أكد خبراء لديارنا مواصلة استهداف الناشطين والصحافيين الذين شاركوا في التظاهرات أو عملوا على تغطيتها، في ما يبدو محاولة لكم الأفواه التي تنتقد التدخل الإيراني في العراق.
ففي 5 نيسان/أبريل، اقتحم مسلحون منزلا في محافظة الناصرية يعود للناشطة أنوار جاسم مهوس المعروفة باسم أم عباس، وفتحوا النار عليها فأردوها قتيلة وأصابوا ولديها.
وكانت مهوس ناشطة بارزة عرفت بمشاركتها الفعالة في التظاهرات وفي إعداد الطعام للمتظاهرين.
ويشكل اغتيالها العملية الأحدث من سلسلة اعتداءات مماثلة تزامن انطلاقها مع بدء الاحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
واتهم مراقبون الميليشيات المدعومة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات.
وفي حديث لديارنا، قال الخبير في العلاقات الدولية هلال العبيدي، إن "الميليشيات المسلحة هي التي تنفذ هذا النوع من الاغتيالات الانتقائية".
وأوضحوا أن هذه الميليشيات تنظر إلى الناشطين والصحافيين الداعمين للرفض الشعبي العراقي لهيمنة إيران ووكلائها في العراق "كمصدر تهديد خطير ينبغي مجابهته بأقصى وسائل العنف".
وأشار العبيدي إلى أن تصفية المعارضين وترهيب الناس "هو النهج الوحيد الذي تعتمده هذه الجماعات المسلحة".
وأضاف أنها لا تكترث حتى لخطر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، "بل على العكس، نراها تستغل الجائحة لارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ضد الأبرياء ومواصلة تنفيذ أجندتها الإرهابية".
وقبل أقل من شهر على اغتيال مهوس، أغتيل ناشطين في مدينة العمارة بمحافظة ميسان هما الفنان عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل.
مراكز اعتقال سرية
من جانبه، كشف المحلل والباحث السياسي عبد القادر النايل لديارنا، أن "الاغتيالات تنفذها ميليشيات عراقية بارزة منها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق".
وأردف أن أعمال العنف طالت الناشطين في المحافظات الجنوبية نتيجة الرفض الشعبي للتدخل الإيراني وفساد الميليشيات والأحزاب المرتبطة بإيران.
ولفت إلى أن الهدف من هذه الجرائم هو "كم الأفواه ونشر الخوف".
وذكر النايل أن "الميليشيات لا تريد أن تعلوا أصوات العراقيين تعبيرا عن غضبهم من التعدي على حقوقهم وإنهاك اقتصادهم لصالح إيران والانتقاص من سيادتهم".
وأكد أن الجماعات الموالية لإيران تدير اليوم سجونا ومراكز احتجاز سرية في منطقتي صدر القناة والدورة ببغداد، إضافة لمنطقة جرف النصر المعروفة سابقا باسم جرف الصخر.
وقال إن "هذه المراكز مليئة بمواطنين جرت ملاحقتهم والقبض عليهم دون أي مذكرات قانونية أو تهم"، مضيفا أن ثمة من قضى نحبه جراء عمليات التعذيب وظروف الاحتجاز القاسية في هذه المرافق.
استهداف الصحافيين
وبالإضافة لحوادث الاغتيال التي أودت بحياة 27 ناشطا، ما يزال 42 ناشطا مسجلين كمخطوفين على أيدي جماعات مجهولة بينهم الصحفيان البارزان توفيق التميمي ومازن لطيف.
أما الخبير الاستراتيجي علاء النشوع، فأكد لديارنا أن "الخطف هو جزء من سياسة القمع التي تنتهجها تلك الميليشيات ضد قادة التظاهرات والصحافيين الذين ينتقدون ردات فعلها القمعية".
وتابع أن هذه الميليشيات تستسهل قتل الصحافيين، مستشهدا باغتيال مراسل قناة دجلة الفضائية أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي في كانون الثاني/يناير الماضي أثناء تغطيتهما التظاهرات في البصرة.
وأوضح أن وكلاء إيران يسعون لحماية مصالحهم الاقتصادية والسياسية من أي نشاط يطالب بالحقوق العامة وبفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة.
وأردف النشوع أنهم يشجعون على الفوضى لأنها تضمن بقاءهم واستمرار أنشطتهم غير المشروعة.
وشدد على أنه لا ينبغي لهؤلاء الاستمرار في تحدي القانون دون محاسبة، "وعلى الجهات المعنية فتح تحقيقات شفافة وعادلة للقصاص من الجناة المتورطين في جرائم الاغتيال وعمليات الخطف".