خلال الشهرين الماضيين، عادت أكثر من 2500 عائلة ايزيدية إلى سنجار، في ما اعتبرت أكبر موجة لعود الأهالي منذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من القضاء قبل 5 سنوات.
ودمر نحو 85 في المائة من البنية التحتية في القضاء بسبب داعش وخلال معارك طرد التنظيم. وصنفت سنجار منطقة منكوبة في 2016، ولا تزال معظم أنحائها في حالة سيئة.
ولكن اختار عدد كبير من العائلات العودة، مع أن منازلها المتضررة لا تزال بحاجة إلى إصلاح وبالرغم من غياب الخدمات العامة.
والعام الماضي، بدأت السلطات بإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات العامة المتضررة، إلا أن الجهود تعطلت جراء وباء كورونا (كوفيد-19) المستجد والأزمة الاقتصادية المتواصلة في العراق.
ومن التحديات الإضافية التي وقفت في وجه جهود إعادة إعمار سنجار، وجود سلطتان محليتان، والأولى هي جزء من حكومة إقليم كردستان بينما الثانية تمثل حكومة العراق الاتحادية برئاسة القائم مقام فهد حامد.
وذكر حامد لديارنا أنه منذ مطلع حزيران/يونيو الماضي، عادت أكثر من 2500 عائلة ايزيدية كانت تعيش بمخيمات النزوح، إلى مركز سنجار وإلى ناحية سنوني، إضافة إلى مناطق أخرى.
وأوضح أنهم اختاروا العودة رغم رداءة الخدمات العامة، لأنهم "سئموا من الحياة في المخيمات".
وتابع أن كثيرين يعيشون اليوم مع أقاربهم ذلك أن منازلهم غير قابلة للسكن، في حين أقامت بعض العائلات في النصر (مركز سنجار) خيما بالقرب من منازلها المتضررة.
وأشار إلى أن الأهالي يريدون بهذه الخطوة "إيصال رسالة لكل الجهات الحكومية بأن عليها الإسراع بجهود الإعمار".
"وشدد حامد "نطالب بحملات إعمار كبيرة وإنهاء أزمة النازحين من القضاء"، مطالبا بتعويضات ليتمكن الناس من إصلاح منازلهم وبمكافآت مالية لتشجيعهم على العودة.
تهيئة بيئة آمنة
واقترح حسو هورمي الذي يرأس المؤسسة الايزيدية ومقرها هولندا، تنظيم مؤتمر دولي خاص لإعمار سنجار.
وقال لديارنا "حصلت في الآونة الأخيرة زيارات لمسؤولين محليين وحكوميين لسنجار وكانت هناك وعود بانتشال القضاء من أوضاعه الصعبة".
وتابع "نأمل بأن تترجم هذه الوعود على الأرض سريعا ويتم تجاوز كل المعرقلات والتحديات"، مشددا على أهمية تأمين متطلبات العائلات النازحة التي اختارت العودة إلى القضاء.
وأشار إلى أنه إلى جانب إعادة الإعمار وتوفير الخدمات، "ينبغي تهيئة بيئة آمنة لتلك العائلات".
وقال "يجب ضمان عدم تكرار ما حصل من كوارث على أيدي الإرهابيين عندما اجتاحوا سنجار في 3 آب/أغسطس 2014".
وأوضح أن داعش شردت آلاف الازيديين وخربت مناطقهم وقتلت المواطنين وخطفت النساء والأطفال "في واحدة من أبشع جرائم الإرهاب وأشدها قسوة ترقى لجرائم إبادة جماعية".
وبدوره، لفت خيري بوزاني المدير العام للشؤون الايزيدية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إلى أن الوضع الأمني هو سبب أساسي لتردد العديد من الأهالي النازحين عن سنجار للعودة إليها.
وذكر لديارنا أن "نسبة العائدين من سكان القضاء لا تزال قليلة جدا".
وختم قائلا إنه قبل موجة العودة الأخيرة، سُجلت عودة نحو 20 ألف عائلة إلى سنجار عقب تحرير القضاء، مشيرا إلى أن الايزديين المقيمين في مخيمات النزوح بمحافظة دهوك "يفوق عددهم الـ 300 ألف نازح".