أخبار العراق
إعلام

اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيراني: إرهاب إعلامي وتحريض على العنف

فارس العمران

رجل إيراني في طهران يظهر على هاتفه المحمول يوم 23 حزيران/يونيو، بيانا يعلن أن ʼالحكومة الأميركية حظرتʻ الموقع الإلكتروني لمحطة برس تي في التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

رجل إيراني في طهران يظهر على هاتفه المحمول يوم 23 حزيران/يونيو، بيانا يعلن أن ʼالحكومة الأميركية حظرتʻ الموقع الإلكتروني لمحطة برس تي في التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

حذر محللون في المجال الإعلامي من أن شبكة إعلامية مدعومة من إيران تعمل ضد مصالح العراق عبر التحريض على العنف والفتنة.

وكانت إيران قد أنشأت اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية عام 2007 ليكون بمثابة مظلة لوسائل الإعلام المملوكة من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الإيراني.

ويضم الاتحاد اليوم أكثر من مائة قناة فضائية و30 محطة إذاعية، ويدير عشرات المواقع التي توظف جيشا من الإعلاميين المدربين على إنشاء المحتوى الدعائي.

وكان تركيز الاتحاد منصبا بشكل أساسي على العراق ولبنان، قبل أن يتحول إلى اليمن وسوريا أيضا.

عراقيون في مخيم احتجاج لأنصار الحشد الشعبي في بغداد ينظرون إلى شاحنة بث محترقة تابعة لمحطة تلفزيون محلية يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد يوم من اندلاع اشتباكات مع الشرطة خلال تظاهرة نظمت رفضا لنتائج الانتخابات البرلمانية. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عراقيون في مخيم احتجاج لأنصار الحشد الشعبي في بغداد ينظرون إلى شاحنة بث محترقة تابعة لمحطة تلفزيون محلية يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد يوم من اندلاع اشتباكات مع الشرطة خلال تظاهرة نظمت رفضا لنتائج الانتخابات البرلمانية. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

حميد الحسيني رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية المرتبط بإيران، يتوسط عددا من العاملين في مؤسسات إعلامية تابعة للاتحاد بعد تغطيتهم مناسبة زيارة الأربعين الدينية في هذه الصورة التي نشرت يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020. [موقع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامي]

حميد الحسيني رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية المرتبط بإيران، يتوسط عددا من العاملين في مؤسسات إعلامية تابعة للاتحاد بعد تغطيتهم مناسبة زيارة الأربعين الدينية في هذه الصورة التي نشرت يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020. [موقع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامي]

ويتبع الاتحاد رسميا وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية، لكنه في الواقع يُمول ويُدار من قبل فيلق القدس، أي الذراع الخارجي للحرس الثوري.

ويضع فيلق القدس المبادئ التوجيهية لعمل وسائل الإعلام، ويدرب موظفيها على إنشاء المحتوى والدعاية.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد حظرت في حزيران/يونيو الماضي 33 موقعا إلكترونيا يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، و3 مواقع إلكترونية تديرها ميليشيا كتائب حزب الله التابعة لإيران.

ومن بين هذه المواقع الإلكترونية موقع برس تي في، وهي القناة الفضائية الإيرانية الرئيسة الناطقة باللغة الإنجليزية والتابعة للنظام الإيراني، وموقع نظيرتها باللغة العربية أي قناة العالم.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في تشرين الأول/أكتوبر 2020 عقوبات على اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، لأنه مملوك من فيلق القدس التابع للحرس الثوري أو خاضع لسيطرته.

تحريض على العنف

وقال نائب الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب في أوروبا هلال العبيدي، إن الاتحاد هو واجهة إعلامية لعقيدة ولاية الفقيه.

وتدعو هذه العقيدة إلى الولاء الكامل للولي الفقيه، وهو المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي.

وأوضح العبيدي أن الغرض من تأسيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية "كان وما يزال دعم الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة".

وأضاف أن وسائل الإعلام المنضوية تحت مظلة الاتحاد والتي هي بمعظمها أذرع إعلامية لوكلاء الحرس الثوري، لا تمارس إعلاما مهنيا وإنما "عملا دعائيا مدمرا فيه تحريض صريح على العنف والكراهية وإثارة للخطاب الطائفي وللتضليل والحقائق المشوهة".

وشملت مثل هذه الأنشطة حملات تحريض استهدفت منذ نهاية عام 2019 الناشطين والإعلاميين العراقيين المنددين بالتدخلات الإيرانية في شؤون العراق، وأدت إلى اغتيالات وهجرة ناشطين من العراق.

كذلك، لعبت وسائل الإعلام التابعة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية دورا أساسيا في تعبئة وحشد عناصر الميليشيات ضد المؤسسات الإعلامية المعارضة للدعاية الإيرانية، وشمل ذلك حرق وتحطيم مقرات قنوات فضائية كقناتي دجلة ومحطة أم.بي.سي العراق.

وفي منتصف شباط/فبراير، كثفت القوات الأمنية العراقية الإجراءات الأمنية في محيط مكاتب قناة يو.تي.في الفضائية في بغداد، بعد تلقيها تهديدات من جماعات مسلحة مرتبطة بإيران.

وأكد العبيدي أن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية "لا يخدم تطلعات العراقيين وبقية شعوب المنطقة، بل يضر بأمنهم ويهدد استقرارهم لصالح ترسيخ مصالح نظام الملالي في إيران".

ويرأس الاتحاد في العراق حميد الحسيني، وهو رجل دين تربطه علاقات وثيقة مع مكتب خامنئي.

وقال الحسيني مسبقا إنه يعمل "تحت إمرة [قائد فيلق القدس قاسم] سليماني"، قبل أن يُقتل هذا الأخير في غارة أميركية عام 2020.

وأمر القضاء العراقي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي باعتقال الحسيني لتورطه المزعوم في هجوم صاروخي على مبنى مركز الرافدين للحوار بالنجف في آب/أغسطس الماضي.

وسبق للمركز أن تعرض في السابق لهجمات عدة إحداها بواسطة قنابل يدوية في العام 2019، خلفت جريحين بين حرس المبنى. ويعقد المركز ندوات لمسؤولين ونخب أكاديمية ليتحدثوا بحرية عن الشؤون العراقية والإقليمية.

ولفت العبيدي إلى أن "الضغوطات السياسية ربما حالت دون تفعيل مذكرة التوقيف"، مشيرا إلى غياب أي معلومات أخرى بشأن مصير المحاكمة.

’إرهاب إعلامي‘

وعلاوة على تبني الدعاية الإيرانية، اتهم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بتمويل نفسه من خلال بيع النفط العراقي.

وفي هذا الإطار، قال النائب العراقي السابق مشعان الجبوري في مقابلة في حزيران/يونيو 2019، إن إيران تمّول جميع الفضائيات في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية من خلال سرقة النفط الأسود العراقي.

وذكر عبر قناة العهد الفضائية التابعة لميليشيا عصائب أهل الحق، "عبر [تهريب النفط الأسود]، يُسرق 460 مليون دولار في السنة الواحدة من أموال الشعب العراقي ويتم توزيعها بعد ذلك على تلك الفضائيات".

ومن جهته، ذكر المحلل الاستراتيجي علاء النشوع للمشارق أن مكتب خامنئي يشرف مباشرة على قنوات وإذاعات الاتحاد، ويتولى الحرس الثوري مسؤولية توجيهها وتوفير التمويل والدعم الفني لها، إضافة إلى تدريب طواقمها.

هذا ويقوم الحرس الثوري أيضا برعاية الحملات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى التحريض على العنف والفوضى.

وأكد النشوع أن الاتحاد يمارس "الإرهاب الإعلامي". ففي العراق تسّخر الميليشيات المدعومة من إيران إعلامها لتبرير عملياتها الإرهابية ضد العراقيين وتهديدها للسلم الأهلي والاعتداء على الخصوم السياسيين.

أضاف أنها تتبنى "استراتيجية تخريب" للقيم بشكل يغذي النعرات الطائفية والانقسامات داخل المجتمعات لتمزيقها وإضعافها، وهذا "في صلب الأجندة الإيرانية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500