أخبار العراق
إحتجاجات

غزو أوكرانيا يدفع دولة سوفياتية سابقة إلى حظر وسائل الإعلام الروسية

كانات التينباييف ووكالة الصحافة الفرنسية

تجمع أكثر من 2000 متظاهر في مسيرة سلمية في ألماتي يوم 6 آذار/ مارس، مرددين شعارات مؤيدة للسلام وموجهين شتائم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. [ماليكا أوتاليبوفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

تجمع أكثر من 2000 متظاهر في مسيرة سلمية في ألماتي يوم 6 آذار/ مارس، مرددين شعارات مؤيدة للسلام وموجهين شتائم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. [ماليكا أوتاليبوفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

ألماتي - يتزايد استياء الكازاخيين الذين يتابعون مسار الأحداث في أوكرانيا من القنوات التلفزيونية الروسية التي إما تردد السردية التي يعمل الكرملين على ترويجها أو تلتزم الصمت تماما.

ودفع هذا الأمر بالمحامي المستقل في ألماتي والرئيس السابق للمجلس التنفيذي لرابطة آسيا الدولية لمشغلي الفضائيات أنتون شين، لإدانة شركة مير للتلفزيون والراديو لعدم تقديمها تقارير عن الأحداث في أوكرانيا مع احتدام الحرب فيها.

وتأسست شركة مير المملوكة من رابطة الدول المستقلة، على يد روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة وبينها كازاخستان.

وبحسب ما كتب شين في صحفته على موقع فيسبوك يوم 2 آذار/مارس، ينص قانون تأسيس الشركة على حق مواطني تلك الدول متابعة "تقارير موضوعية ومنصفة عن الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية لتلك الدول".

متظاهر يحمل لافتة خلال مسيرة في ألماتي لدعم أوكرانيا يوم 6 آذار/مارس. [ماليكا أوتاليبوفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

متظاهر يحمل لافتة خلال مسيرة في ألماتي لدعم أوكرانيا يوم 6 آذار/مارس. [ماليكا أوتاليبوفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وطالب إدارة مير ببدء تغطية القتال الدائر في أوكرانيا.

وأضاف أن وزارة الإعلام والتنمية الاجتماعية الكازاخستانية تستطيع "البدء بمراجعة لاتفاق تعاون جمهورية كازاخستان مع هذه الشركة... واتخاذ خطوات أخرى تهدف إلى إبطال مشاركة جمهورية كازاخستان المالية في أعمال هذه الشركة".

وتعتبر القنوات التلفزيونية المدعومة من الكرملين بوقا أساسيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فتنشر الأفكار المعادية للغرب والتي تزرع الكراهية للتعددية الثقافية الأوروبية والقيم الليبرالية، وفقا لسيرجي دوفانوف وهو من سكان ألماتي ومدير مكتب كازاخستان الدولي لحقوق الإنسان.

وقال "يتآكل بوتين الشعور بالغضب من هزيمة بلاده في الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي والفشل الاقتصادي لروسيا، ويعمل على نقل هذا الشعور إلى جمهور رابطة الدول المستقلة وبينها كازاخستان، والذي يصل تعداده إلى ملايين الأشخاص".

ولفت إلى أن القنوات التلفزيونية الروسية مكنت بوتين من نشر أفكار هدامة بالنسبة لشعب كازاخستان، ما يحتم القضاء على هذه المنافذ الدعائية واستبدالها بمحتوى كازاخستاني عالي الجودة حماية للأمن القومي.

وأضاف "لكن الأمر لا يخلو من مخاطر أبرزها أن يعمد بوتين إلى مهاجمة كازاخستان ’القومية‘، ليكرر السيناريو الأوكراني نفسه على أرضنا".

مزود كازاخستاني يزيل القنوات الروسية من حزم قنواته

وأوقف المزود الكازاخستاني ريمسترويسرفيس، خدمة بث القنوات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، حسبما أفاد الموقع الإخباري كازتاغ في 28 شباط/فبراير نقلا عن بيان صدر عن الشركة.

وجاء في البيان الذي نُشر على حساب تيليغرام التابع للشركة "أعزائنا المشتركين: نحن نعارض دعاية الحرب كما نعارض الحرب. لذلك استبدلنا مؤقتا بث كل القنوات التلفزيونية الروسية الرسمية المزعومة بمحطة خبر 24".

ويقع مقر شركة ريمسترويسرفيس في شاختنسك بمقاطعة كاراجندا، وهي توفر خدمات الإنترنت وتقدم حزما للتلفزيون الرقمي.

وقال موظف في الشركة طلب عدم الكشف عن هويته "خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا، بدأ مصدر غير معروف ببث مقاطع فيديو دعائية معادية لأوكرانيا على تردد هذه القنوات الروسية، ولذلك اتخذنا هذا القرار".

ولم يأسف المشاهدون المحليون لرؤية القنوات الروسية تختفي من الحزمة.

