أخبار العراق
طاقة

غضب شعبي من حزب الله على خلفية مشهدية مواكبة صهاريج النفط الإيراني

نهاد طوباليان

صهاريج تحمل النفط الإيراني أثناء وصولها إلى العين في الهرمل بمنطقة البقاع شرقي لبنان في 16 أيلول/سبتمبر، بعد انطلاقها من مرفأ بانياس السوري. [وكالة الصحافة الفرنسية]

صهاريج تحمل النفط الإيراني أثناء وصولها إلى العين في الهرمل بمنطقة البقاع شرقي لبنان في 16 أيلول/سبتمبر، بعد انطلاقها من مرفأ بانياس السوري. [وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت – عبر موكب من الصهاريج التي تحمل النفط الإيراني إلى لبنان بعد انطلاقها من سوريا يوم الخميس، 16 أيلول/سبتمبر، واستقبلت بإطلاق نار احتفالي من قبل أنصار حزب الله وبموجة غضب من آخرين اعتبروا هذه الخطوة كارثة على لبنان.

وينقل موكب الصهاريج برا شحنة من النفط الإيراني إلى البقاع اللبناني الذي يقع تحت نفوذ حزب الله، وذلك بعد تفريغ الحمولة من سفينة في مرفأ بانياس السوري.

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، قد أعلن يوم الاثنين وصول الشحنة الأولى من النفط الإيراني إلى بانياس، شاكرا الحليف الإقليمي الآخر للحزب أي سوريا على استلام النفط وتأمين الصهاريج، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

ومع وصول الصهاريج إلى لبنان، استقبلت المواكبة المسلحة لحزب الله بإطلاق نار احتفالي وإطلاق قذائف آر.بي.جي، ما أثار موجة هلع لدى العديد من المواطنين اللبنانيين الذين أعربوا عن غضبهم من هذه المشهدية.

أنصار حزب الله يلوحون بعلم الحزب مع وصول الصهاريج التي تحمل النفط الإيراني من سوريا إلى العين في الهرمل بمنطقة البقاع شرقي لبنان بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر بمواكبة مسلحة من حزب الله. [وكالة الصحافة الفرنسية]

أنصار حزب الله يلوحون بعلم الحزب مع وصول الصهاريج التي تحمل النفط الإيراني من سوريا إلى العين في الهرمل بمنطقة البقاع شرقي لبنان بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر بمواكبة مسلحة من حزب الله. [وكالة الصحافة الفرنسية]

واعتبر كثيرون هذه الخطوة تحديا صارخا للشعب اللبناني وللمجتمع الدولي وستعرض لبنان لعقوبات إضافية، لافتين إلى أن إيران وسوريا ما تزالان خاضعتين للعقوبات على خلفية أفعالهما.

ʼاستفزازية للغايةʻ

وفي محطة وقود في مزرعة يشوع بمنطقة المتن في جبل لبنان، أمضى سائقون الليل بالطوابير في سياراتهم، آملين بالحصول على بضع لترات من البنزين. واعتبر العديد منهم أن عراضة حزب الله استفزازية للغاية.

وقال بعضهم للمشارق إنهم تابعوا دخول الصهاريج وعراضة السلاح المتفلت التي رافقته على هواتفهم يوم الخميس وسط غضب عارم.

وقال الشاب إيلي الملاح الذي بات ليلته أمام محطة وقود بمزرعة يشوع، "كل معاناتنا هي بسبب حزب الله".

وأضاف أن الحزب ملام على "الفساد في البلاد وتهريب النفط إلى سوريا والإتجار به. وها هو اليوم يستعيده من دولته إيران ليوزعه على بيئته وجماعته من حملة السلاح".

ولجأ لبنانيون آخرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم حيال هذا المشهد.

وفي وصف لما جرى، غردت الوزيرة السابقة مي شدياق قائلة إنه "مشهد الذل والخنوع!".

وتابعت "يهربون المازوت والبنزين عبر الحدود إلى سوريا، ويستقبلون اليوم بنثر الأرز والورود وصول 20 صهريج مازوت آتية من إيران لتفرغ في خزانات حزب الله في بعلبك".

وأضافت "زغاريد وتمجيد لإيرانوبشار [الأسد] و[حسن] نصر الله. إذا لم تكن هذه مظاهر دويلة ضمن الدولة فماذا تكون! أين الموقف الرسمي من هذا المشهد؟".

خطر العقوبات

وفي هذا السياق، سأل القيادي في التيار الوطني الحر ناجي الحايك بتغريدة ساخرة على تويتر "هل أنجزت الشاحنات معاملات الجمارك؟ وهل تم التحقق من نوعية المازوت؟".

ونشر رئيس الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد على صفحته شريطي فيديو لشبان يطلقون القذائف احتفاء بوصول الصهاريج.

وفي تعليق ساخر على المنشور، كتب "جيش دولة إيران في لبنان يرسل تحياته إلى ميليشيا دويلة لبنان".

وكتب الصحافي إيلي الحاج على مواقع التواصل الاجتماعي "سيتوحد اللبنانيون بالفقر"، مشيرا إلى أن أنصار الحزب "سيبقون مبتهجين بالمازوت الإلهي".

بدوره، قال الصحافي جورج عاقوري إن المظاهر المسلحة التي رافقت إدخال النفط الإيراني "تعكس عنجهية سلاح حزب الله وفائض قوته".

وأضاف للمشارق إنه مع مشاهد كهذه، "يحاول [حزب الله] طمأنة جمهوره على أنه اللاعب الرئيس في لبنان".

وذكر أن هذه العراضة الأخيرة تؤكد تغليب منطق الدويلة على الدولة، وتؤكد أن الحزب خطف الدولة وصناعة القرار، ليضعها في فلك إيران ضمن "محور الممانعة".

ولفت إلى أن نصر الله كان يعرف جيدا أن "ما قام به يتعارض مع المطلوب لتجنب العقوبات الإيرانية، والتذاكي باستخدامه معابر غير شرعية لا يحول دون تحمل الدولة مسؤولياتها لدخول المحروقات عبرها".

وقال إن أمين عام حزب الله "يتحدى المجتمع الدولي بالاستعراضات ويدوزنها ليربح ويكسب عطف بيئته الشعبية".

تحوير انتباه الشعب

ولفت الصحافي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، مروان المتني، إلى أن العراضات المسلحة وإطلاق قذائف صاروخية لدى وصول الصهاريج إلى لبنان "أثارت موجة غضب واستنكارا شعبيا، انعكسا على مواقع التواصل الاجتماعي".

وقال للمشارق إن استيراد النفط من إيران بهذه الطريقة "يفتح الباب أمام المزيد من العزلة للبنان في وقت هو بأمس الحاجة للدعم".

وتابع أنه عبر استيراد النفط الإيراني "يسعى [حزب الله] بالدرجة الأولى لاستيعاب غضب شارعه جراء التدهور الاقتصادي والأزمات المالية والاجتماعية الخانقة".

وأضاف أنه يسعى أيضا "لشد عصب جمهوره من خلال إظهار فائض قوته وعراضته المسلحة التي واكبت دخول الصهاريج من سوريا للبقاع اللبناني".

وأشار إلى أن خطوة نصر الله سيكون لها تأثير محدود في ما يتعلق بحاجة السوق، إلا أن أمين عام الحزب يأمل بأن تؤدي إلى "تحوير الأنظار عن الأسباب الفعلية للأزمات، والمتمثلة بفساد حلفائه السياسيين والماليين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500