أخبار العراق
إرهاب

طاجيكستان تعيد مواطنيها النساء والأطفال من المخيمات في سوريا

نغماتولو مرسايدوف

تخطط طاجيكستان لإعادة مواطنيها من النساء والأطفال المحتجزين في مخيمي الهول وروج في سوريا إلى ديارهم. التقط فريق عمل من السفارة الطاجيكية في الكويت هذه الصورة خلال زيارة إلى مخيم الهول قام بها في كانون الأول/ديسمبر 2020.

تخطط طاجيكستان لإعادة مواطنيها من النساء والأطفال المحتجزين في مخيمي الهول وروج في سوريا إلى ديارهم. التقط فريق عمل من السفارة الطاجيكية في الكويت هذه الصورة خلال زيارة إلى مخيم الهول قام بها في كانون الأول/ديسمبر 2020.

دوشنبه - يعمل دبلوماسيون ومسؤولون طاجيك على إعادة نحو 800 فرد من عائلات المقاتلين الأجانب في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الوطن، وذلك من مخيمين خاضعين للسيطرة الكردية في محافظة الحسكة السورية.

ويقيم نحو 800 مواطن من طاجيكستان في مخيمي الهولوروجالصحراويين، وغالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب ما أعلنته دوشنبه.

وذكر ناطق باسم وزارة الخارجية الطاجيكية أن جهود تنسيق عملية إعادتهم إلى الوطن تتم من قبل سفارة طاجيكستان في الكويت.

وذكرت الوزارة أن السفير الطاجيكي لدى الكويت، زبيد الله زبيدوف، زار دمشق في مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين من النظام السوري والهلال الأحمر العربي السوري الذي يعمل في المخيمين.

التقطت هذه الصورة لقرية تاغوياك في منطقة سبيتامين بطاجيكستان بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر. ترك العديد من العائلات هذه القرية في العام 2012 لمحاربة الحكومة الأفغانية. وقتل بعض المقاتلين وما يزال البعض الآخر في السجون الأفغانية، فيما يبقى مصير آخرين مجهولا. [نغماتولو مرسايدوف]

التقطت هذه الصورة لقرية تاغوياك في منطقة سبيتامين بطاجيكستان بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر. ترك العديد من العائلات هذه القرية في العام 2012 لمحاربة الحكومة الأفغانية. وقتل بعض المقاتلين وما يزال البعض الآخر في السجون الأفغانية، فيما يبقى مصير آخرين مجهولا. [نغماتولو مرسايدوف]

أوكيلا أوروكوفا تجلس مع ابنتها حليمة (إلى اليمين) وابنة أختها في منزل حماتها في قرية تاغوياك بمنطقة سبيتامين في 22 كانون الأول/ديسمبر. [نغماتولو مرسايدوف]

أوكيلا أوروكوفا تجلس مع ابنتها حليمة (إلى اليمين) وابنة أختها في منزل حماتها في قرية تاغوياك بمنطقة سبيتامين في 22 كانون الأول/ديسمبر. [نغماتولو مرسايدوف]

وتشرف الإدارة الذاتية الكردية على المخيمين.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية التي تعتبر الذراع العسكري للإدارة، قد نجحت بدعم من التحالف الدولي بطرد داعش من آخر معقل لها في سوريا بشهر آذار/مارس 2019.

وقال زبيدوف في دردشة عبر الإنترنت مع موقع كرافان سراي، "زرنا مخيمين هما الهول وروج، وأجرينا محادثات مباشرة مع ممثلين عن القوات الكردية".

وتابع أنه "بعد محادثات مطولة، تمكنا من وضع قائمة بأكثر من 200 مواطن طاجيك يريدون العودة... مع أولادهم".

ʼأزمة إنسانيةʻ

وأفادت وزارة الداخلية الطاجيكية بأن نحو 600 امرأة وطفل من طاجيكستان يقيمون في مخيم الهول وحده، وما يقدر بـ 200 مواطن طاجيكي في المخيمات الأخرى.

ويمكن وصف الظروف في مخيم الخول بأنها تشارف الأزمة الإنسانية، وفق ما ذكره زبيدوف. ويشتكي السكان من نقص في المواد الغذائية والماء والأدوية مع ارتفاع معدل الوفيات في صفوف الأطفال.

وأوضح أنه "عندما تمطر، يمتلئ المخيم ببرك المياه والوحل، وتسود أرجاء المكان ظروف غير صحية. سنبذل قصارى جهدنا لإخراج مواطنينا من هذه المحنة. ونحن على ثقة بأننا سنتمكن من القيام بذلك".

وأشار مصدر وزاري إلى أنه قبل زيارة الوفد إلى سوريا، كانت وزارة الداخلية الطاجيكية تملك معلومات محدودة فقط عن الوضع في الهول، مضيفا أن "الوضع في المخيمات الأخرى أصبح أوضح أيضا".

وقال مؤمن أحمدي، وهو مراسل طاجيكي في راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي وله مقالات عدة عن هذا الموضوع، إن "عدد النساء والأطفال الطاجيك في المخيمات السورية لم يحدد بعد".

