يشارك التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محاولات تحفيز الاقتصاد المحلي لمناطق شمال شرق سوريا عبر دعم مشاريع البنى التحتية.
وقال ناشطون لديارنا، إن شركات ورجال أعمال سوريين محليين في محافظة الحسكة قدموا عطاءات لتنفيذ مشاريع يمولها التحالف، ما من شأنه تحفيز اقتصاد المنطقة برمته.
وسيشكل ذلك رادعا للجماعات الإرهابية لا سيما تنظيم داعش، إذ يحول دون استغلالها للظروف المالية الصعبة التي يواجهها المواطنون السوريون.
وفي واخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، زار وفد ضم مستشارين من فرقة العمل المشتركة-عملية العزم الصلب وقوات سوريا الديموقراطية منطقة الشدادي جنوبي الحسكة، لوضع اللمسات الأخيرة على إجراءات التسجيل في العطاءات للمشاريع الممولة من التحالف.
وفي هذا السياق، قال الناشط عمار صالح لديارنا إن العطاءات تعود لتنفيذ أعمال البنى التحتية في قواعد التحالف وفي بلدات وقرى شمال شرق سوريا.
وأشار إلى أن عملية اختيار الشركات والأفراد المشاركين في العطاءات تخضع لمعايير صارمة لضمان عدم ارتباطهم بداعش وعدم ذهاب الأموال التي سيتلقونها إلى التنظيم.
وأكد أن عدد الشركات التي حضرت الاجتماع الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر كان أعلى بكثير من العدد الذي شارك في اجتماع مماثل عقد قبل بضعة أشهر.
ويدل ذلك وفقا له على استعداد رجال الأعمال في المنطقة للعمل مع التحالف وقوات سوريا الديموقراطية، مضيفا أن هذا الأمر قد يشكل نواة لمجتمع أعمال يحترم القانون ولا يدعم الفساد أو الإرهاب.
ولفت إلى أن التحالف يدعم أيضا العديد من المشاريع التنموية التي تنفذها الشركات المحلية في منطقة دير الزور، وتشمل تلك المنفذة في قطاعات الصحة، والكهرباء والمياه والنقل.
تحفيز الاقتصاد المحلي
وقالت المتطوعة في جمعية خيرية محلية في الحسكة، سمية العيسى، إن منظمات الإغاثة والمسؤولين الأمنيين يركزون على تحسين الظروف المعيشية في مدينتي الحسكة ودير الزور لمنع داعش من استغلال الفقر في تجنيد المدنيين عبر إغراءات مالية.
وأوضحت لديارنا أن الخطوة التي قامت بها قوات التحالف وقوات سوريا الديموقراطية لمنح العقود عبر المناقصات ستؤدي "إلى تراجع نسبة البطالة بين العمال الشباب وابتعادهم عن الإرهاب".
وأضاف العيسى أنه في الوقت عينيه، تستفيد منها الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحفز الاقتصاد عبر زيادة الطلب على المواد الخام. ومن شأن ذلك تعزيز الأعمال بالنسبة للعديد من التجار في المنطقة بعد معاناتهم من الركود.
وفي حديث لديارنا، قال أحد سكان ريف الحسكة الذي يعمل بالزراعة، شريف محمد، إن قوات التحالف تدعم عددا كبيرا من المشاريع التي تنفذها شركات سورية محلية.
وكشف أن هذه المشاريع تشمل إعادة خدمات الكهرباء والمياه وتركيب مضخات جديدة، بعضها مخصص لمياه الشرب والبعض الآخر للري.
وذكر محمد أن إعادة تشغيل قنوات الري ساعد المزارعين بشكل كبير على العودة إلى العمل بأعداد كبيرة.
وقد ساهم ذلك بتنشيط الاقتصاد لأنه يتطلب عمالة يومية وسائقي جرارات ووسائل لنقل الأسمدة والمحاصيل، على حد قوله.
وأكد أنه ساهم أيضا في إنعاش الأسواق وانخفاض أسعار بعض المحاصيل التي أصبحت متوفرة بكثرة، لافتا إلى آثار ذلك في طمأنة السكان وتخفيف الضغوط المالية عنهم.