أخبار العراق
أمن

الحكومة العراقية تعين شخصيات عسكرية في المناصب الأمنية الهامة

خالد الطائي

رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي وجنود من الجهاز خلال صورة تجمعهم برئيس الوزراء الكاظمي يوم 26 أيار/مايو. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب]

رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي وجنود من الجهاز خلال صورة تجمعهم برئيس الوزراء الكاظمي يوم 26 أيار/مايو. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب]

بهدف ضمان استمرار نجاح جهود مكافحة الإرهاب، تقوم الحكومة العراقية الجديدة بتعيين شخصيات لعبت دورًا مؤثرًا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) لشغل مراكز أمنية عليا.

ويقول خبراء أمن إن هذه الخطوة تعكس تركيز حكومة مصطفى الكاظمي الحديدة على استتباب الوضع الأمني ومعالجة بعض المعوقات مثل انفلات السلاح غير القانوني والتجاوز على القانون.

وقد اختار الكاظمي، الذي نالت حكومته ثقة البرلمان يوم 7 أيار/مايو، شخصيتين عسكريتين لشغل حقيبتين وزاريتين مهمتين: وهما عثمان الغانمي، رئيس أركان الجيش السابق، وزيرًا للداخلية، وجمعه عناد الجبوري، قائد القوات البرية السابق، وزيرًا للدفاع.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي النائب كاطع نجمان الركابي إن هاتين الشخصيتين معروفتان "بالمهنية العالية وأظهرتا أداءً مميزًا" خلال الحرب على الإرهاب.

رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي خلال اجتماعه يوم 28 أيار/مايو بعدد من القيادات العسكرية والأمنية لمناقشة تعزيز الجهود الرامية للقضاء على داعش. [حقوق الصورة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء]

رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي خلال اجتماعه يوم 28 أيار/مايو بعدد من القيادات العسكرية والأمنية لمناقشة تعزيز الجهود الرامية للقضاء على داعش. [حقوق الصورة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء]

وأضاف لديارنا أن تعيينهما كان اختيارا موفقا "بدليل إن ترشيحهما لم يواجه أية اعتراضات من البرلمان، حيث أنهما من القيادات الكفوءة والخبيرة في مجال عملها".

كما قام الكاظمي بإرجاع وترقية الفريق ركن عبد الوهاب الساعدي، وهو شخصية عسكرية تحظى بقبول كبير واسع لدى الشارع، وقد كان استبعاده المفاجئ من جهاز مكافحة الإرهاب من قبل رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي في شهر أيلول/سبتمبر سببا رئيسيا في الاحتجاجات الأولى في العراق. هذا ويشغل الساعدي الآن منصب رئيس الجهاز.

المضي قدما في الحرب على الإرهاب

وأكد الركابي أن تعيين هذه القيادات مؤشر على أن الحكومة الجديدة ماضية بقوة في محاربة داعش، وأنها "بصدد شن المزيد من العمليات للقضاء على التنظيم نهائيًا".

وفي أول تصريح له بعد توليه مهامه، تعهد الساعدي بالعمل على "حماية الدولة والمواطن من أية تهديدات إرهابية".

من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد رزاق الربيعي لديارنا أن قرار إرجاع الساعدي وترقيته يأتي تثمينًا لدوره وشجاعته في معارك التحرير، وأن هذا القرار لاقى ارتياحًا واسعًا لدى العراقيين.

وقال الربيعي إن دور رئيس الوزراء السابق كرئيس لجهاز المخابرات العراقي سمح له ببناء علاقات مع كل القيادات الأمنية والعسكرية التي تركت بصمات مؤثرة في قتال داعش.

وأضاف أن رئيس الوزراء الجديد يسعى اليوم للاستفادة من خبراتهما في إدامة الزخم في قتال بقايا الإرهاب وإلحاق الهزيمة بهم، وهذا واضح من خلال الحملات الأمنية الكبيرة التي تشن الآن في عدة مناطق.

وبحسب الربيعي، فإن هذا الجهد ساهم مؤخرًا في تدمير الكثير من مخابئ العدو وقتل واعتقال كبار قياداته، بمن فيهم الرجل الثاني في تنظيم داعش حجي تيسير.

وأوضح أن التعيينات الجديدة تهدف أيضا للحد من انفلات السلاح غير القانوني وأنشطة الميليشيات المسلحة.

استقلالية المؤسسات العسكرية

وشملت التعيينات الحكومية أيضا تعيين قائد عمليات الجزيرة اللواء ركن قاسم المحمدي، وهو من القيادات العسكرية الناشطة بمحاربة داعش، قائدًا لقيادة القوات البرية.

كما تولى العميد يحيى رسول، الذي كان من الواجهات الإعلامية البارزة طوال فترة الحرب على داعش، منصب الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة.

وقال الخبير الأمني صفاء الأعسم إن التعيينات الجديدة "تدعم استقلالية المؤسسات العسكرية والأمنية وإبعادها عن تأثير المحاصصة والضغوطات السياسية والحزبية".

وأضاف أن ترقية الشخصيات التي أثبتت كفاءتها أثناء الحرب "تحرك مهم ومن شأنه أي يترك تأثيرات إيجابية على الواقع الأمني"، مشيرًا إلى أن فلول داعش استغلوا الاضطرابات الشعبية الأخيرة والتراخي الأمني في المناطق النائية لشن هجمات جديدة.

واستدرك "لكننا نتوقع، في ظل التغييرات العسكرية الأخيرة، زوال التهديد الذي يمثله داعش في الشهرين القادمين".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

مسلم

الرد