وفي هذا السياق، قال أليبيك كوكباييف أحد مدراء النظام الذي يعيش في شاختينسك "أنا متأكد من أن هذا المصدر الغامض هو القنوات الروسية [نفسها] التي كانت في الأيام الأخيرة تنشر دعاية أقذر وأكثر كذبا من أي وقت مضى".

وأضاف "نشاهد عادة البرامج الترفيهية التي تبثها هذه القنوات لأن أخبارها مجرد غسيل دماغ".

وتابع كوكباييف أن "الحرب في أوكرانيا هي قضية حساسة بالنسبة لروسيا، ويعمل الكرملين بنشاط على نشر سرديته في كازاخستان من أجل قولبة الرأي العام هنا حول ’النازيين‘ المزعومين في كييف، وكيف أنه ينقذ الشعب الأوكراني منهم".

وسائل الإعلام الخاضعة لبوتين تفقد ’جنودها‘

وتأتي الانتقادات الأخيرة وسط اهتزازات في مشهد الدعاية الروسية مع استقالة بعض الصحافيين في وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الكرملين احتجاجا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبعد وقت قصير من بدء الغزو، استقالت ماريا بارونوفا رئيسة تحرير شركة البث الدولية آر.تي التي يسيطر عليها الكرملين.

وكتبت بارونوفا في حسابها على تيليغرام يوم 27 شباط/فبراير، "قبل أسبوع كنت ما أزال أكتب عن ’المتعاونين مع الناتو‘ و’دعاية الناتو‘، وكنت أوجه له الشتائم واستفيض في توضيح خيانته والرهاب الروسي، وأتحدث بسخرية عن [الفصام الديمقراطي]، لكن سخريتي السوداء انقلبت علي ليتضح في ما بعد أنهم كانوا على حق وكنت أنا المخطئة".

وقالت إن نظام بوتين الشمولي جعل حياة الروس "جحيما لا نهاية له"، وهو يحاول الآن تصدير هذا النظام بالقوة إلى أوكرانيا.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء في 28 شباط/فبراير أن وكالة أنباء رابتلي الروسية الرسمية ومقرها برلين، شهدت استقالة جماعية لموظفيها بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا بناء على أوامر بوتين.

واشتكى الموظفون خلال مشاركتهم في اجتماع عبر الهاتف من أنهم منعوا من تغطية النزاع بشكل موضوعي، وشمل المنع استخدام كلمة "غزو".

وتأسست رابتلي عام 2013 لتزويد آر.تي وعملاء آخرين بالأخبار، بما في ذلك مقاطع الفيديو والموجزات المباشرة من جميع أنحاء العالم.

وأشارت رويترز إلى أن رابتلي جزء من إمبراطورية الإعلام الدولية التي تديرها مارغاريتا سيمونيان حليفة بوتين، والتي تضم أيضا آر.تي وسبوتنيك.

وكانت سيمونيان هدفا للعقوبات الغربية بسبب دورها "كشخصية مركزية" في آلة الدعاية الروسية.

تظاهرة غير مسبوقة ضد بوتين

واحتشد الكازاخستانيون هذا الشهر من أجل السلام وتظاهروا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أعرب آخرون عن تزايد استيائهم من طريقة تغطية الحرب من قبل وسائل الإعلام الروسية، أو بالأحرى عدم تغطيتها إطلاقا.

ووقف أكثر من ألفي متظاهر في ألماتي يوم 6 آذار/مارس أثناء عزف النشيد الوطني الأوكراني، ورددوا شعارات مؤيدة للسلام ووجهوا الشتائم إلى بوتين.

وعادة ما تحظر كازاخستان التظاهرات السياسية، لكن مشاعر الناس تتغير في دول الاتحاد السوفياتي السابق، وبدا الكثير منهم خائفين من دعوات بضرورة أن تشمل العقوبات الغربية غير المسبوقة ضد روسيا بشأن أوكرانيا حلفاء موسكو أيضا.

وشددت وزارة الخارجية الكازاخستانية على حيادها في الصراع ودعت الأسبوع الماضي السفير البريطاني لإجراء محادثات بعد أن طالبت نائبة بريطانية على ما يبدو بفرض عقوبات على أفراد في البلاد هم "متواطئون مع بوتين وداعمين له".

وجاءت المشاورات بعد أن سألت النائبة البريطانية وعضو حزب العمال المعارض مارغريت هودج، في 28 شباط/فبراير، وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس عما إذا كان الأفراد من "ولايات قضائية مثل كازاخستان وأذربيجان" سيستهدفون بالعقوبات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وردت تروس بأنها "ستنظر في القضايا المتعلقة بكازاخستان والدول الأخرى".

وقالت وزارة الخارجية الكازاخستانية يوم السبت إنها تلقت تأكيدات من لندن بأن المملكة المتحدة لن تفرض عقوبات على البلاد بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500