حدد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) يوم الخميس، 10 آذار/مارس، هوية زعيمه الثالث في أقل من ثمانية أعوام، وبعد شهر تقريبا من تفجير سلفه نفسه إلى جانب أفراد أسرته أثناء غارة أميركية في سوريا.

لا يعرف الكثير عن زعيم داعش الجديد أبو حسن الهاشمي القرشي الذي يتولى زمام التنظيم بعد أن أصبح مجرد ظل لما كان من قبل لجهة أعضائه وقوته، وذلك بعد النهاية غير الشريفة لسلفه.

وشكلت وتيرة التغيير السريع في زعامة داعش سمة مميزة للتنظيم المتطرف العنيف منذ إنشائه، وذلك جراء العمليات الناجحة لسحقه.

وكان سلف أبو إبراهيم القرشي، وهو أبو بكر البغدادي، قد قتل نفسه أيضا أثناء غارة أميركية في تشرين الأول/أكتوبر 2019، حين قام بتفجير نفسه في نفق إلى جانب اثنين من أطفاله كانا معه.

وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلة العمل مع حلفائها "لإبقاء الضغط متواصلاعلى داعش"، مع تأكيد الرئيس جو بايدن إن الغارة السابقة "وجهت رسالة قوية للإرهابيين حول العالم ومفادها: سنتعقبكم ونجدكم".

وأكدت الرسالة الصوتية التي نشرت على حسابات تنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس موت الزعيم السابق لداعش والناطق السابق باسم التنظيم، وهو أبو حمزة القرشي.

ونقل الرسالة الناطق الجديد أبو عمر المهاجر.

زعيم غير معروف

هذا ويتولى أبو حسن القرشي زمام القيادة في وقت أُضعف فيه تنظيم داعش جراء العمليات التي تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا بهدف الحيلولة دون عودته مجددا.

ووفق البيان الصوتي الذي بثه تنظيم داعش، وافق الزعيم السابق أبو إبراهيم قبل موته على الزعيم الجديد، كما أن كبار قياديي التنظيم أكدوا تعيينه.

إلا أن التسجيل لم يقدم أي تفاصيل أخرى.

وقال خبراء إن الزعيم الجديد لداعش غير معروف، مثله في ذلك مثل سلفه.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في قسم دراسات الحرب بكلية كينغز كولدج في لندن، تور هامينغ، "نحن ببساطة لا نعرف" أي شيء عن هويته.

وقال مدير الأبحاث في صوفان جروب، كولين كلارك، إن تنظيم داعش اختار تعيين "شخص غير معروف نسبيا لأن قائمة الاختيارات أمامه قد ضاقت بشكل كبير".

بدوره، ذكر مدير الاستشارات في جهاد آناليتيكس، داميان فير، أن اختيار التنظيم لخليفة أبو إبراهيم تم قبل موته لتجنب الانقسامات الداخلية.

وأضاف أن "القرار اتخذ في وقت مبكر لتجنب حدوث أي زعزعة قوية لاستقرار التنظيم"، موضحا أن المنطق نفسه طبق على اختيار السلف عام 2019.

إبقاء داعش تحت السيطرة

وفي حديثه للمشارق، قال المتخصص في شؤون المنظمات الإرهابية، وائل عبد المطلب، إن تعيين زعيم جديد يدل على أن "تنظيم داعش مصر على البقاء لأطول فترة ممكنة ولو كان الأمر إعلاميا"، وذلك في إطار حربه الفكرية لرفع معنويات أتباعه.

من ناحيته، قال الصحافي السوري محمد العبد الله للمشارق، إن تنظيم داعش استغل انشغال المجتمع الدولي بالهجوم الروسي على أوكرانيا للإعلان عن تعيين زعيمه الجديد.

وحذر من أن التنظيم سيسعى لإعادة تنشيط خلاياه النائمة في بعض المناطق، ما يؤكد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم لحلفائه على الأرض بقيادة قوات سوريا الديموقراطية (قسد).

وأكد أن "الحلفاء أثبتوا خلال الفترة الماضية قوتهم وفعاليتهم في مواجهة التنظيم".

ولفت إلى أن "قدرات التنظيم هي حاليا في الحضيض، وتقتصر عملياته على الذئاب المنفردة والعمليات المحدودة، ومن الممكن القضاء عليها نهائيا قبل اتساع دائرتها من جديد".