخفيض اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية.

صورة لمدينة رأس لفان الصناعية التي تعد الموقع الرئيس لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتحويل الغاز إلى سائل في قطر تحت إدارة شركة قطر للبترول، التقطت يوم 6 شباط/فبراير 2017. [كريم جعفر/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لمدينة رأس لفان الصناعية التي تعد الموقع الرئيس لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتحويل الغاز إلى سائل في قطر تحت إدارة شركة قطر للبترول، التقطت يوم 6 شباط/فبراير 2017. [كريم جعفر/وكالة الصحافة الفرنسية]

وثمة دول قليلة أخرى تعتمد على واردات الطاقة الروسية بالمستوى نفسه الذي تعتمد عليه ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، إذ كانت تستورد نحو 55 في المائة من غازها الطبيعي من روسيا قبل غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال هايبك في بيان قبل مغادرته الدوحة "من ناحية، نحتاج المزيد من الغاز الطبيعي المسال، بصورة مؤقتة وعلى المدى القصير، ونريد أن يصل هذا إلى محطاتنا في ألمانيا".

وأضاف "ومن الناحية الأخرى، لا بد من أن نتحول سريعا من الغاز الطبيعي التقليدي إلى الهيدروجين الأخضر".

وأوضح أن قطر ودولة الإمارات لهما "أهمية محورية" في تحقيق تلك الأهداف.

وأصرت قطر على إبرام عقود طويلة نظرا للتكلفة الضخمة للاستثمار في إنتاج الغاز. ومع أنها بالفعل واحدة من أكبر ثلاث دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، إلا أنها تعتزم زيادة الإنتاج بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2027.

من جانبه، قال وزير الطاقة القطري إن سنوات عدة من المحادثات مع ألمانيا لم تفض إلى إبرام "اتفاقات نهائية جراء الغموض الذي كان يعتري مستقبل استخدام الغاز في ألمانيا نسبة لموارد الطاقة الأخرى، وأيضا بسبب البنية التحتية اللازمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال".

تسريع إنشاء محطات للغاز الطبيعي المسال

وفي لقاء بين هايبك ووزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، "أكد الجانب الألماني أن الحكومة الألمانية قد اتخذت إجراءات سريعة وملموسة للتعجيل في بناء محطتين لاستقبال الغاز الطبيعي المسال".

وأوضح الوزير القطري أنه يتم بناء المحطتين في ألمانيا "كأولوية للسماح بالاستيراد طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا" بدعم كامل من الحكومة الألمانية.

وقد اتفق الجانبان على أن "كياناتهما التجارية ذات الصلة ستعاود التواصل وتنخرط في مناقشات حول إمدادات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل من قطر إلى ألمانيا".

وفي برلين، أكدت ناطقة ألمانية توصل البلدين لإرساء شراكة طويلة الأجل، وأن الشركات "ستنخرط في مفاوضات فعلية بشأن العقود".

إلى هذا، عقد هابيك مباحثات في الدوحة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني قبل أن يتوجه إلى الإمارات لعقد محادثات حول إمدادات النفط.

ويوم الاثنين، أعلنت شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) عن توقيع اتفاقات مع نظيراتها في ألمانيا من أجل تعجيل وتعميق التعاون في الهيدروجين النظيف، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات.

وأضافت الوكالة أن الاتفاقات بنيت على شراكة الطاقة طويلة الأمد بين الإمارات وألمانيا، وأيضا فريق العمل الوزاري الإماراتي-الألماني المعني بالتعاون في مجال الهيدروجين، والذي تم تشكيله في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وزار هايبك مؤخرا النرويج، وهي قوة أخرى في مجال الغاز، كما زار الولايات المتحدة التي تعد راهنا أكبر مصدر للغاز في العالم.

ضمان إمدادات غاز منتظمة

وقبيل رحلته إلى الدوحة، صرح هابيك لإذاعة دويتش لاند فونك أن ألمانيا لديها مخاوف كبيرة حيال تأمين الإمدادات في الشتاء المقبل.

وحذر "إذا لم نحصل على المزيد من الغاز في الشتاء المقبل، وإذا تم إيقاف عمليات التسليم من روسيا، فعندئذ لن يكون لدينا غاز كاف لتدفئة منازلنا والحفاظ على استمرار كل صناعتنا".

وقال هايبك يوم الجمعة إنه من الضروري ضمان تدفق منتظم للإمدادات، لكنه شدد على ضرورة تسريع الدولة بعملية الانتقال من الغاز الطبيعي التقليدي إلى الهيدروجين الأخضر.

وصرح للهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا "أنا مقتنع أن نتيجة المناقشات التي نجريها مع النرويج والولايات المتحدة وكندا وقطر ستفضي بنا إلى ... توريد المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا وألمانيا".

وتهدف ألمانيا إلى التخلص من الجزء الأكبر من صادرات النفط الروسية بنهاية العام الجاري، لكن الاستغناء عن الغاز الروسي كليا سوف يستغرق وقتا أطول.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500