بدأت القوات العراقية يوم الأحد، 23 أغسطس/آب، في تنفيذ حملة أمنية واسعة لملاحقة المطلوبين للقضاء في محافظة البصرة على خلفية سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت ناشطين في المحافظة.
وكشف مسؤول محلي في حديث لديارنا عن اعتقال أكثر من مائتي مشتبه بهم حتى الآن.
واغتال مسلحون مجهولون الأسبوع الماضي ناشطين اثنين بارزين في احتجاجات البصرة، وهما ريهام يعقوب وتحسين أسامة الشحماني، فيما نجا خمسة ناشطين آخرين من محاولات اغتيال.
وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقائه مع قادة أمنيين أثناء زيارة للبصرة يوم السبت أن عمليات الاغتيال "تشكل خرقًا لا نقبل التهاون إزاءه".
وأضاف أن "هناك جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة"، مضيفًا أن تلك الجماعات تشكل تهديدًا "لجميع العراقيين".
وحّث القوات الأمنية على العمل بكل الإمكانيات "لتوفير الأمن لأهالي البصرة والكشف عن المجرمين بأسرع وقت".
من جانبه، قال عضو مجلس محافظة البصرة علي شداد الفارس لديارنا إن أعمال العنف الأخيرة في البصرة تشير إلى "وجود سلاح منفلت وخارج إطار الدولة".
وأضاف أن تلك الأعمال ساهمت في تدهور الأوضاع أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في البصرة، ما دفع الأهالي الغاضبين إلى العودة للاحتجاجات في الشارع وسط الارتفاع الحاصل في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
عمليات توقيف متعددة
هذا وقد انطلقت الحملة الأمنية عقب زيارة رئيس الوزراء يوم السبت إلى البصرة وزيارة وزير الداخلية عثمان الغانمي يوم 20 آب/أغسطس.
وأوضح الفارس أن قوات الأمن تنفذ عمليات تفتيش ومداهمات في مناطق مختلفة من المحافظة بحثًا عن المجرمين المطلوبين للعدالة.
وذكر أن تلك الجهود أسفرت حتى الآن عن "اعتقال مائتي مطلوب عليهم أوامر إلقاء قبض صادرة من السلطات القضائية لاتهامهم بارتكاب جرائم مختلفة".
وشدد على أن "تنفيذ مذكرات القبض جزء مهم من مسؤوليات القوات الأمنية وهي المهمة الرئيسية لها".
لافتًا إلى وجود حوالي "خمسة آلاف مذكرة اعتقال بحق مطلوبين لا زالوا طلقاء"، مضيفًا أنه من "غير المنطقي بقاء هؤلاء من دون محاسبة وإنزال القصاص العادل بحقهم".
وأكد أن هناك شعور بالرضا من أهالي البصرة على الجهود الأخيرة في اقتفاء أثر الفارين من العدالة، وأن الأهالي يتعاونون بصورة متزايدة مع رجال الجيش والشرطة والاستخبارات في هذا الصدد.
واستدرك الفارس أن الأهالي لا يزالون يأملون من الأجهزة الأمنية المعنية أن تعلن قريبًا عن نتائج تحقيقاتها فيما يتعلق باستهداف النشطاء.