وذكر أن السلطات الطاجيكية لا تملك إلا معلومات عن المخيمات الواقعة تحت سيطرة الأكراد، مشيرا إلى أنها تجهل ما إذا كان هناك مواطنون من طاجيكستان بين سكان مخيمات النزوح في محافظة إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا. ولا تتوفر لديها معلومات أيضا عن وجود مواطنين طاجيك في منطقة عفرين الواقعة في محافظة حلب والخاضعة للقوات التركية وللجيش السوري الحر.

يُذكر أن إدلب التي تقع خارج سيطرة النظام السوري، تخضع لهيئة تحرير الشام المتشددة ولجماعات معارضة أخرى. وتنفذ القوات الروسية وقوات النظام السوري عملية عسكرية فيها.

المتشددون يسعون للبقاء

وفي حين ترغب بعض النساء المقيمات في المخيمات السورية حيث بدأت جهود الترحيل بالعودة إلى ديارهن، لا تسعى مؤيدات داعش المتشددات والرافضات لهزيمة التنظيم إلى العودة.

وقد أنشأ بعض من هذه النسوة وبتكليف ذاتي، تشكيلات أمنية تعرف بـ "الحسبة" (أو الشرطة الدينية)، عمدت عبرها إلى الضغط على نساء أخريات في المخيمات للحفاظ على ولائهن لداعش والالتزام بفكر التنظيم المتشدد.

وتعرضت النساء اللواتي حاولن الانشقاق عن المتشددين للاعتداء، وأحيانا القتل، على أيدي نساء الحسبة، وأضرمن النار في خيمهن.

وقال أحمدي إن الانقسام بين النساء اللواتي يواصلن دعم داعش والنساء الأخريات اللواتي لا يدعمن التنظيم، يطال أيضا النساء الطاجيك في الهول وروج، وتندلع الشجارات باستمرار بين المجموعتين.

وذكر أحمدي عن النساء المتشددات أن "بعض النساء من طاجيكستان... يدعين إنهن من تونس، في حين تزعم النساء الأوزبكيات إنهن من الأويغور".

وقال: "تحدثت شخصيا إلى عشرات النساء الطاجيك اللواتي يعتقدن أن هزيمة داعش هي أمر مؤقت".

وأضاف: "قد يكون لهذا الأمر علاقة بكون داعش ما تزال تحتفظ بوجود لها في إدلب. ويعتبر الكثير منهن أنهن قد يتمكن من الهرب والالتحاق بحلفائهن في إدلب".

واجب الدولة تجاه المواطنين

ويصر سياسيون ودبلوماسيون ومحللون وزعماء دينيون في دول آسيا الوسطى، على إعادة مواطنيهم إلى دولهم، مع قيام كل من أوزبكستان وكزاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان بمعالجة هذه المسألة.

وتباطأت عملية الإعادة إلى الوطن في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ولكن مع استقرار الوضع بدأت كل الدول باستئناف جهودها.

وحول مسألة إعادة المقيمين في المخيمات السورية إلى الوطن، علّق الإمام الخطيب في مسجد نوري إسلام في خوجند عزيز الله سالوموف قائلا، إن "الإسلام يدعو أتباعه إلى عمل الخير وإظهار الرأفة والتعاطف والرحمة".

وأضاف أن من بين من سافروا إلى سوريا، "هناك الكثير ممن خُدعوا وكثيرون ضلوا وتابوا". وتابع أن "القرآن الكريم والحديث الشريف يشددان على الغفران والإحسان".

بدوره، قال رستم عزيزي نائب مدير مركز الدراسات الإسلامية الذي يقع تحت سلطة رئيس طاجيكستان، إن الدستور الطاجيكي يحدد واجبات الدولة تجاه المواطنين.

وأردف أنه فوق كل شيء، هم أولا مواطنون طاجيك، في إشارة إلى جهود إعادتهم إلى الوطن، "وفي هذه الحال تقوم الدولة بواجباتها. أما عن كونهم ارتكبوا جرائم أم لا، فهذه مسألة أخرى".

إعادة المواطنين من أفغانستان

وإضافة إلى جهودها الأخيرة في سوريا، عملت السلطات الطاجيكية على إعادة مواطنيها النساء والأطفال من أفغانستان.

وفي العام 2019، كانت أوكيلا أوروكوفا ونوديرا أوسمونوفا وشافوتون خوميدوفا وأطفالهن ما يزالون يعيشون بشمالي أفغانستان في حال يرثى لها.

وكن قد لحقن بأزواجهن إلى البلاد التي مزقتها الحرب، بعد أن وقعوا تحت نفوذ المتطرفين والتحقوا بالجماعات المتمردة الأفغانية.

واعتقلت القوات الأمنية الأفغانية أزواجهن الذين سجنوا في وقت لاحق، واضطرت النساء إلى العيش بفضل مساعدات السكان المحليين الذين يعانون أصلا من ظروف صعبة.

وساعدت السلطات الطاجيكية أهالي هؤلاء النسوة عبر تأمين المال لهم للسفر إلى أفغانستان وإحضاره بناتهن مع أطفالهن إلى الوطن.

وعادت أوروكوفا وخوميدوفا إلى طاجيكستان في كانون الثاني/يناير 2019، في حين عادت أوسمونوفا في حزيران/يونيو 2019.

وما يزال أزواجهن في السجن. ولم ينس النساء والأطفال الذين عادوا بأمان إلى طاجيكستان السنوات المريرة التي عاشوها وهم يتنقلون بين بلدان أجنبية ويواجهون الفقر والجوع والقنابل المنفجرة والقذائف.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500