أخبار العراق
تحليل

احتجاجات وإضرابات في إيران مع تفاقم انقطاع التيار الكهربائي والمصاعب الاقتصادية

فريق عمل المشارق

إيرانيون يحتشدون مطلع شهر تموز/يوليو احتجاجا، فيما يواصل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة التسبب في نشر الفوضى بمحافظات شمال البلاد وجنوبها. [إسنا]

إيرانيون يحتشدون مطلع شهر تموز/يوليو احتجاجا، فيما يواصل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة التسبب في نشر الفوضى بمحافظات شمال البلاد وجنوبها. [إسنا]

شهدت الأيام القليلة الماضية خروج الإيرانيين إلى الشوارع احتجاجا ضد النظام، بسبب غضبهم من انقطاع الكهرباء الذي يجتاح مساحات واسعة من البلاد.

وأظهرت أشرطة مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي آلاف المتظاهرين وهم يرددون هتافات منددة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لعلي خامنئي".

وأكثر من عانى من انقطاعات الكهرباء هي محافظة سيستان وبلوشستان الجنوبية، وهي التي تواجه طفرة كبيرة في الإصابات بكوفيد-19 وسط وتيرة التحصين السلحفاتية وانتشار متغير الفيروس دلتا.

وعانت محافظات جلستان ومازندران وجيلان أيضا من انقطاع كهرباء.

إيرانيون يحتجون يوم 3 تموز/يوليو على انقطاع الكهرباء لفترات طويلة في محافظات شمال بلادهم وجنوبها. [إسنا]

إيرانيون يحتجون يوم 3 تموز/يوليو على انقطاع الكهرباء لفترات طويلة في محافظات شمال بلادهم وجنوبها. [إسنا]

وأبلغ عدد من مدراء المستشفيات عن وفاة مرضى في وحدات الرعاية المركزة بسبب انقطاعات الكهرباء المفاجئة والطويلة التي تسببت في تعطيل أجهزة التنفس الاصطناعي، ما أدى حكما إلى وفاة عدد من المرضى الذين دخلوا المستشفيات بسبب كوفيد-19 أو غيره من الأمراض الحرجة.

إلى هذا، أدى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة إلى تعطيل عمل المصانع ووحدات التصنيع الصغرى وحرم السكان في جنوب إيران من أجهزة التكييف مع اشتداد حرارة الصيف.

وقال النائب في البرلمان الإيراني (المجلس) عن محافظة هرمزغان، أحمد مرادي، إن انقطاعات الكهرباء تحدث في ظل درجات حرارة وصلت إلى 50 درجة مئوية، في حين أن وضع جائحة كورونا في محافظته "حرج للغاية".

إلقاء اللائمة على الجفاف والشعب

وفي وقت لم يعد فيه بمقدور الرئيس الإيراني حسن روحاني تجنب مسألة انقطاع الكهرباء بسبب تصاعد الضغط العام، فقد تطرق إليها في خطاب إلقاه يوم الثلاثاء، 6 تموز/يوليو.

واعتذر للشعب بعد أن كشف أن "الخطأ ليس في وزارة الطاقة"، موعزا إلى مسؤوليها إيجاد حلول بينها وضع جدول مسبق لتقنين للكهرباء يسمح بخفض مدة الانقطاعات.

وكرر روحاني ذرائع إدارته لتبرير انقطاعات الكهرباء، وهي الجفاف الذي قال عنه إنه ارتفع بنسبة 52 في المائة مقارنة بالصيف الماضي وارتفاع استهلاك الشعب للكهرباء في الصيف الحار.

هذا ويكرر المسؤولون مناشدتهم الشعب التقشف في استخدام الكهرباء ويحذرون من إهدارها في تعدين العملات الرقمية، وهو ما أشارت إليه إدارة روحاني كعامل ساهم في انقطاعات الكهرباء.

بدوره، قال نائب وزير الطاقة الإيراني يوم الأربعاء إن توليد المزيد من الطاقة الكهربائية "مستحيل تقريبا في الوقت الراهن".

وفيما تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات للتعامل مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء، أبلغت الإيرانيين توقع استمرار الشح في التيار الكهربائي لأن "الوضع سيظل حرجا مدة شهر"، ما خلف لدى الكثير من المواطنين شعورا بالغضب والعجز.

وفي هذه الأثناء، وفيما يستمر المواطنون الإيرانيون في المعاناة من انقطاع الكهرباء، أبلغ النظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء، 6 تموز/يوليو، أنه قرر تسريع عملية تخصيب اليورانيوم في تحدي للاتفاق النووي لعام 2015.

وقد كان لهذه الانتهاكات المستمرة للاتفاق مع القوى الدولية، إلى جانب سنوات من الأعمال المزعزعة للاستقرار فضلا عن قرارات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، عواقب سياسية واقتصادية على إيران.

هذا ولم تقتصر التظاهرات الأخيرة في إيران على رفض انقطاع الكهرباء: فعلى مدار الأسبوعين الماضيين، احتشد مواطنون في مدن كبيرة عدة للاحتجاج على الرواتب التي لم تشهد أي زيادات والأجور المنخفضة والبطالة.

وفي الأسبوع الماضي، احتشد عدد كبير من الموظفين الحكوميين المتقاعدين أمام المبنى الرئيس للضمان الاجتماعي في طهران للاحتجاج على معاشاتهم التقاعدية المنخفضة وسط ارتفاع الأسعار.

وتختلف الإضرابات الأخيرة اختلافا كليا عن الإضرابات السابقة لأنها أوسع انتشارا وامتدت لتشمل قطاع النفط والغاز. وانضمت مجموعة كبيرة من سائقي الشاحنات إلى إضرابات قطاع النفط والغاز الأسبوع الماضي.

تصاعد أعداد وفيات فيروس كورونا

ووفقا للإحصائيات الرسمية، ما يزال كوفيد-19 يقتل نحو 150 إيرانيا في اليوم، في حين أن المراقبين الطبيين يزعمون أن الرقم الحقيقي هو ضعف ذلك على الأقل.

ويوم الأربعاء، أعلنت شرطة طهران حظرا على مغادرة العاصمة، كما أعلنت المقبرة الرئيسة في طهران، بهشت الزهراء، أنها "في حالة تأهب" بسبب ارتفاع عدد الموتى. إلى ذلك، أغلق السوق الكبير في طهران أبوابه مدة أسبوع على الأقل بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في العاصمة.

وخلقت أزمة فيروس كورونا، التي تفاقمت بسبب سوء إدارة النظام لها ومعلوماته المضللة، مشاكل اقتصادية أكثر حدة تركت الشعب المثقل كاهله أصلا في مواجهة ارتفاع الأسعار وشح الوظائف.

من جهة أخرى، يحاول النظام الإيراني حفظ ماء الوجه مع إدعائه إنتاج ثمانية لقاحات ضد فيروس كورونا، وهو إعلان أثار السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويتطلع الكثير من الإيرانيين اليائسين إلى أماكن أخرى للحصول على اللقاح، وبعضهم يفكر في السفر إلى أرمينيا التي أعلنت حكومتها أنه اعتبارا من 15 تموز/يوليو، ستقدم لقاحات مجانية للسائحين الذين تزيد إقامتهم عن عشرة أيام.

ومنذ أكثر من أربعة عقود، وعد مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخمني بتقديم "الماء والكهرباء مجانا" لكل الإيرانيين.

واليوم، يواجه ملايين الإيرانيين الحرارة الشديدة في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الخدمات، ويكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500