اعتقلت قوات الحشد الشعبي يوم الأحد 13 كانون الأول/ديسمبر حامد الجزائري، القيادي البارز في ميليشيا سرايا الخرساني الموالية لإيران، مع 15 من أتباعه خلال عملية في بغداد.
ووفقا للمحلل السياسي أحمد شوقي فإن عملية الاعتقال جاءت إثر "تنسيق وعمل استخباراتي من قبل الحكومة للإطاحة بقيادات سابقة في فصائل مسلحة مسؤولة عن تهديد مصالح العراق والإضرار بعلاقاته الدولية".
وأوضح لديارنا "الجزائري أحد هذه القيادات التي سببت نشاطاتها المخلة بسيادة وسلامة البلد إحراجا للحكومة في الشهور الأخيرة".
وأشار إلى سلسلة الهجمات التي استهدفت المليشيا من خلالها البعثات الدبلوماسية والمقرات العسكرية التي يوجد فيها جنود التحالف الدولي.
وأردف "الحكومة اعتبرت هذه الهجمات وغيرها من أعمال العنف تهديدا كبيرا للدولة".
وشدد أن الواجب يقتضي ملاحقة قادة هذه الفصائل واعتقالهم بعد جمع المعلومات عنهم والتوصل لنتائج بخصوص مسؤوليتهم عن أي نشاط مهدد للأمن والنظام.
وجاء الاعتقال بعد أكثر من شهرين على إعفاء الجزائري من قيادة اللواء الثامن عشر التابع لقوات الحشد الشعبي بقرار من فالح الفياض رئيس هيئة الحشد، دون معرفة الأسباب.
اعتقالات أخرى متوقعة
ويشير شوقي إلى أن الجزائري من زعماء الميليشيات البارزين حيث كان أحد الذين قادوا التظاهرات التي نظمها أتباع كتائب حزب الله أمام السفارة الأمريكية ببغداد قبل عام.
وتخلل تلك الأحداث أعمال تخريب وحرق لبوابة المبنى.
كما ظهر الجزائر في الصف الأمامي أثناء مراسيم تشييع اللواء الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا في غارة أمريكية قرب مطار بغداد بداية هذا العام.
وترددت حينها أنباء بأن الجزائري قُتل في الهجوم لقربه من سليماني لكنه خرج بعد ذلك بتسجيل صوتي نافيا خبر مقتله.
وتُتهم سرايا الخراساني بأنها مسؤولة عن هجمات نُفذت بالصواريخ على المنطقة الخضراء وعلى قواعد عسكرية ببغداد وعن عمليات قتل وقنص طالت عددا من المتظاهرين أثناء الاحتجاجات الشعبية.
كما توجه لها أصابع الاتهام بالمشاركة مع كتائب حزب الله وجماعات أخرى في اغتيال ناشطي الاحتجاجات وإعلاميين وخبراء من بينهم الخبير الأمني هشام الهاشمي.
ارتفاع حدة التوتر داخل قوات الحشد الشعبي
ويأتي اعتقال الجزائري في وقت تشهد العلاقات بين الفصائل المسلحة المنضوية في هيئة الحشد الشعبي توترا غير مسبوق وسط تسريبات عن خلافات حادة على النفوذ بين كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق المواليين لإيران.
ويؤكد شوقي بأن هناك توقعات بحصول اعتقالات جديدة لقادة ميلشيات قريبا في خطوة تعكس مضي الحكومة نحو بسط هيبة الدولة ومحاسبة أي طرف يتحدى القانون .
وسرت يوم الاثنين أنباء عن تسليم أمين عام سرايا الخرساني علي الياسري نفسه لمديرية أمن الحشد بعد حملة شنتها قوة من المديرية للبحث عنه.
وأسفرت الحملة عن احتجاز 30 عنصرا من أفراد الميلشيا المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.