أكد مسؤولون عسكريون عراقيون ومحللون أن الدعم الجوي الذي قدمه التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية للعراق، لعب دورا أساسيا في نجاح العمليات العسكرية العراقية بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقالوا إنه في ظل الأزمة المالية التي تهز البلاد، سمح دعم التحالف للجيش العراقي بمواصلة الحرب على داعش من دون انقطاع.
وقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق خلال شهر تموز/يوليو عن تنفيذ غارات بالتنسيق مع التحالف الدولي، استهدفت فلول داعش في جزيرة بيجي ومحافظة صلاح الدين.
كذلك، تم تنفيذ عمليات أخرى في مخمور وفي جبل قره جوغ غربي نينوى، وفي جبال حمرين غربي الأنبار.
وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد كبير من فلول داعش وتدمير أنفاق ومخابئ ومصادرة أسلحة تم ضبطها.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لديارنا إن الدعم الجوي واللوجستي الذي أمنته قوات التحالف الدولي، قد ساعد القوات العراقية على تحقيق إنجازات كبيرة في الحرب ضد داعش خلال الأشهر الماضية.
وقد ساعد ذلك الجيش العراقي والأجهزة الأمنية الأخرى خلال حملة "أبطال العراق" العسكرية المتواصلة.
التحالف يكثف جهوده
وذكر مسؤول عسكري في قيادة عمليات نينوى شمالي العراق أنه في ظل تهديد الأزمة المالية بانقطاع التمويل المخصص للعمليات العسكرية ضد داعش، تدخل التحالف الدولي "لتكبد هذه الكلفة لصالح العراقيين".
وأوضح المسؤول العسكري لديارنا أنه من خلال تأمين الغطاء الجوي للقوات العراقية، وفر التحالف على الحكومة ملايين الدولارات كل أسبوع.
وتابع أن القوات العراقية التي تطارد فلول داعش في مناطق مثل زمار ومخمور وقره جوغ (في قضاء مخمور) وحوران وجبال حمرين، تتحرك في تضاريس جغرافية صعبة وتحتاج إلى حماية.
وبدوره، قال الخبير العسكري وعضو جمعية المحاربين العراقيين القدامى أحمد حسين الخفاجي، إن التحالف الدولي ساعد في تقليل الخسائر البشرية بأرواح الجنود العراقيين.
وأضاف لديارنا أن الأزمة المالية أجبرت العراق على الحد من عملياته ضد داعش، إلا أن التحالف تدخل لدعم الطلعات الجوية التي تنفذها الطائرات العراقية باستخدام مروحيات أو مقاتلات حربية وساعد في تغطية النفقات.
وأشار إلى أن هذه الطلعات يمكن أن تكلف 250 ألف دولار في اليوم الواحد، عدا عن كلفة الذخيرة والصواريخ المستخدمة.
وتابع أن الدعم الذي تقدمه الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي، "يسهم في تقليل وقت العمليات والمهام العسكرية بشكل كبير جدا".
ولفت إلى أن سلاح الجو الأميركي الذي يتحرك ضمن التحالف الدولي، "لم يشارك في قصف أوكار ومواقع التنظيم، بل ساعد على رصد أنشطة إرهابية على الحدود مع سوريا وساهم في تزويد العراق بصور جوية مهمة".
فشل الآلة الدعائية الإيرانية
ومن جهته، قال الباحث في مركز النهرين للدراسات أحمد الجنابي إن الوسائل الدعائية الإيرانية في العراق التي تخدم مصالح الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، "فشلت في تسويق فكرة النيل أو التقليل من دور التحالف الدولي في العراق".
وأضاف لديارنا أن "مشاركة التحالف الدولي في العمليات العسكرية للجيش العراقي باتت محورية".
وأوضح أن قوات التحالف الدولي ساعدت العراق على "سد الثغرات وتحليل المعلومات والرصد الجوي وتأمين الحدود الدولية مع سوريا وتعقب تحركات عناصر داعش".
وتابع أن الانطباع العام في صفوف العراقيين هو أن شراكة العراق مع دول التحالف الدولي "تؤمن الأمن والاستقرار، على عكس ما تروج له الميليشيات".
وقال إنه على عكس ذلك، فإن الميليشيات المتحالفة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وعلى رأسه إسماعيل قآاني، "لا يمكن أن تفعل شيئا" وتقتصر مهمتها على تهديد أمن العراق واستقراره.