قال ناشط محلي إن مدينة دير الزور وريفها تشهد في الأسابيع الأخيرة وصول تعزيزات كبيرة من القوات الروسية والميليشيات الموالية للنظام، وذلك بعدما غادرت دمشق والرقة حيث كانت تتمركز في الماضي.
حيث ذكر الناشط جميل العبد، وهو من دير الزور، في حديث لديارنا أن مدينة دير الزور تشهد في هذه الأثناء انحسارًا لتواجد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة مع إيران.
وأضاف أن قوات الحرس الثوري والميليشيات المتحالفة مع إيران تعزز وجودها في مدينتي الميادين والبوكمال الحدودية الاستراتيجية.
وذكر أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تحركات عسكرية روسية ضخمة، بما في ذلك دخول عشرات العناصر المدعمين بالدبابات وناقلات الجند إلى مدينة دير الزور وريفها.
وأوردت شبكة دير الزور 24 الإخبارية المحلية يوم 7 تموز/يوليو أن قافلة عسكرية روسية ضخمة تتألف من نحو 30 دبابة و20 حافلة وسيارات بيك-أب مع مدافع مضادة للطائرات دخلت مدينة دير الزور من ريف الرقة.
وقد كانت تلك رابع قافلة روسية تنسحب من ريف الرقة في غضون أسبوع.
وتابع العبد أن وصول القوات الروسية والميليشيات المتحالفة معها إلى هذه المنطقة يأتي في ظل غياب واضح للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة مع إيران.
وأشار إلى أن الميليشيات المتحالفة مع إيران التي تعمل في المنطقة تتضمن لواء زينبيون وحزب الله اللبناني وميليشيا حيدريون، التي تتألف من الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر.
التوتر بين روسيا والميليشيات المتحالفة مع إيران
وأكد العبد حدوث توتر كبير في حي جمعيات الرصافة الواقع عند أطراف مدينة دير الزور حين قامت مجموعة من حزب الله العراقي المتمركزة هناك بطرد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، وهي ميليشيا موالية للنظام ومقربة من القوات الروسية.
وأوضح أن "أحياء جمعيات الرصافة والقصور بدير الزور تعتبر من المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني في المدينة".
ونوه العبد إلى قيام القوات الروسية بنقل عشرات المسلحين من لواء القدس الموالي للنظام إلى دير الزور أيضًا، لافتًا إلى أن هذا اللواء بدأ في الانتشار بالمناطق التي كانت تسيطر عليها قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وتابع أنه تم تكليف عناصر ميليشيا لواء القدس بحراسة حقل الورد النفطي الواقع شرق مدينة دير الزور بعدما سيطرت عليه القوات الروسية والميليشيات المتحالفة معها من قوات النظام السوري المتحالفة مع إيران في وقت سابق من هذا الشهر.
ولفت أيضًا إلى انتشار القوات الروسية والميليشيات التابعة لها في مناطق متعددة من البادية بشرق سوريا وصولًا إلى بادية حمص.
وذكر أنه تم تشكيل ميليشيا جديدة لحماية مناجم الفوسفات التي سيطرت عليها روسيا بموجب عقود لعشرات السنوات.
وأشار إلى أن القوات الروسية استطاعت نتيجة لانتشارها الأخير أن تربط على نحو محكم بين مراكز قواتها والميليشيات التابعة لها في ريف الرقة مع تلك التي تقع في منطقة دير الزور وبادية محافظة حمص.
وأكد أن "تحرك تلك القوات قد قيد بصورة كبير من تحركات الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني".
'قلق بالغ' إزاء قيود الوصول
وفي تطور منفصل، أعرب الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، 12 تموز/يوليو، عن "قلقه البالغ" من خطوة اتخذتها الأمم المتحدة تغلق بموجبها نقطة وصول لتسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
حيث أصدر مجلس الأمن الدولي يوم السبت قرارًا لاستئناف تقديم المساعدة عبر الحدود إلى سوريا، لكن هذا لم يحدث إلا بعد الخضوع للضغوط الروسية لوقف الوصول عبر معبر باب السلام، الذي يؤدي إلى منطقة حلب في شمال سوريا.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل ومفوض إدارة الأزمات بالاتحاد جانيز لينارسيتش إن التصريح بمعبر واحد فقط سيؤدي إلى إعاقة تسليم المساعدات.
وذكر بوريل ولينارسيتش في بيان مشترك أن "ما يثير القلق على نحو بالغ هو أن القرار الذي تم تبنيه بعد استخدام حق النقض على نحو متكرر من قبل روسيا والصين لا يصرح إلا بنقطة عبور واحدة فقط من نقطتي العبور اللتين كانتا متاحتين للأمم المتحدة في الماضي".
"إن النهج غير البناء لأعضاء معينين في مجلس الأمن أمر مؤسف على نحو كبير ولا سيما في هذا التوقيت الذي تزايدت فيه الاحتياجات في سياق جائحة فيروس كورونا".
يذكر أن سريان الترخيص الخاص باستمرار نقل المساعدات إلى سوريا، وهو نظام معمول به منذ عام 2014 ، قد انتهى مساء الجمعة بعد أن استخدمت موسكو وبكين حق الفيتو، وبعد ذلك رفض مجلس الأمن اقتراحًا مضادًا من روسيا.
ومع إقرار المقترح الألماني-البلجيكي يوم السبت، سيتم الحفاظ على معبر باب الهوى على حدود سوريا الشمالية الغربية مع تركيا لمدة عام، وذلك حتى 10 تموز/يوليو 2021.