أصدرت الحكومة العراقية يوم الثلاثاء، 16 حزيران/يونيو توجيهات للأجهزة الأمنية بملاحقة والقبض على مرتكبي الهجمات على المطارات ومواقع البعثات العسكرية والدبلوماسية الأجنبية في البلاد.
وكانت ثلاثة صواريخ كاتيوشا قد سقطت مساء الاثنين بالقرب من مطار بغداد دون أن تتسبب بأي أضرار، مسجلة الهجوم الرابع من نوعه خلال أسبوع.
واستهدفت الصواريخ مركز الدعم الدبلوماسي في بغداد الذي يستضيف مسؤولين من التحالف الدولي.
وشدد المشاركون في اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي عقد يوم الثلاثاء برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على شجب الهجمات، واصفين إياها بأنها "تهديد للأمن القومي ومصالح البلاد".
ودعوا إلى "تكثيف الجهد الاستخباري واتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة مرتكبي هذه الأعمال ومحاسبتهم".
وأكدوا "ضرورة أن تتخذ الأجهزة الأمنية إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات".
ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجمات الأخيرة، لكن مراقبين وجهوا أصابع الاتهام إلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران.
’استعراض للقوة‘
واعتبر رئيس مجلس العشائر العربية في محافظة صلاح الدين، ثائر البياتي، "أنها محاولة لإحراج حكومة الكاظمي التي تعهدت في الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بأنها ستلتزم بحماية أمن وسلامة البعثات العسكرية والدبلوماسية الدولية [في العراق]".
في المقابل، وافقت الولايات المتحدة على خفض عديد قواتها المنتشرة في العراق، حسبما قال لديارنا.
وأضاف البياتي أن "الرسالة واضحة: الإيرانيون ووكلاؤهم من الميليشيات يسعون لتأكيد هيمنتهم ونفوذهم السياسي، وإنه بإمكانهم خلط الأوراق والعبث بأمن البلاد متى شاءوا".
وتابع: "يودون الإشارة إلى أنهم لاعبين محوريين في العراق ويمتلكون الأدوات الممكنة للدفاع عن أجنداتهم وأهدافهم الإرهابية".
ولفت البياتي إلى أن "الميليشيات المدعومة من إيران تهدف إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى، إذ باتوا اليوم يشعرون بالخطر على وجودهم خصوصا بعد إعلان الحكومة الجديدة بأنها ستحصر حق حمل السلاح بالدولة وحدها وأنها ستتصدى لأنشطتهم".
وأوضح أن هذه الميليشيات لديها ارتباط وثيق بشبكة السياسيين ورجال الأعمال الفاسدين في البلاد، "ويخافون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مصالحهم الاقتصادية ومستعدون لفعل أي شيء لضمان عدم المساس بها".
وأردف البياتي أن خطة الحكومة للإصلاح الاقتصادي أثارت حفيظة هذه الميليشيات، وهي تبحث عن وضع العصا في الدولاب أمام أي خطوات لتحقيق الإصلاح.
وذكر أن الهجمات على البعثات العسكرية والدبلوماسية "تشكل تهديدا خطيرا لسيادة [العراق] وهيبة الدولة، ولمصالح الشعب العراقي وأمنه".
وختم قائلا إنه "من غير المقبول أن يبقى المسؤولون عنها طلقاء ودون ردع".