حذر محللون قائلين إنه يبدو أن ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران مصممة على زعزعة استقرار العراق، نظرا للهجمات التي تشنها داخل العراق على أهداف من التحالف الدولي والحكومة العراقية وتهديداتها بمهاجمة إسرائيل.
وأشاروا إلى تنفيذًا لأوامر إيران، يسعى زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي لإشعال حرب إقليمية سيكون لها تداعيات خطيرة وطويلة الأمد على أمن العراق واستقراره.
وفي آب/أغسطس، أعلن الخزعلي أن جماعته وميليشيات عراقية أخرى ستحارب إلى جانب حزب الله اللبناني في أي حرب مع إسرائيل، ولم يكن هذا الإعلان الأول من نوعه.
وقال إن الميليشيات هي جزء من "معادلة الردع" التي أعاد التأكيد عليها زعيم حزب الله حسن نصر الله الصيف الماضي، بعد أن أطلق الحزب وابلا من الصواريخ باتجاه قوات إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا.
وتعتبر ميليشيات "معادلة الردع" المزعومة والمتحالفة مع إيران وحزب الله، نفسها مدافعة عن سيادة لبنان في وجه إسرائيل.
ولكن ليس لديها تفويض من الدولة اللبنانية للعب هذا الدور الذي أعطته لنفسها، وقد قامت من خلال أفعالها بزعزعة استقرار لبنان.
وأكد الخزعلي أيضا على احتفاظ الميليشيات بـ "حق الرد" على الهجمات التي تستهدف الميليشيات المدعومة من إيران في مدينة القائم على الحدود بين العراق وسوريا، وقد حمّل إسرائيل مرات عديدة مسؤولية شنّها.
واستذكر زيارة أجراها إلى حدود لبنان مع إسرائيل في 2017، وتعهده من هناك بدعم حزب الله، وهي زيارة اعتُبرت تصعيدا خطيرا للتهديد الإيراني بإشعال حروب بالوكالة في المنطقة.
ʼتهديدات خطيرةʻ
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي حاتم الفلاحي إنه يجب أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لافتا إلى أن عصائب أهل الحق والميليشيات المتحالفة معها سبق واستخدمت صواريخها وطائراتها المسيرة لضرب أمن المنطقة.
فهاجمت الميليشيات التابعة لإيران السعودية، وهاجمت مؤخرا الإمارات من خلال ميليشيا عراقية غير معروفة تحمل اسم ألوية الوعد الحق، وتبنت هذه الأخيرة الهجومين المنفذين بالطائرات المسيرة.
وأضاف أن الميليشيات العراقية لا تنكر مسؤوليتها عن تلك الهجمات وهناك معلومات استخبارية تشير إلى انطلاقها من الأراضي العراقية.
وتابع أن هذه الأنشطة العدائية في المنطقة جزء من قرار "استراتيجي" إيراني، لافتا إلى أن الميليشيات تتحرك بأوامر من إيران.
وذكر أنها تستمر بالتحرك كـ "مافيات" تتعدى على سلطة الدولة العراقية وسيادتها.
تركيز على إسرائيل
وقال محللون إن إسرائيل حاضرة في معظم خطابات الخزعلي كجزء من التسويق الدعائي الذي يستخدمه لتبرير الوجود غير الشرعي للميليشيات المدعومة من إيران ولتبرير نشاطاتها.
وإضافة إلى تحميل إسرائيل مسؤولية استهداف تلك الميليشيات في سوريا والسعي لحلها، يسعى أيضا إلى اتهامها بجميع الحوادث والأزمات في العراق، حتى تلك التي تقف جماعته وحلفاؤها وراءها.
ويشمل ذلك الهجوم في تشرين الثاني/نوفمبر على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالطائرات المسيرة، وحريق اندلع في شهر تموز/يوليو في أحد مستشفيات عزل المصابين بوباء كورونا والذي أشار محققون إلى أنه نجم بفعل فساد الميليشيات والإهمال.
كذلك، أوحى الخزعلي برعاية إسرائيل للتظاهرات ضد النفوذ الإيراني في العراق، وهو ما دفع بالميليشيات إلى استهداف المتظاهرين.
وعندما شن الحوثيون هجماتهم الصاروخية في 17 كانون الثاني/يناير على الإمارات، أعرب الخزعلي في تغريدة عن "مباركته" لها.
وقد أثارت كلماته حفيظة عدة أوساط سياسية عراقية اعتبرت ذلك تدخلا ومساسا مباشرا بمصالح العراق وعلاقاته مع الدول الأخرى.
إلحاق الضرر بالعراق
وبدوره، قال غازي فيصل حسين رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية إن عصائب أهل الحق هي جزء من تنظيمات منخرطة في مشروع نشر فكر ولاية الفقيه الذي يدعو إلى الولاء للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.
وأضاف أن نشر هذا الفكر هو جزء من مشروع كوني يديره فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، "انطلاقا من مزاعم المقاومة الإسلامية".
وتابع أن كل هذه التنظيمات المسلحة العابرة للحدود والتي تتبنى الرؤية الإيرانية في معاداة إسرائيل والغرب ودول الخليج "لن تتأخر في تنفيذ أي توجيه يصدر لها" من خامنئي وفيلق القدس.
وأكد على محاولة إيران المتواصلة لإبقاء مستوى التهديد قائما ضد إسرائيل، وهذا واضح من خلال انتشار ميليشياتها المتعددة في الصحراء السورية الشرقية وفي هضبة الجولان.
وأشار إلى أن "التهديدات الإقليمية للعصائب والميليشيات وهجماتها على السعودية والإمارات تضر كثيرا بمصلحة العراق وبسياسته وسمعته الدولية".
وقال "على الحكومة مكافحة انفلات تلك الجماعات غير الشرعية".