قال خبراء لديارنا إن الارتفاع الأخير في عدد الهجمات الصاروخية على المواقع الدبلوماسية والعسكرية الأجنبية في العراق، دفع الكثير من العراقيين إلى اتهام الميليشيات التابعة لإيران بتنفيذ تلك الهجمات من أجل عزل بلدهم.
واعتبر الخبير العسكري المتقاعد الفريق الركن جليل خلف شويل، أن منفذي هذه الهجمات الصاروخية "الجبانة" لا يملكون أي حس بالوطنية أو الولاء لبلدهم.
وتابع في حديث لديارنا أن الهجمات بصواريخ الكاتيوشا تستهدف المواقع المدنية والقواعد العسكرية العراقية حيث يتواجد المستشارون والمدربون التابعون للتحالف الدولي.
ومنذ بداية العام الجاري، استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء في وسط العاصمة ومعسكرات التاجي وبلد وبسماية وسبايكر.
ومؤخرا، استهدفت عبوات ناسفة زرعت على الطرقات الرئيسة في جنوب العراق شاحنات محملة بإمدادات للتحالف الدولي، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
تشويه صورة العراق
واتهم شويل الفصائل التابعة لإيران بتنظيم هذه الهجمات "لإلحاق الضرر بالعراق والتعدي على سيادته وإعطاء صورة للعالم بأن البلد غير أمن ولا سلطة للقانون فيه".
وأضاف أنها تسعى أيضا عبر هذه الأنشطة إلى "عزل [العراق] عن محيطه وشركائه الدوليين".
وتابع أن المشروع الإيراني يهدف إلى "تدمير العراق ودفعه نحو دوامة من الفوضى والصراعات بهدف استغلال ثرواته وموارده الاقتصادية والهيمنة على عملية صناعة القرار".
وأشار إلى أن قادة إيران لا يريدون للعراق أن ينهض ويستعيد قوته، ولذلك يستمرون بتجنيد الوكلاء الموالين لهم ويزودونهم بالسلاح والمال.
ولفت شويل إلى أنه من مسؤولية العراقيين التصدي لهؤلاء الوكلاء واتخاذ إجراءات رادعة للحد من أنشطتهم المدمرة وحماية البلد.
وتابع "أدعو الحكومة للعمل على مجابهة كل الخارجين على القانون وحماية أعضاء البعثات الدولية، فهم ضيوف في البلد"، مشيرا إلى أن التحالف يعمل على تدريب القوات العراقية ودعمها في الحرب ضد الإرهاب كما يدعمها في جهود إعادة الإعمار.
وبعد ساعات من توجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية بتاريخ 18 آب/أغسطس، سقط صاروخ كاتيوشا في محيط مطار بغداد الدولي الذي يقع بجواره قاعدة عسكرية تضم جنودا من التحالف الدولي، من دون وقوع خسائر.
وقبل هذا الهجوم بيومين، سقط صاروخ داخل المنطقة الخضراء دون التسبب بخسائر، في حين فككت القوات الأمنية صاروخين آخرين كانا معدان للانطلاق.
الحد من الهيمنة الإيرانية
بدوره، أكد الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي العراقي علاء النشوع في حديث لديارنا، أن إيران تستخدم الفصائل الموالية لها في العراق، وعددها 73 فصيلا، للضغط على المجتمع الدولي والولايات المتحدة.
وقال إن الحرس الثوري الإيراني يخطط للهجمات الصاروخية "لاستخدام العراق كساحة مواجهة مع العالم، ولإيصال رسائل تحد من أجل تخفيف العقوبات المفروضة عليه".
وذكر أنه نتيجة لذلك، يزداد عداء العراقيين للتدخل الإيراني في شؤون بلدهم ومحاولة النظام تقويض السيادة العراقية.
من جهته، كرر الصحافي والمحلل السياسي زياد السنجري الفكرة نفسها، لافتا إلى أن النظام الإيراني لا يعرف إلا "لغة الدم والخراب، ولا يتردد باقتراف أي حماقات مقابل المحافظة على نفوذه وإبعاد المناوئين له".
ولفت إلى أن هذا الأمر يبدو واضحا من خلال الموجة الأخيرة من الاغتيالات التي طالت ناشطين عراقيين في محافظة البصرة، وقد اتهم كثيرون الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذها.