قال مسؤولون وخبراء لديارنا إن أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية قامت بتصعيد وتيرة عملياتها ضد عناصر الكيانات الإدارية السابقة في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأوضحوا أن العمليات قد أضعفت قدرة التنظيم على استعادة هيكله التنظيمي وإنعاش "ولاياته" (محافظاته) في العراق.
وبعد نشأته، قسمت داعش الأراضي على كيانات إدارية سميت بالـ "ولايات"، وقد بلغ عددها 11 في العراق.
وشملت هذه الأخيرة ولاية بغداد الثلاث (في شمال وجنوب ووسط بغداد) وولاية الجزيرة ودجلة وديالى والجنوب، وتضم محافظات جنوب العراق.
وفي النهاية انهارت الولايات مع انهيار البنية التحتية لداعش وخسارة التنظيم للأراضي التي كان يسيطر عليها قبل هزيمته في العام 2017.
إحباط جهود إعادة إقامة الولايات
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الاستخبارية فاضل أبو رغيف لديارنا إن داعش دمجت الولايات في واحدة حملت اسم "ولاية العراق"، عقب هزيمتها في العراق.
وأضاف أنه منذ العام 2017، نفذت الاستخبارات وأجهزة الأمن عمليات أمنية نوعية لمطاردة فلول داعش ومنعهم من إعادة إقامة محافظاتهم.
وتمكنت هذه القوات من الإطاحة بالعشرات من كبار قادة التنظيم بينهم عمر شلال عبيد الكرطاني "والي" بغداد والذي قتل في منتصف تموز/يوليو الماضي، وعبد الناصر قرداش الذي اعتقل في أيار/مايو الماضي.
وقد شغل قرداش مناصب عالية كثيرة خلال قيادة أبو بكر البغدادي لداعش، وكان والي الموصل والجزيرة ووالي محافظات الحسكة ودير الزور والرقة السورية.
وذكر أبو رغيف أن القوات العراقية فككت أيضا عدة شبكات وخلايا ضمت عناصر كبار في تنظيم داعش، كانوا مرتبطين بولايات التنظيم السابقة.
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر، اعتقلت أجهزة الاستخبارات العراقية عنصرين من داعش في بغداد، كان أحدهما يعمل كموزع كفالات في الولاية الجنوبية السابقة للتنظيم، وكان يعرف بلقب "أبو اسحاق".
وفي 29 أيلول/سبتمبر، اعتقل جهاز مكافحة الإرهاب في العراق بمحافظة السليمانية 9 عناصر من داعش كانوا يعملون على إعادة إنشاء ولاية التنظيم الجنوبية.
كذلك، تم في 22 تشرين الأول/أكتوبر إلقاء القبض على شبكة مؤلفة من 5 عناصر من داعش، كانوا ينتمون سابقا إلى ولاية دجلة السابقة في محافظة كركوك، كما تم اعتقال خبير متفجرات كان يعمل لصالح الولاية نفسها في 8 أيلول/سبتمبر.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر، تمكنت القوات العراقية من تفكيك الخلية الإعلامية لولاية ديالى، وفق ما ذكره أبو رغيف.
وأكد أنه تم إصدار أوامر قبض بحق 40 ألف مطلوب بتهم الانتماء لولايات داعش والمشاركة في تنفيذ جرائم التنظيم. وقد جرى لغاية اليوم اعتقال ثلث هؤلاء المطلوبين.
العمليات الاستباقية أساسية لحفظ الأمن
وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي أثير الشرع لديارنا أن القوات العراقية أحبطت مخططات إرهابية عدة كانت تجهز لها شبكات وخلايا تابعة لولايات داعش.
وأشار إلى اعتقال قائد كبير في داعش كان يدير وحدات الاغتيال في ولاية ديالى.
وقد اعتقل المقاتل الذي كان مساعدا لأبو مصعب الزرقاوي، القائد السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في العام 2006، في بغداد في 13 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الشرع إن جهاز مكافحة الإرهاب نفذ عمليات مكثفة أدت إلى اعتقال 36 قائدا وعنصرا من داعش في تشرين الأول/أكتوبر، وكان بعضهم يشكلون خلايا نائمة.
ونوّه بأن "العمليات الأمنية الاستباقية تعتبر بمثابة حائط صد أمام أي محاولة لتنظيم داعش لتهديد الأمن".
وأشار إلى أن جهود ملاحقة فلول داعش ولا سيما في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى والأنبار، والضربات المتواصلة ضد مخابئهم أضعفت إلى حد كبير الهيكل التنظيمي للتنظيم.
وتابع "قواتنا لديها اليوم خبرة عالية في تتبع الإرهابيين وتحديد أوكارهم وخلاياهم الأكثر سرية"، مضيفا أن القوات العراقية تملك اليوم قاعدة بيانات ضخمة عن عناصر داعش.
وأضاف أن الإرهابيين المعتقلين يدلون باعترافات تؤدي إلى تفكيك المزيد من شبكات داعش وإحباط مخططاتها.
وبدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كاطع نجمان الركابي "من الاستحالة على داعش الرجوع إلى ما كانت عليه سابقا واستعادة بنيتها".
وأكد لديارنا "اليوم جماعة ضعيفة ومفككة وولاياتها انتهت وصارت في حكم الماضي".