أخبار العراق
أمن

وكلاء إيران يسعون لتصنيع طائرات مسيرة ذات قدرات متطورة

فارس العمران

عرض الجيش السعودي في 10 شباط/فبراير صورا لبقايا حطام طائرة مسيرة مفخخة من نوع قاصف أطلقها الحوثيون على أراضي المملكة، وهي نسخة من الطائرة المسيرة الإيرانية أابابيل تي. [قناة الإخبارية]

عرض الجيش السعودي في 10 شباط/فبراير صورا لبقايا حطام طائرة مسيرة مفخخة من نوع قاصف أطلقها الحوثيون على أراضي المملكة، وهي نسخة من الطائرة المسيرة الإيرانية أابابيل تي. [قناة الإخبارية]

قال مراقبون إنه على الرغم من أن إيران تمدّ وكلائها الإقليميين بالخبرات والمعدات الخاصة بتصنيع وتوجيه الطائرات دون طيار المعروفة بالمسيرات منذ فترة طويلة، تسعى هذه الجماعات راهنا إلى الحصول على قدرات متطورة.

وقال الخبير الاستراتيجي علاء النشوع إن "الحرس الثوري الإيراني يقدم لحلفائه في العراق واليمن ولبنان الدعم التقني والفني لتصنيع المسيرات في إطار استراتيجية الحرب بالوكالة".

وأضاف في حديثه للمشارق، أنه على الرغم من عدم امتلاك بعض الطائرات المصنعة للتكنولوجيا المتطورة والدقة اللازمة، تبقى هذه الوسيلة الهجومية الأقل كلفة "مصدرا لقلق كبير على الأمن".

وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني يدرب خلايا خاصة من الميليشيات التابعة له على جمع وتركيب أجزاء وتقنيات الطائرات التي تهرب من إيران، وذلك في "معامل سرية بالعراق".

لقطة مأخوذة من شريط فيديو تظهر الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في مؤتمر صحافي يوم 14 أيلول/سبتمبر 2019، تبنت فيه جماعته المسؤولية عن هجمات بالطائرات المسيرة على محطات معالجة نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

لقطة مأخوذة من شريط فيديو تظهر الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في مؤتمر صحافي يوم 14 أيلول/سبتمبر 2019، تبنت فيه جماعته المسؤولية عن هجمات بالطائرات المسيرة على محطات معالجة نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأوضح أن التدريب يشمل اختبار تلك الطائرات وعمليات التوجيه والقيادة نحو الهدف وإلقاء القنبلة عليه، أو تفجير الطائرة بالكامل في المكان المستهدف، وهو ما يعرف بـ "المسيرات الانتحارية".

ونوّه النشوع إلى أن "وكلاء إيران يسعون لامتلاك القدرة على إنتاج مسيرات بمزايا تكنولوجية متقدمة تعيق اكتشافها وتحقق إصابة دقيقة للهدف مع فترة تحليق أطول وحمولات متفجرة أكبر".

وذكر أن ذلك جزء من خطط إيران لتنويع مصادر تهديداتها للأمن الإقليمي وتقوية نفوذ وكلائها.

وتابع أن هذه الاستراتيجية ستسمح لأذرع إيران بمواصلة أنشطتها التخريبية بالاعتماد على أسلحة تصنعها وتطورها بنفسها.

تاريخ طويل من الهجمات

ولوكلاء إيران تاريخ طويل في استخدام الطائرات المسيرة في هجماتهم على مستوى المنطقة.

وفي آخر هجوم من هذا النوع، أصيب 16 مدنيا في السعودية حين دمرت المملكة طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون الذين تدعمهم إيران نحو مطار الملك عبد الله في جازان، حسبما ذكر التحالف العربي يوم الاثنين، 21 شباط/فبراير.

وأصيب 12 مدنيا أيضا جراء الحطام المتساقط لطائرة مسيرة حوثية بعد أن فجرها الجيش السعودي وهي في طريقها إلى مطار أبها الدولي يوم 10 شباط/فبراير.

وفي كانون الثاني/يناير، استهدف الحوثيون دولة الإمارات بثلاث هجمات استخدموا فيها طائرات مسيرة وصواريخ، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين.

