عدن -- قال باحثون يمنيون إن الحرس الثوري الإيراني يهرب إلى اليمن مقاتلين جندهم في سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان ليقاتلوا في صفوف الحوثيين.
وقالوا إن الدور الذي يلعبه هؤلاء المقاتلين الأجانب في اليمن بات جليا أكثر فأكثر، وذلك من خلال توجيههم للأنشطة العسكرية للحوثيين ومحاولة تعزيز مصالح النظام الإيراني على حساب الشعب اليمني.
ويتم تجنيد العديد من هؤلاء المرتزقة وتدريبهمفي المنطقة الخارجة عن سلطة القانون حول الحدود العراقية السورية، حيث تحاول الميليشيات التي يقودها الحرس الثوري الإيراني والتي تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة ترسيخ موطئ قدم لها.
ويتم بعد ذلك إرسالهم خلسة إلى اليمن عبر طرق مختلفة.
في هذا الإطار، قال مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد إنه يتواجد حاليا في اليمن أكثر من 3000 مقاتل تابع للحرس الثوري الإيراني قدموا من سوريا والعراق وأفغانستان ولبنان.
وأردف "إنهم موجودون لمساعدة الحوثيين في بسط سيطرتهم على مأرب ومناطق أخرى لتحقيق مصالح إيران في المنطقة، لا سيما وسط المفاوضات الجارية بشأن برنامجها النووي".
ويبدو أن النظام الإيراني يتوقع أن يمنحه انتصار الحوثيين العسكري في مأرب ورقة ضغط إضافية في مفاوضات العودة للاتفاق النووي لعام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
عمليات تهريب منظمة
وأرسلت إيران نحو 2000 مقاتل من أفغانستان وسوريا والعراق لدعم الحوثيين في معركة مأرب، وفقا لما أكده المتحدث باسم الجيش اليمني في مأرب العقيد يحيى الحاتمي.
من جهته، قال المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة بالجيش اليمني ربيع القرشي إن خبيرين عسكريين إيرانيين قتلا أواخر حزيران/يونيو في جبهة الخنجر بمحافظة الجوف شمال شرقي البلاد، ما يؤكد تورط إيران في الحرب.
وأضاف أن الإيرانيين كانا برفقة القيادي الحوثي أبو هاشم القابوس وقائد الحرس الخاص لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وفي وقت سابق وتحديدا في 25 أيار/مايو، أعلن الجيش اليمني مقتل القيادي اللبناني في حزب الله مصطفى الغراوي، وذلك في غارة جوية شنها التحالف العربي ضد مواقع للحوثيين في جبهة صرواح بمحافظة مأرب.
وقال المحلل السياسي وضاح اليمن عبد القادر إن عشرات المقاتلين التابعين للحرس الثوري الإيراني من إيران والعراق وسوريا ولبنان بدأوا يظهرون باليمن بالتزامن مع وصول السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن إيرلو إلى صنعاء.
وأشار إلى أن المقاتلين ينتمون إلى ميليشيا كتائب حزب الله العراقي المدعوم من إيران وحزب الله اللبناني، إضافة إلى الميليشيا التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، وهي لواء فاطميون الذي يتألف من مرتزقة أفغان يتم إحضارهم عبر "عمليات تهريب منظمة".
وتابع أن بعضهم يُنقلون إلى اليمن عبر البحر الأحمر أو من عمان على متن قوارب تستخدم في تهريب الأسلحة، فيما يصل البعض الآخر عن طريق الجو بذريعة أنهم جرحى أو يتم تهريبهم عبر الحدود البرية للبلاد.
من جانبه، كشف المحلل السياسي فيصل أحمد أنه يتم إحضار العديد منهم إلى اليمن من مناطق سورية محازية للحدود مع العراق حيث تسيطر الميليشيات التابعة لإيران على مساحات واسعة من الأراضي، الأمر الذي يسمح للحرس الثوري الإيراني بحرية إنشاء معسكرات تجنيد.
الحرس الثوري الإيراني يدير الحرب من صنعاء
ولفت محمد إلى أنه قبيل وصول إيرلو إلى صنعاء، مهدت له إيران الطريق بإرسال مجموعات مسلحة تابعة لميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان.
وأشار إلى أن هذه الجماعات "توجه اليوم الأنشطة العسكرية وتشرف عليها، وسط تدفق مستمر للمقاتلين إلى اليمن لمساعدة الحوثيين في السيطرة على مأرب"، مؤكدا أن تصميم إيران على السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط أمر مثير للقلق.
وأضاف أن المهام الموكلة للمقاتلين والخبراء الأجانب التابعين للحرس الثوري الإيراني في اليمن تشمل "حماية إيرلو ووضع اليد بالكامل على السلطة في صنعاء، إضافة إلى توجيه الاتصالات والعمليات العسكرية".
وقال إن هذه العناصر الأجنبية "تدير أيضا جلسات التواصل والحوار السياسي وعمليات تبادل الأسرى، إضافة إلى قضايا تحديث الأسلحة وتطويرها وأعمال تجميع الأسلحة المتطورة واستخدامها".
وتحتوي ترسانتها على صواريخ وطائرات مسيرة زودتها إيران بها.
وختم موضحا أن هؤلاء المقاتلين يُعينون في مختلف المناطق العسكرية كمستشارين وللعمل في مستودعات الأسلحة وكمقاتلين، مشيرا إلى أنه في ظل هذا التدفق للعناصر المتحالفة مع إيران بات "الحرس الثوري الإيراني اليوم يدير الحرب من داخل صنعاء".