قال خبراء أن تواترهجمات الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني على المنطقة الخضراء في بغداد، يؤكد صحة سياسة الضغوطات القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد النظام الإيراني.
فمنذ مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، استهدف نحو 40 هجوما صاروخيا المصالح الأميركية في العراق. وفي 30 أيلول/سبتمبر، أعلن قسم مكافحة الإرهاب في المنطقة الكردية أن ستة صواريخ أطلقت من محافظة نينوى سقطت في مطار إربيل حيث تتمركز القوات الأميركية.
واتهم قسم مكافحة الإرهاب قوات الحشد الشعبي بالوقوف وراء هذا الهجوم، وهي شبكة شبه عسكرية تهيمن عليها الفصائل المتحالفة مع إيران.
وفي 28 أيلول/سبتمبر، سقطت صواريح على بلدة بالقرب من مطار بغداد حيث تتمركز القوات الأميركية، وأدت إلى مقتل خمسة أطفال وامرأتين من عائلة واحدة.
ووجهت وزارة الخارجية الأميركية أصابع الاتهام إلى الميليشيات المدعومة من إيران والناشطة في العراق، قائلة إنها "تشكل خطرا غير مقبول".
وقال الخبير السياسي والأمني أحمد الحمداني لديارنا، إن الهجمات الصاروخية على مطار بغداد والمنطقة الخضراء حيث تتمركز البعثات الأوروبية والأميركية والبريطانية والأمم المتحدة، لم تكن لتحدث لو لم يكن الحرس الثوري الإيراني قد أمر بها.
وتشمل الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في العراق كتائب حزب الله وحركة النجباء وعصائب أهل الحق.
وأكد الحمداني أن الهجمات تؤضح للعراقيين أنهم يواجهون تهديدا بسبب رغبة الحرس الثوري الإيراني في "تحويل بلادهم إلى ساحة صراع بالوكالة".
وهي تؤكد أيضا للمجتمع الدولي صحة سياسة الضغوطات القصوى الت تعتمدها الولايات المتحدة بهدف "إقناع النظام الإيراني بتغيير ممارساته والتوقف عن التدخل في العراق وسوريا واليمن ولبنان".
وكشف أن توقيت الهجمات وطبيعتها المتزامنة "يؤكدان أنها ليست تصرفا عبثيا أو عشوائيا من قبل الميليشيات، بل هي عمل مخطط وممنهج ينفذه الحرس الثوري الإيراني".
لا بديل عن سيادة القانون
أما الباحث في الشؤون السياسية العراقية، محمد التميمي، فقال لديارنا إن خسارة العراقيين ستكون كبيرة إذا نفذت الولايات المتحدة تهديداتها بإقفال سفارتها في بغداد بسبب الهجمات على المنطقة الخضراء.
وأضاف أن ذلك يعني عودة العراق إلى العزلة وفقدان العراقيين فرص حصولهم على مساعدات إنسانية وثقافية وتعليمية واقتصادية.
وتابع أن "الأهم من ذلك كله أنهم سيخسرون حليفا كان سببا رئيسا في تخلصهم من إرهاب تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ (داعش)"، مضيفا أن سبب كل ذلك هو الميليشيات المدعومة من إيران.
من جهته، أشار المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لديارنا، إلى أن القوات العراقية تواصل تعقب منفذي الهجمات بواسطة صواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة.
وأردف أنه "لا بديل عن الأمن والنظام وسيادة القانون".
وفي حديث لديارنا، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة صلاح الدين محمد الأعرجي، إن منطقة الشرق الأوسط تواجه حالة جديدة من الفوضى تسبب بها النظام الإيراني ووكلاؤه.
وشدد على أن العقوبات الأميركية على النظام الإيراني حدت بشكل كبير من تدخله في شؤون الدول المجاورة، على الرغم من أن الشعب الإيراني يدفع ثمنا باهظا لممارسات الحرس الثوري الإيراني.
’العبث بحياة الإيرانيين‘
من جانبه، قال الناشط السياسي الإيراني المعارض موسى أفشار لديارنا، إن سؤالا واحدا يطرحه الشعب الإيراني اليوم بينه وبين نفسه وهو إلى متى يجوع الناس بسبب أحلام النظام وأطماعه في الدول الأخرى".
وأكد أن الحرس الثوري الإيراني يعبث بمصير عشرات ملايين الإيرانيين الذين يعانون من الانخفاض الحاد لقيمة العملة الوطنية وتراجع مستوى معيشتهم، الأمر الذي انعكس عبر ارتفاع معدل الفقر.
وأوضح أن عدد العاطلين عن العمل في إيران بلغ 30 مليون شخص، وثمة نحو 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر.
وكشف أفشار أن هناك أسر تعيش على أقل من 50 دولار بالشهر الواحد، وبات سوء التغذية مستشريا لدى الأطفال.
هذا الأمر جعل الناس تسأل عن "مبالغ الأموال التي تدفع ثمنا لهذه الصواريخ وللإنفاق على هذه الميليشيات"، وتقول لماذا لا تخصص بدلا عن ذلك لسد حاجات الشعب الإيراني؟.