أظهرت تجارب المرحلة الثالثة للقاح سينوفارم ضد فيروس كورونا أنه فعال بنسبة 79 في المائة، بحسب ما ذكرته شركة تصنيع الأدوية الصينية العملاقة يوم الأربعاء، 30 كانون الأول/ديسمبر، وهي نسبة أقل من تلك التي حققتها اللقاحات المنافسة التي طورتها فايزر-بيونتيك ومودرنا.
وكانت الصين، وهي أول دولة ظهرت فيها الجائحة، تسابق الغرب لتطوير لقاحات ضد كوفيد-19، علما أن لديها حاليا 5 لقاحات تجرى عليها المرحلة الثالثة للتجارب السريرية إلا أنه لم تتم الموافقة بعد على أي منها رسميا.
وقد شمل إعلان 30 كانون الأول/ديسمبر أول بيانات تُنشر بشأن فعالية لقاح صيني مرشح.
وقال معهد بكين للمنتجات البيولوجية التابع لشركة سينوفارم والذي يعمل على تطوير لقاح مع مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية (سي.أن.بي.جي) إن "التأثير الوقائي للقاح (سينوفارم سي.أن.بي.جي بكين) ضد كوفيد-19 فعال بنسبة 79.34 في المائة".
وجاء في البيان أن شركة سينوفارم قد تقدمت بطلب أمام الهيئة الناظمة للدواء في الصين للحصول على موافقة على لقاح فيروس كورونا معطل المفعول، وذلك في إشارة إلى نوع من التلقيح يستخدم جزيئات العامل الممرض.
ولكن واجه النظام الصيني صعوبات في كسب الثقة الدولية بلقاحاته المرشحة، وذلك نظرا لغياب الشفافية حول نتائج الفحوصات.
كذلك، كان النظام بطيئا في استكمال تجارب المرحلة الثالثة، التي كان يلزم إجراؤها في الخارج.
وفي هذه الأثناء، مضت الدول الغربية قدما بطرح اللقاحات والحصول على الموافقات.
وتم حجز مئات الملايين من الجرعات من اللقاحات المرشحة الرئيسية التي طورتها شركتا فايزر-بيونتيك ومودرنا، والتي بلغت معدلات فعاليتها 95 في المائة و94 في المائة على التوالي.
غياب الشفافية قوّض الثقة
هذا وأدى غياب الشفافية لدى المسؤولين في قطاع الصحة وشركات تصنيع اللقاحات في الصين، إلى تقويض ثقة العالم باللقاحات الصينية المرشحة ضد كوفيد-19.
ويؤثر ذلك سلبا على المحاولات التي يجريها النظام الصيني لترميم سمعته المشوهة عبر مساع أخيرة لتطوير لقاح، بعد تسببه بكارثة عالمية بتعتيمه على أخبار ظهور الوباء في البداية.
وعلى سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأي أجري في 13 كانون الأول/ديسمبر أن 50 في المائة من المشاركين من البرازيل قالوا إنهم لن يأخذوا لقاحا مصنوعا في الصين، مقابل 47 في المائة سيقبلون به.
وقد كانت هذه الحال حتى قبل الإعلان عن الفعالية المتدنية نسبيا للقاح.
وخلافا للقاحات التي طورتها شركات مودرنا وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون، لم تنشر شركات تصنيع الأدوية الصينية إلا معلومات قليلة عن أمان لقاحاتها أو فعاليتها.
ومع تزايد الطلبات على اللقاحات الغربية والثقة بها، تدخل النظام الصيني لتقديم لقاحاته المحلية للدول الفقيرة، معتمدا بذلك أسلوبا شبيها بالحملة الدعائية الأخيرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاح التجريبي الذي طورته بلاده، والذي يعرف باسم سبوتنيك في.
ولكن ليس هذا السخاء لمجرد فعل الخير، إذ تأمل بكين بعودة المساعي الدبلوماسية على المدى الطويل.
وقال هوانغ يانزونغ وهو زميل أول للصحة العامة في المجلس الأميركية للعلاقات الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر، "مما لا شك فيه أن الصين تمارس دبلوماسية اللقاح في خطوة منها لإصلاح سمعتها الملطخة".
وفي هذه الأثناء، فإن البيانات الخاصة بالأجسام المضادة والمتداولة في ووهان تشير إلى أن عدد الحالات في مركز الجائحة ربما كان أعلى بعشرة أضعاف مقارنة بما تم الإبلاغ عنه سابقا، بحسب ما قالت السلطات الصحية الصينية هذا الأسبوع.
وتأتي هذه الأخبار بعدما حكم بالسجن لمدة 4 سنوات على صحافية صينية يوم الاثنين، 28 كانون الأول/ديسمبر، بسبب تغطيتها للمراحل الأولى لتفشي كوفيد-19 في الصين، قبل أسابيع فقط من بدء منظمة الصحة العالمية بالتحقيق في مصدر الفيروس.