أخبار العراق
سياسة

العراقيون ينددون بدعوات الولاء للمرشد الأعلى الإيراني

فارس العمران

تستند ولاية الفقيه على مبدأ الولاء الكامل للمرشد الديني الأعلى، وهو الولي الفقيه، الذي يتفرد بصلاحيات مطلقة. [مكتب المرشد الأعلى]

تستند ولاية الفقيه على مبدأ الولاء الكامل للمرشد الديني الأعلى، وهو الولي الفقيه، الذي يتفرد بصلاحيات مطلقة. [مكتب المرشد الأعلى]

أدان عراقيون دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستبدال نظام الحكم الحالي في العراق بنظام ولاية الفقيه الذي يسمح للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بأن يكون الحكم النهائي في جميع القرارات.

وفي مطلع كانون الثاني/يناير، أطلق ناشطون موالون للجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #ولاية_الفقيه_مطلبنا على تويتر. وترافق هذا مع هاشتغات أخرى استخدمت سابقا مثل #شكرا_إيران و#دولة_ولاية_الفقيه.

وقوبلت هذه الرسائل بردات فعل غاضبة وتعليقات ساخرة من العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودان كثيرون ما وصفوه بالمحاولات الرامية إلى "الترويج لمبادرة النظام الإيراني" من قبل "الجيش الإلكتروني التابع للميليشيات المدعومة من إيران".

حيث قال أبو أحمد، وهو من سكان بغداد، إن هذه "عملية تسويق فاشلة من قبل نظام فاشي معروف من قبل العراقيين وكل شعوب المنطقة بأنه نظام لا تهمه سوى مصالحه ويسعى للتمدد والهيمنة بكل الوسائل".

عراقيون يتجمعون في ساحة التحرير ببغداد في 7 تموز/يوليو، حاملين صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للتنديد بتدخل إيران في شؤون بلادهم وإدانة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي. [تويتر]

عراقيون يتجمعون في ساحة التحرير ببغداد في 7 تموز/يوليو، حاملين صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للتنديد بتدخل إيران في شؤون بلادهم وإدانة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي. [تويتر]

صور لزعماء إيرانيين علقتها الميليشيات التابعة لإيران في بغداد، تظهر في هذه الصورة في 18 أيار/مايو. [الموقع الإلكتروني لقناة آفاق الفضائية]

صور لزعماء إيرانيين علقتها الميليشيات التابعة لإيران في بغداد، تظهر في هذه الصورة في 18 أيار/مايو. [الموقع الإلكتروني لقناة آفاق الفضائية]

وأضاف أن هذه الحسابات الإلكترونية تحاول تلميع صورة النظام الإيراني التعسفي وتصويره بأنه نموذج حكم رشيد، في حين أنه في الحقيقة يتعامل مع أبناء شعبه بوحشية وعنف.

وقد شمل ذلك حملات قمع عنيفة للتظاهرات الشعبية التي انطلقت في مختلف أنحاء البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بعد ارتفاع مفاجئ لأسعار الوقود، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 304 أشخاصوقمع المعارضة المحلية.

تصدير الثورة الإسلامية

وبدوره، ذكر المواطن قاسم الشمري من محافظة ذي قار أن المقصود من هكذا دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي هو "ممارسة التضليل والتلاعب بالمشاعر الدينية لمنح فكرة إقامة نظام ولاية الفقيه بالعراق بعدًا واقعيًا".

ولكنه أكد أنه من المستبعد جدا أن تلقى مثل هذه الدعايات آذانا صاغية بين أبناء الشعب العراقي، لا سيما أنهم عبروا وبكل وضوح عن سخطهم من تدخلات إيران ونفوذها.

وقد بدا ذلك جليا خلال التظاهرات الشعبية الواسعة التي شهدتها مختلف مناطق العراق.

يُذكر أن نظام ولاية الفقيه تأسس في إيران بعد الثورة الإسلامية التي أطاحت بالنظام الملكي وبالشاه محمد رضا بهلوي في 1979.

ويستند إلى مبدأ الطاعة الكاملة للمرشد الديني الأعلى، وهو الولي الفقيه، الذي يتفرد بصلاحيات مطلقة.

وكان روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، أول مرجع ديني يتولى المنصب في إيران. وبعد وفاته في 1989، خلفه علي خامنئي الذي لا يزال حتى اليوم المرشد الأعلى في إيران.

وفي هذا السياق، ذكر الخبير السياسي علاء النشوع أن "نظام إيران ومنذ نجاح ثورته وضع هدفا استراتيجيا وهو تغيير الأنظمة الحاكمة في المنطقة إلى أنظمة تتبع الولي الفقيه وتؤتمر بأوامره".

وأضاف أن النظام مضى بمبادرته الرامية إلى "تصدير الثورة الإسلامية" على أساس فكرة التوسع خارج الحدود الإيرانية.

وتابع أن الطموحات الإيرانية المرتبطة بتنفيذ السياسات التوسعية في المنطقة تنعكس في واقع أن إيران تمد الميليشيات التابعة لها بالسلاح و المال، الأمر الذي يزعزع استقرار المنطقة وأمنها.

وأكد أن "أذناب إيران لن تنجح"، مضيفا أن "هناك وعي وطني أفرزته المظاهرات الأخيرة دعمًا لسيادة العراق واستقلاله".

وكلاء إيرانيون في العراق

ومن جهته، قلل رئيس تيار مواطنيون غيث التميمي من أهمية دعوات تطبيق نظام ولاية الفقيه في العراق، معتبرا أنها صادرة عن "صغار" أعضاء الميليشيات المرتبطة بإيران.

وذكر أن مثل هذه الدعوات تأتي "في إطار سعي الميليشيات لإظهار ولائها وإخلاصها للمشروع الإيراني وأيضا للتأثير معنويا على الشعب العراقي الذي يتطلع لبناء بلاده والمحافظة عليها من كل التدخلات".

وشدد على أن فكرة تأسيس نظام يتبع النظام الإيراني أو يشبهه غير مطروحة بصورة جدية حتى من الميليشيات نفسها، لأنها تعلم أن ذلك لن يحصل.

وتابع أنه لو حصل ذلك، فسيتسبب بانقسامات وبحرب أهلية سيخسر الجميع فيها.

ولفت التميمي إلى أن سياسة إيران تركز على مواصلة "دعم وكلائها لإرباك الأوضاع الأمنية والسياسية بالعراق وإيجاد الفرصة السانحة للتدخل بكل صغيرة أو كبيرة في شؤونه".

وقال "هذا ما يقاومه العراقيون اليوم بكل شجاعة ويؤكدون على حبهم وتمسكهم بوطنهم ودعمهم لوحدته واستقلاله".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500