اغتال مسلحون مجهولون مساء يوم الثلاثاء 15 كانون الأول/ديسمبر ناشطا عراقيا شرقي بغداد، وفق مصادر أمنية وطبية.
ويعتبر هذا الهجوم الأحدث في سلسلة الهجمات التي طالت العشرات من قادة الاحتجاجات الشعبية بالعراق والتي وُجهت فيها أصابع الاتهام لفصائل مسلحة ذات نفوذ قوي.
وتلقى العراقي خمس رصاصات في صدره أطلقها مسلحون يستقلون عربة مدنية، بينما كان هو يقف قرب متجر صغير يعمل فيه يقع في شارع تجاري مزدحم بمنطقة بغداد الجديدة شرقي العاصمة.
وفارق الحياة لدى وصوله مستشفى الشيخ زايد المجاور.
والعراقي، هو أب لخمسة أطفال، اشتهر بدوره البارز في المظاهرات التي اندلعت في العاصمة العراقية والجنوب ذو الأغلبية الشيعية السنة الماضية ، حيث اتهم الحكومة بالفساد وانعدام الفعالية وتبعيتها للجارة إيران.
وعُرف بانتقاده الشديد للمليشيات الموالية لإيران في العراق وتلقى مؤخرا تهديدات بالقتل، بحسب تصريحات أصدقائه لوسائل الإعلام المحلية.
وقالت الشبكة العراقية للتواصل الاجتماعي، وتضم مجموعة من النشطاء الذين يغطون الاحتجاجات وما بعدها، إن العراقي استُهدف مرتين قبل اغتياله يوم الثلاثاء.
ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتشييع جثمان العراقي فجر الأربعاء إلى مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام بالنجف وسط حالة من الغضب والتنديد.
'الحق في الحياة'
أدانت بدورها مفوضية حقوق الإنسان العراقية حادثة الاغتيال، وطالبت الحكومة بالعمل على إيقاف هذه الجرائم ومعاقبة المسؤولين عنها.
وقال المتحدث باسم المفوضية علي البياتي إن اغتيال العراقي هو "انتهاك آخر لأهم حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة".
وقال لديارنا إنه انتهاك أيضا لحق التعبير عن الرأي والتظاهر وكلها حقوق أساسية يكفلها الدستور العراقي.
وأضاف أن العراقي ضحية جديدة تُضاف إلى قائمة ضحايا الاغتيالات فيما الجناة لا زالوا طلقاء رغم تشكيل لجان تحقيق لحلّ هذه القضايا.
وأكد البياتي أن الهجمات لن تتوقف ما لم يكن هناك "عمل حازم وكبير [من جانب الحكومة] لملاحقة الجناة والقبض عليهم وإحالتهم على القضاء".
وبحسب الإحصائيات الرسمية للمفوضية، تجاوزت محاولات الاغتيال 60 محاولة طالت نشطاء وإعلاميين عراقيين منذ اندلاع الاحتجاجات السنة الماضية.
ويأتي اغتيال العراقي في أعقاب اختطاف الناشط عباس الطائي والذي أفرج عنه الاثنين بعد احتجازه يومين على يد مسلحين.
واختطف الطائي خلال بث حي على وسائل التواصل الاجتماعي لاحتجاج بساحة التحرير الأسبوع الماضي.