دعا مسؤولون عراقيون إلى تعزيز الأمن في المناطق النائية من البلاد ليتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم.
فالعديد من السكان النازحين ما يزالون يخشون العودة إلى منازلهم في المناطق النائية بسبب عدم تمركز القوات الأمنية في محيط قراهم، ما يجعلهم، وفقا لهم، فريسة سهلة لهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وفي حديث لديارنا، أكد قائممقام قضاء الحضر علي صالح الأحمدي، أن أكثر من 20 قرية نائية في جنوب قضائه الواقع في محافظة نينوى ما تزال مهجورة.
لكنه أشار إلى أن الأهالي النازحين عادوا إلى قريتي الشيخان والشيخة القريبتين من حدود مدينة الحضر، لأنهما تقعان في مناطق "تسيطر عليها القوات الأمنية".
وأضاف أن بعض هذه القرى مهجورة منذ سنوات طويلة، لا سيما تلك الواقعة بين جزيرة الحضر وقضاء راوة في محافظة الأنبار.
وأوضح الأحمدي أن منطقة جنوبي الحضر المعروفة باسم الجزيرة قد طهرت بالكامل من فلول داعش، وتشهد باستمرار عمليات أمنية تنفذ بدعم من الطائرات المسيرة.
وتابع: "لكن لا توجد قوات تتمركز فيها وتمسك الأرض بشكل دائم، وهذا ما يحول دون عودة سكانها إليها".
وذكر أن تناثر هذه القرى الصغيرة في الجزيرة وابتعادها عن بعضها، يجعل من الصعوبة بمكان على القوات الأمنية التدخل بالسرعة المناسبة للدفاع عن أهاليها في حال تعرضهم لأي تهديد أو هجوم.
دعوة لإقفال ’الممرات السرية‘
وأردف الأحمدي: "ندعو إلى نشر قطعات من فرقتين عسكريتين أو ثلاث ونقاط أمنية ثابتة وتسيير دوريات مكثفة في الجزيرة لتعزيز الأمن فيها وإغلاق كل الثغرات والممرات السرية".
وأشار إلى أن مدينة الحضر وقرى شمال القضاء لم تشهد أي اختراقات أمنية منذ آخر هجوم لفلول داعش على قرية خربة حماد قبل نحو أربعة أشهر.
لكن هذا الوضع لا ينسحب على القرى النائية شرقي البلاد، وتحديدا تلك الواقعة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين حيث ما تزال فلول داعش يهددون السكان العائدين.
من جهته، قال مدير ناحية العظيم في ديالى عبد الجبار العبيدي، إن نحو 10 عائلات يقيمون في قرية الهيتاويين اضطروا للنزوح مجددا إثر مهاجمة داعش قريتهم قبل نحو شهر.
وقد أدى هذا الهجوم إلى مقتل أربعة مدنيين.
وكشف أنه على خلفية هذا الهجوم، انتشرت القوات العراقية لحماية هذه القرية وبقية القرى والبلدات النائية الواقعة غرب ناحية العظيم، وذلك ضمن قاطع عمليات محافظة صلاح الدين ومن بينها الميتة ومطيبيجة.
إلى هذا، شهدت المنطقة الواقعة شرق الناحية وفي محيط بلدة جلولاء وأطراف قضاء خانقين نشاطا أمنيا مكثفا لتأمين القرى، وذلك بعد تعرض قرى نائية لاعتداءات إرهابية على حد قول العبيدي.
وأحدث هذه الاعتداءات مقتل خمسة مدنيين في قرية الخيلانية في قضاء المقدادية يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر.
تشديد الأمن في المناطق النائية
وعلى ضوء هذه الحوادث، اقترح العبيدي تشديد الأمن واتخاذ تدابير وقائية وتعزيز التعاون بين المواطنين وقوات الأمن، بالإضافة إلى زيادة الانتشار العسكري في المناطق النائية.
وحث أيضا أبناء العشائر على دعم القوات العراقية في حماية هذه المناطق.
وأكد ضرورة تعزيز الأمن لأنه من مصلحة داعش إفراغ القرى النائية لتضمن حرية الحركة في هذه المناطق وتجعل منها مركزا لإطلاق هجماتها.
أما رئيس المجلس المحلي لقضاء الحويجة غربي محافظة كركوك، الشيخ ناجي الحواس، فقال لديارنا إن القوات الأمنية تحكم سيطرتها على مركز القضاء وجميع النواحي التابعة له كالرشاد والعباسي والرياض.
وأضاف أن "مناطقنا لم تشهد هجمات إرهابية منذ بعض الوقت والأوضاع فيها مستقرة، وقد عاد معظم سكان القضاء الذين نزحوا إلى قراهم وبلداتهم وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي".
وتابع "نحتاج إلى المزيد من القوات الأمنية لتعزيز الأمن في أطراف القضاء، وخصوصا في المنطقة المحاذية لقضائي مخمور والشرقاط ولسلسلة مرتفعات حمرين حيث تنشط داعش".
وأشار الحواس إلى أن تزويد أهالي الحويجة القوات الأمنية بالمعلومات، ساهم بإحباط عدد كبير من الهجمات الإرهابية في مناطق الزاب والعباسي وحتى في مدينة كركوك.
وأدى إلى تفكيك خلايا داعش في داقوق والرشاد، مشددا على أهمية دعم المدنيين في تثبيت الأمن.