واعترضت القوات الإماراتية "طائرات مسيرة معادية" ودمرتها، كانت تستهدف الإمارات يوم 2 شباط/فبراير، في هجوم تبنته ميليشيا عراقية غير معروفة مرتبطة بإيران تطلق على نفسها اسم ألوية الوعد الحق.

ويعتقد أن هذه الجماعة مجرد واجهة لميليشيا كتائب حزب الله.

ويوم 16 شباط/فبراير، تباهى زعيم حزب الله حسن نصرالله بأن حزبه الذي تدعمه إيران بات قادرا على استخدام طائرات مسيرة وتحويل صواريخه إلى صواريخ دقيقة.

وكان وكلاء إيران في العراق قد نفذوا هجمات عديدة باستخدام الطائرات المسيرة، بينها هجوم استهدف منزل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تشرين الثاني/نوفمبر.

'الجوهزية' ضد الطائرات المسيرة

وذكر مسؤول أمني عراقي للمشارق أن العراق يعمل على تطوير منظومات الدفاع الجوي لتتمكن من الكشف المبكر عن المسيرات وتدميرها.

وأكد أن قوات الأمن قد أثبت فعاليتها وكفاءتها في إيقاف الكثير من الأعمال الإرهابية على الأرض، لكن الجهود تنصب حاليا على اكتساب التكنولوجيا المتقدمة والخبرة في كبح الهجمات الجوية.

وأوضح أن ذلك يشمل تحديد مواقع انطلاق الطائرات الموجّهة الحاملة للمتفجرات والتشويش عليها وإسقاطها.

وأعلن العراق في وقت مبكر من هذا العام عن البدء بخطة لحماية الأجواء العراقية عبر تجهيز منظومات حديثة للدفاع الجوي قادرة على كشف جميعأنواع الطائرات، بما فيها المسيرات.

وفي منتصف كانون الثاني/يناير، أحبطت القوات العراقية هجوما استخدمت فيه ثلاث طائرة مسيرة أرادت مهاجمة قاعدة بلد الجوية بالقرب من بغداد، وذلك بعد يوم من إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء وعدد من المناطق العسكرية.

إلى هذا، أفاد مصدر في التحالف الدولي لوكالة شفق نيوز الإخبارية يوم 13 شباط/فبراير الجاري، أن الدفاعات العراقية رصدت "عددا من الطائرات المسيرة قادمة من الحدود الشرقية للبلاد".

وأضاف المصدر أنه تم إسقاط واحدة من تلك الطائرات بالقرب من مدينة أربيل، مضيفا أن الطائرات كانت "تهدد القوات الاستشارية للتحالف الدولي في أربيل".

وكإجراء وقائي، أعلنت السلطات الأمنية في العراق يوم 12 شباط/فبراير حظرا على إطلاق وتحليق أي طائرة مسيرة مهما كان نوعها دون الحصول على موافقة مسبقة.

الحرس الثوري يقدم الدعم لأذرعه

وفي حين أن الطائرات المسيرات التي يستخدمها وكلاء إيران تتباين في التعقيد، فإن روابطها بطهران لا يمكن نكرانها.

ويستخدم الحوثيون مسيرات أكثر تطورا، مثل الطائرة صماد 3، يمكن أن يبلغ مداها 1500 كلم وتحلق بسرعة قصوى تبلغ 250 كلم في الساعة وبإمكانها حمل زنة 18 كيلوغراما من المتفجرات.

وتتمتع طائرات الحوثي بخصائص مماثلة لأنظمة المسيرات المنتجة في إيران، ومن بينها شاهد 129 ومهاجر 4 و6 وأبابيل، أو هي نسخ منها لكن بأسماء مختلفة.

والعام الماضي، عرض الجيش السعودي صورا لبقايا حطام طائرة مسيرة تابعة للحوثيين من طراز قاصف، وهي مطابقة تقريبا من حيث التصميم والأبعاد والقدرات للطائرة أبابيل تي التي تصنعها شركة صناعات الطائرات الإيرانية.

وقال محللون إن مجمل نتائج الفحص في مواقع الاستهداف بالطيران المسير، بما في ذلك الهجوم على الناقلة ميرسر ستريت قبالة ساحل عُمان في تموز/يوليو، تشير إلى تورط إيران ووكلائها بتلك الهجمات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500