عملت عصائب أهل الحق على نشر الفوضى في العراق وتقويض أمن واستقرار البلاد، بصفتها إحدى أبرز الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقال خبراء إن عصائب أهل الحق التي شكلت على يد قيس الخزعلي في العام 2006 وعلى غرار الأذرع الإيرانية الأخرى، تتلقى المال والسلاح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي يشرف على أنشطتها ويضع الخطط لها.
وقال المحلل الاستراتيجي علاء النشوع "من المعروف عن ذلك التشكيل المسلح أنه ذراع رئيس من أذرع إيران في العراق، ويعمل لصالح تنفيذ مشروع الهيمنة [الإيرانية] على المنطقة".
وكانت الميليشيا قد أعلنت ولاءها للنظام الإيراني وتتلقى أوامرها من المرشد الأعلى في إيران والولي الفقيه، علي خامنئي.
وتابع النشوع أن "هذه الجماعة نشطت منذ تأسيسها على خدمة الأجندة والسياسات الإيرانية على حساب المصلحة العراقية".
وأضاف "ما تزال تتلقى الدعم والتمويل من المسؤولين الإيرانيين للبقاء كقوة مسلحة خاضعة لسلطتهم وتنفذ خططهم".
وأشار إلى أنه بموجب القانون العراقي، من المفترض أن تكون عصائب أهل الحق جماعة شبه عسكرية تعمل تحت مظلة المنظومة الأمنية الوطنية.
وقال إنه على هذا الأساس، يتوقع منها أن تمتثل لقرارات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، القائد العام للقوات المسلحة.
ولكنه ذكر أنها في الحقيقية لا تتبع إلا أوامر إيران، وإن أدى ذلك إلى إشعال فتيل الحرب بالعراق وإغراقه في دوامة العنف والأزمات.
عقوبات على زعيم الميليشيا
وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على الخزعلي وشقيقه ليث على خلفية تورطهما في "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" في العراق.
وبعد أيام على ذلك، قتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي.
وفي أعقاب مقتل سليماني أصدر الخزعلي عدة تهديدات علنية بالانتقام، مسلطا بذلك الضوء على علاقة الميليشيا الوطيدة بإيران.
يُذكر أن عصائب أهل الحق شنت بتوجيه من سليماني عدة هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية كانت تضم قوات من التحالف الدولي.
وفي 29 حزيران/يونيو، هدد الخزعلي بتصعيد عسكري بعد استهداف غارات جوية أميركية ثلاثة مراكز للعمليات ولتخزين الأسلحة كانت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
ونفذت هذه الغارات الدفاعية ردا على هجمات بالطائرات المسيرة شنتها الميليشيات ضد أهداف أميركية في العراق.
هذا وتورطت عصائب أهل الحق أيضا في اغتيال وخطف عراقيين تظاهروا ضد تدخل إيران في شؤون بلدهم.
وفي 12 أيار/مايو، اشتبك الفريق التكتيكي في الاستخبارات العراقية مع عناصر من الميليشيا في البصرة بعد مداهمة الفريق لمنزل صباح الوافي، وهو عنصر من عصائب أهل الحق يشتبه بقتله الناشطة ريهام يعقوب.
وقال بعض المسؤولين العراقيين أيضا إن عناصر عصائب أهل الحق مسؤولون عن حادثة حصلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بقرية الفرحاتية في محافظة صلاح الدين، وقتل فيها ثمانية رجال بينما سجل أربعة آخرين في عداد المفقودين.
توجيه من النظام الإيراني
وفي هذا الإطار، وصف مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل حسين، عصائب أهل الحق بأنها "فصيل مسلح يؤمن بالعقيدة الإيرانية".
وقال "هو واحد من بين أكثر من 30 ميليشيا (عراقية) تتبع تنظيميا وعقائديا لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني".
وأوضح أن "هذا الفصيل يسير على خطى إيران ويعلن دائما أنه مع النظام الإيراني في مواجهته للولايات المتحدة وتحديه للمجتمع الدولي".
وتابع "لا يكترث للتأثيرات السيئة التي تتركها أنشطته على موقف العراق أمام العالم وإخلاله بالأمن الداخلي والإقليمي".
ولفت إلى أن الدول الأعضاء في التحالف الدولي والتي اجتمعت في روما بتاريخ 26 حزيران/يونيو لتجديد الالتزام الجماعي بدرء خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تدرك التحديات التي يشكلها وكلاء إيران.
وقال إن تحالفاتها مع الحكومة العراقية تقوم على استدامة التنسيق والتعاون المشترك على المستويات كافة.
وشدد على أن "العنف المسلح سواء جاء من عصائب أهل الحق أو باقي الميليشيات الإيرانية، لن يؤثر على هذه الشراكة وعلى الجهود الدولية المبذولة لمجابهة الإرهاب والتطرف وبناء الاستقرار الإقليمي".