أخبار العراق
أمن

العراق يحرز تقدما في إعادة إعمار المنازل المتضررة جراء الإرهاب

خالد الطائي

يظهر في هذه الصورة التي نشرت عبر الإنترنت في 13 أيار/مايو، عاملان يقومان بترميم أحد المنازل المدمرة في الموصل أثناء الحرب على الإرهاب. [حقوق الصورة لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية]

يظهر في هذه الصورة التي نشرت عبر الإنترنت في 13 أيار/مايو، عاملان يقومان بترميم أحد المنازل المدمرة في الموصل أثناء الحرب على الإرهاب. [حقوق الصورة لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية]

قال مسؤولون إن الحكومة العراقية تفي بالتزامها في منح الأولوية لأعمال إعادة إعمار المنازل المتضررة في المدن المحررة، من أجل تحسين الظروف المعيشية للأهالي وتنمية المدن.

وأكد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي لديارنا أن عمليات الإعمار في عموم المحافظات التي تخلصت من الإرهاب تسير في عدة مسارات.

وقال في 10 حزيران/يونيو إن هناك "عمل كبير ينجز باتجاه إصلاح البنية التحتية والمشروعات المدمرة وكذلك البيوت التي تعرضت للتدمير الجزئي أو الكلي".

وتابع "حُققت نتائج جيدة وواضحة تجلت برجوع الآلاف من السكان النازحين واستقرارهم في مناطقهم الأصلية بعد إعادة تأهيلها وتوفير الخدمات العامة فيها".

اجتماع لوزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم (يمين) مع ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وائل الأشهب في 3 حزيران/يونيو للبحث في سبل تنسيق الجهود لإعادة إعمار المنازل المدمرة خلال الحرب على الإرهاب. [حقوق الصورة لوزارة التخطيط العراقية]

اجتماع لوزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم (يمين) مع ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وائل الأشهب في 3 حزيران/يونيو للبحث في سبل تنسيق الجهود لإعادة إعمار المنازل المدمرة خلال الحرب على الإرهاب. [حقوق الصورة لوزارة التخطيط العراقية]

وأضاف "تم تقديم تعويضات مالية مجزية للعديد من المواطنين الذين تضررت منازلهم نتيجة الإرهاب".

وأشار إلى أن الوزارة "تضع الخطط والاستراتيجيات العامة للإعمار وتتولى مهام الإشراف والمتابعة والتنفيذ بالتنسيق مع القطاعات الوزارية والوطنية ومع المنظمات ووكالات الدعم الدولية".

وفي هذا الإطار، اجتمع وزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم مع ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق وائل الأشهب في 3 حزيران/يونيو، للبحث في آليات العمل لتنفيذ استراتيجية إعمار جديدة مشتركة.

وقال الهنداوي "نطمح لرفع مستوى التنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وزيادة دعمها لمشاريع بناء وترميم المنازل".

وأضاف "لدينا رؤى شاملة عن الأضرار التي أصابت كافة القطاعات بما فيها قطاع السكن ونحن على استعداد لإنضاج برامج ومشاريع تسهم في تعمير ذلك القطاع".

هذا وتعرضت آلاف المنازل أثناء الحرب للتدمير بسبب القصف العشوائي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي استخدم مختلف الأسلحة لإعاقة تقدم القوات المحررة.

إعادة إعمار الرمادي

وفي هذا السياق، قال قائم مقام مدينة الرمادي إبراهيم العوسج لديارنا إن مدينة الرمادي نالت نصيبها من الخراب أثناء سيطرة الإرهاب ومعارك التحرير التي أعقبت ذلك.

وأضاف "هناك حوالي 64 ألف وحدة من مجمل الوحدات السكنية... تعرضت للضرر بنسب مختلفة"، وتركزت المساكن المتضررة في مركز الرمادي بأحياء مثل البكر والملعب اللذين شهدا قتالا عنيفا مع داعش.

وتابع "ومع تحرير المدينة، انطلقت حملات تعمير المنازل وهي تسير اليوم باتجاهين رئيسيين".

"وقال إن "الحملة الأولى هي عبر الحكومة [المركزية] حيث هناك القانون رقم (20) لسنة 2009 الذي يقدم تعويضات للمتضررة أملاكهم بسبب الإرهاب. وهناك لجنة عمل حكومية تتولى استلام طلبات التعويض وصرف الأموال للمستحقين".

ونوّه بأن بعض المتضررين تلقوا تعويضات لإعادة إعمار منازلهم ولكن لا زال الكثيرون بانتظار مستحقاتهم المالية، مضيفا "نأمل صرفها قريبا بعد تحسن الوضع الاقتصادي".

ولفت إلى أن الاتجاه الثاني هو من خلال المنظمات الدولية.

وأوضح أن "أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية متضررة أعيد إعمارها في الرمادي خلال العامين الماضيين بتمويل من تلك المنظمات، وأبرزها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي".

الموصل ترحب بالنازحين العائدين

وفي مدينة الموصل التي شهدت أعنف المعارك، طال الدمار عشرات الآلاف من المنازل معظمها في الأحياء القديمة من المدينة، وقد تحول نحو 10 آلاف كيلومتر مربع من مساحتها الآهلة بالسكان إلى ركام خلال الحرب.

وذكر قائم مقام الموصل زهير الأعرجي أن "حوالي 44 ألف معاملة لأهالي الموصل المتضررة أملاكهم... جرى إنجازها ورفعها للجنة الحكومية المركزية [في بغداد]".

وتابع لديارنا "نحن بانتظار صرف أموال التعويضات لجميع هؤلاء المتضررين".

ونوّه بأن "منظمات الأمم المتحدة والدولية ساعدتنا ومنذ عام 2018 على بناء وترميم المئات من البيوت، والتي شملت بشكل كبير المساكن المتضررة بنسبة تقل عن 50 في المائة وهناك بعض الوحدات [السكنية] التي جرى تعميرها من قبل أصحابها وعلى نفقتهم الخاصة أو بتمويل من متبرعين".

ولفت إلى أن إعمار المنازل ولا سيما تلك الموجودة في الموصل القديمة، يتطلب حملة كبرى "فالدمار الذي أصاب المدينة كان هائلا ويفوق قدرات الحكومة المحلية".

وأضاف "نأمل أن نحقق تقدما بهذا الجانب الذي يمثل اليوم العائق الأكبر أمام عودة الأسر النازحة لمناطق سكناها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500