صنعاء - أسفرت غارات جوية شنها التحالف العربي في وقت متأخر من يوم الاثنين، 17 كانون الثاني/يناير، على مدينة صنعاء اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون عن مقتل 11 شخصا، بعدما شنت الجماعة التي تدعمها إيران هجوما نادرا وعنيفا على الإمارات في وقت سابق من اليوم نفسه.
وقد استهدفت الضربات "معسكرات ومقرات حوثية" في صنعاء، وفقا لقناة الإخبارية التلفزيونية المملوكة للحكومة السعودية.
وتحدثت معلومات عن استهداف الضربات منزلين في صنعاء، ما أدى إلى تدميرهما.
وتعد الإمارات عضوا أساسيا في التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يحارب الحوثيين في اليمن دعما للحكومة الشرعية للبلاد.
وقد تبنى الحوثيون هجمات يوم الاثنين على أبو ظبي، قائلين إنهم أطلقوا صواريخ باليستية ونشروا طائرات مسيرة مسلحة كـ "رسالة تحذيرية"، محذرين المدنيين والشركات الأجنبية في الإمارات بتجنب "المنشآت الحيوية".
وقد لقي هنديان وباكستاني يعملون لحساب شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) في حي مصفح، حتفهما حين انفجرت 3 صهاريج بنزين بالقرب من منشأة تخزين، في حين اندلع حريق أيضا بمنطقة إنشاءات في مطار أبو ظبي.
وأصيب 6 غيرهم في الهجمات.
وقالت الشرطة الإماراتية إنه تم رصد "أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون من مسيرات" في كلا الموقعين.
رسائل تهديدية
وكان الحوثيون قد نفذوا مرارا وتكرارا هجمات بالطائرات المسيرة عبر الحدود ضد السعودية، لكن كان هذا أول هجوم قاتل اعترفت به الإمارات بداخل حدودها وتبناه الحوثيون.
ويأتي هذا التصعيد عقب احتداد شدة القتال في اليمن، بما في ذلك عمليات تقدم من قبل قوات دربتها الإمارات في محافظة شبوة.
وكان الحوثيون قد هددوا من قبل باستهداف أبو ظبي ودبي.
وكانت ألوية الوعد الحق وهي ميليشيا عراقية غير معروفة يعتقد أنها واجهة للجماعة المدعومة من إيران كتائب حزب الله، قد هددت في كانون الثاني/يناير 2021 بالهجوم على الإمارات وذلك بعد تبني هجوم تم إحباطه على قصر اليمامة السعودي.
وقد نشرت الجماعة صورا مفبركة لناطحة السحاب العملاقة برج خليفة في الإمارات وهي تتعرض للضرب من قبل طائرات مسيرة، وهي صورة تهدف لأن تذكّر بهجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة.
وفي أعقاب هجوم الحوثيين يوم الاثنين، نشرت ألوية الوعد الحق بيانا بعدما كانت نائمة طيلة عام، قائلة إن هذه مجرد بداية، حسبما قال حمدي مالك وهو خبير بمعهد واشنطن ومشارك في تأسيس ميليشيا سبوتلايت.
وذكر حمدي على موقع تويتر أنه تلا ذلك بيانات مشابهة من أبو علي العسكري من كتائب حزب الله وقيس الخزعلي من عصائب أهل الحق اللذين حذرا الإماراتيين من "عواقب التدخل في الشؤون الداخلية للعراق".
وفي حين قال مسؤول أميركي إنه لا يُشتبه في قيام إيران بدور مباشر في الهجوم، إلا أن مسؤولا خليجيا أشار إلى أن الحوثيين لا يهاجمون بلدانا أخرى "دون إذن أو تعليمات من إيران"، حسبما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال.
إدانة واسعة
وقد وصفت وزارة الخارجية الإماراتية يوم الاثنين هجوم الحوثيين على أبو ظبي بأنه "تصعيد إجرامي شنيع".
وقال وزير الخارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان في بيان "ندين استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم... هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب".
من جانبها، توعدت الولايات المتحدة بـ "مساءلة" الحوثيين، فيما أدانت بريطانيا وفرنسا والدول الخليجية بشدة الهجمات على الإمارات.
وتعهد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بأن واشنطن "ستعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين نحو مساءلة" الحوثيين.
وقال إن "التزامنا بأمن الإمارات لا يتزعزع ونحن نقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين ضد كل التهديدات التي تتعرض لها أراضيها".
كما أدانت وزارة الخارجية الأميركية للهجمات، حيث قدم الناطق الرسمي نيد برايس تعازيه "لأسر هؤلاء الضحايا ولشعب الإمارات".
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، تحدث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلنكن إلى نظيره الإماراتي، حسبما قال برايس في بيان ثان.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسية جان-إيف لودريان إن خطوة الحوثيين هددت أمن كل من الإمارات والمنطقة الأوسع.
وكرر لودريان مطالبته الحوثيين "بالتوقف فورا عن أفعالهم المزعزعة للاستقرار في اليمن والمنطقة والانخراط على نحو بناء في عملية سياسية للخروج من الأزمة".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنها تدين "بأشد العبارات" تلك "الهجمات الإرهابية" الحوثية، وقد استخدمت السعودية والبحرين وقطر ومنظمة التعاون الإسلامي المصطلحات نفسها في إداناتها.
كما قالت إسرائيل إنها تقف إلى جانب الإمارات.
ʼتصعيد خطيرʻ
هذا ويأتي الحادث بعد أسبوعين من اختطاف الحوثيين للسفينة روابي التي تحمل علم الإمارات، وقد نشروا صورا تظهر على ما يبدو وجود عتاد حربي على متنها.
من جانبها، قالت الإمارات إن السفينة روابي التي لا يزال أفراد طاقمها وعددهم 11 رهائن الآن، هي "سفينة بضائع مدنية" ووصفت عملية الاختطاف بأنها "تصعيد خطير" في طريق الشحن الحيوي بالبحر الأحمر.
ووصفت عملية الاختطاف بأنها قرصنة تهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقد رفض الحوثيون لاحقا طلبا من مجلس الأمن الدولي بإطلاق سراح السفينة فورا.
وعلى نحو منفصل، وجهت قوات لواء العمالقة الموالية للحكومة والتي تدعمها السعودية والإمارات ضربة كبيرة للحوثيين باستعادة 3 مديريات في محافظة شبوة.
وكانت الاشتباكات جزءا من تصعيد أخير في أعمال العنف باليمن.