الدفعة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والماليين في النظام السوري لا تترك مجالا للشك بأن كل من هو مرتبط بجرائمه لن يفلت من العقاب، بغض النظر عن دوره، حسب تصريح محام سوري.
العقوبات المفروضة الخميس، 20 آب/أغسطس في إطار قانون قيصر سيكون لها "سيكون لها اثر كبير في المدى المنظور على شريحة كبيرة من الموالين للنظام السوري"، حسب تصريح المحامي السوري بشير البسام لديارنا.
وتعتبر هذه الدفعة الثالثة من العقوبات المفروضة منذ دخول القانون حيز التنفيذ أواسط حزيران/يونيو، في محاولة لمنع تطبيع الرئيس بشار الأسد دون محاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان.
واستهدفت العقوبات بشكل رئيسي ياسر إبراهيم الذي يُعد "مساعد" الأسد، وذلك في بيان أصدره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وقال بومبيو إن استهداف إبراهيم جاء "لجهوده في منع أو عرقلة حل سياسي للنزاع السوري" الذي اندلع عام 2011.
وأضاف أن إبراهيم استخدم "شبكاته في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه لإبرام صفقات فاسدة تثري الأسد، بينما يموت السوريون من نقص الغذاء والدواء".
وطالت العقوبات أيضا لونا الشبل المستشارة الإعلامية للأسد ومحمد عمار الساعاتي المسؤول في حزب البعث السوري الذي يُزعم "أنه قاد منظمة سهلت دخول طلاب جامعات إلى مليشيات يدعمها الأسد".
كما أضيف إلى القائمة الطويلة للمسؤولين السوريين الذين فرضت واشنطن عقوبات عليهم قيادات العديد من الوحدات العسكرية "لجهودهم في منع وقف إطلاق للنار في سوريا".
وقال بومبيو "يقود هؤلاء المسؤولون الكبار الجيش السوري نفسه الذي قتل الأطفال بالبراميل المتفجرة واستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد تجمعات مثل الغوطة"، مشيرا إلى أن هجوما في آب/أغسطس 2013 أدى إلى مقتل "أكثر من 1400 سوري".
وقال إن "عقوبات اليوم تعزز التزامنا بمحاسبة جنرالات الأسد وقادة الميلشيات لانتهاكاتهم وإساءاتهم".
أبعاد عميقة للعقوبات
المجموعة الجديدة من العقوبات لها عدة أبعاد باعتبار أنها ضمت شخصية إعلامية بالإضافة إلى مسؤولين بحزب البعث العربي الاشتراكي وقادة عسكريين لوحدات رئيسية، حسب تصريح البسام لديارنا.
وقال "الرسالة الموجهة هو أن كل من ساعد، دعم أو عمل مع النظام السوري لن يفلت من العقاب".
الأفراد المستهدفون قد "يظنوا أنهم كانوا في منأى من العقوبات"، مشيرا أن العقوبات تسلط الضوء كذلك على دور الإعلام في تأجيجي الصراع، والذي ارتكبت خلاله جرائم مروعة ضد المدنيين السوريين.
الشبل معروفة "بتعصبها الأعمى وخطابها التحريضي"، وإدراجها على قائمة العقوبات يُعتبر "رسالة إلى الإعلام الموالي للنظام ليكفعن حملة الكراهية"، حسب البسام.
وأضاف أن ساعاتي، زوج الشبل، هو عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا.
ولعب ساعاتي دورا في تنظيم خلايا البعث وحملات التجنيد لتزويد النظام بالجنود.
وقال البسام إن إدراج ساعاتي على قائمة العقوبات يعتبر رسالة انه لا دور مستقبلي لحزب الرئيس البعث المسؤول الأساسي والرئيسي عن الحرب الدائرة.
ويضيف أن الولايات المتحدة جادة بأن تتوصل إلى حل نهائي للصراع في سوريا ومحاسبة من يعرقل التوصل لحل سريع إن كانوا مدنيين أو عسكريين.
وهو ما يفسر فرض عقوبات على إبراهيم لرفضه الحلول المطروحة، بالإضافة إلى دوره بإبرام الصفقات التي تدر الأموال للنظام.
أما الضباط الذين شملتهم العقوبات "فهم معروفون جدا بقساوتهم خلال المعارك والمجازر التي أمروا بارتكابها ضد المدنيين، ولترأسهم قطعات عسكرية ميليشياوية تقوم بالأعمال القذرة خلال المعارك وبعدها" حسب البسام.
هؤلاء الضباط هم قائد ميلشيا قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، فادي صقر، وقائد اللواء 42، العميد غياث دلة، التابع للفرقة الرابعة، وقائد فوج الحيدر في قوات النمر، سامر إسماعيل.
ويرى البسام أن العقوبات الجديدة ستكون رادعة بشكل يضعف النظام وقدراته المختلفة وليس فقط على الصعيد المالي أو العسكري، فالمعركة "ليست فقط عسكرية بل إعلامية وسياسية".