قال خبراء إن "محور المقاومة" الذي تصف إيران نفسها به هو أقرب إلى "محور الإرهاب" إذ يتبع سياسات مضرة بالأمن الإقليمي والعالمي على حد سواء.
وقد استخدم هذا المصطلح على مدى السنوات للإشارة إلى تحالف بين طهران وأتباعها، ويضم هؤلاء مؤخرا كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين باليمن.
ويعمل هؤلاء الوكلاء على عدة جبهات لفرض هيمنة الجمهورية الإسلامية وسياساتها التوسعية في المنطقة. وفي المقابل، تقدم طهران لشركائها في "المحور" كل المال والأسلحة والدعم الذي يحتاجون إليه.
ويأتي كل ذلك على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة.
ورجح الصحافي العراقي زياد السنجري أن تصبح التهديدات التي تمثلها الجمهورية الإسلامية وأتباعها أكثر خطورة في ظل ولاية الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.
ولفت إلى منصب رئيسي السابق كقاض كان يعتمد عليه المرشد الإيراني علي خامنئي، مضيفا أن الخط المتطرف لرئيسي "مليء بالأحكام القاسية التي قادت الآلاف من الإيرانيين إلى حبل المشنقة".
سياسات تزداد عدائية
واعتبر السنجري أن سياسات إيران "تزداد عدائية وتدخلاتها تكثر في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط".
ونوّه بأن التصعيد الأخير في بحر العرب، والذي تزامن مع تولي رئيسي حكم البلاد، هو مؤشر واضح على نية النظام الإيراني بمواصلة تعكير الاستقرار الإقليمي، مشيرا بذلك إلى هجوم بطائرة مسيرة استهدف في أواخر تموز/يوليو ناقلة النفط ميرسر ستريت في بحر العرب قبالة ساحل عمان.
وقد قتل في الهجوم 2 من طاقم الناقلة، أحدهما بريطاني والآخر روماني. وخلص المحققون إلى نتيجة أن الطائرة المسيرة التي استخدمت في العملية كانت إيرانية الصنع.
وذكر السنجري أن مثل هذه الهجمات التي ينفذها وكلاء إيران الإرهابيون على حركة التجارة العالمية وإمدادات الطاقة، ومنها الهجمات على شركة النفط السعودية أرامكو، تدخل ضمن مخططات إيران لإشاعة الفوضى والاضطرابات في المنطقة.
وفي هذا السياق، كان للمحلل السياسي العراقي عادل الأشرم رأي مماثل، إذ أشار إلى أن أسلحة إيران الفتاكة لزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمجتمع الإقليمي تتمثل في الجماعات الوكيلة التابعة لها.
ولفت إلى التهديدات المتواصلة للفصائل العراقية المدعومة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والتي تعرّض سياسات البلاد ومواطنيها للخطر بصورة دورية.
وأشار كذلك إلى الدور الذي تلعبه الميليشيات التابعة لإيران في "تمزيق سوريا" وتشريد سكانها، وإلى مسؤولية حزب الله في تأزيم الأوضاع السياسية في لبنان.
وأكد الأشرم أن طهران "لا تزال تدعم جماعة الحوثي في اليمن بالصواريخ والطائرات المسيرة لتواصل تهديد أمن السعودية".
الشعب الإيراني في حالة معاناة
وتابع "لا يبدو أن الزعماء الإيرانيين عازمون على وقف أنشطتهم (...)، مضيفا أن "رئيسي دشّن ولايته بأزمات جديدة مع العالم".
وأوضح أن "النظام الإيراني مصرّ على إشعال فتيل الحروب والنزاعات في المنطقة من خلال أذنابه، كما أنه مصرّ على أن يدفع شعبه ثمن سياسته العدوانية ضد جيرانه".
وأضاف أن "العالم لن يقف متفرجا تجاه هذه السياسات وسيذهب لتشديد ضغوطاته وبالتالي النظام الإيراني وحده الذي يتحمل المسؤولية عن أية معاناة يسببها لشعبه".
ولفت إلى أن الشعب الإيراني يدرك تماما هذه الحقيقة، وأنه ضحية قادة لا يهتمون بأحواله المعيشية وهمهم الوحيد هو الاستمرار بالحكم وتبديد ثروات البلد على الميليشيات لتطبيق سياسات لا تجلب غير المزيد من العزلة الدولية والخراب.
وقال إن "الشارع الإيراني اليوم غاضب جدا. فالمظاهرات تتسع في مختلف أنحاء إيران ضد حملات القمع والتمييز واحتجاجا على الظروف الاقتصادية الخانقة والإهمال في توفير الخدمات العامة".
واستدرك قائلا إن العد العكسي لوجود النظام الإيراني في الحكم قد بدأ، وسيكون سقوطه على أيدي أبناء شعبه وباتت هذه مجرد مسألة وقت.
وأكد الصحافي العراقي السنجري إن أفعال إيران ستؤدي إلى عقوبات أكثر صرامة ومزيدا من الضغط والعزلة عن المجتمع الدولي، بما أن طهران تصر على تصعيد حالة التوتر ودعم الميليشيات الوكيلة لها.