بدأ الناس في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق، بالعمل معا لإعادة بناء مدينتهم بعد تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أواخر عام 2015.
وفي حديث لديارنا، ذكر قائممقام الرمادي إبراهيم الجنابي يوم الثلاثاء، 17 أذار/مارس، أن "ما حل بمدينتنا من دمار على يد الإرهابيين كان فظيعا".
وقال: "لكننا قررنا عدم الاستسلام للإرهاب وبدأنا بالعمل الجماعي لإعادة بناء المدينة".
وأشار الجنابي إلى أن المدينة نجحت في تنفيذ خطط الإعمار بدعم من الحكومتين المحلية والاتحادية، ومن بقية المنظمات والجهات الدولية المانحة.
وأضاف: "كانت لدينا 63 ألف وحدة سكنية مدمرة ونحو 200 مدرسة متضررة كليا وجزئيا، بالإضافة للدمار الذي طال عددا كبيرا من المستشفيات والجسور والطرقات والمنشآت العامة".
وتابع: "ركزنا جهودنا في البداية على إعادة الخدمات الملحة كالماء والكهرباء والخدمات البلدية، وتوجهنا بعد ذلك نحو تأهيل المشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والسكن".
وأُفتتح أواخر شهر شباط/فبراير مستشفى النساء والأطفال في الرمادي الذي يضم 260 سريرا، ويوفر خدمات لنحو نصف مليون امرأة وطفل في الأنبار.
كما أعيد للخدمة جسر فلسطين بالرمادي، وهو أكبر جسور محافظة الأنبار.
زيادة التمويل وإنهاء النزوح
وبلغت المشاريع المؤهلة من قبل صندوق الإعمار العراقي خلال العام الماضي 30 مشروعا خدميا، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 33 مليار دينارا (نحو 27 مليون دولارا).
ووفق الجنابي، فإن مشروع مجاري الرمادي الذي كان متوقفا عن العمل لسنوات، أصبح شبه مكتمل الآن ويتوقع أن يخدم أحياء سكنية عديدة.
ونوّه إلى أن المشروعات الاستراتيجية الأخرى تضم خطة لتوسيع "شارع الـ 120" في جنوب الرمادي الذي سيصبح بطول 56 كيلومترا، ومن المتوقع أن يحقق نقلة نوعية في اقتصاد المدينة ويدعم الإعمار والتنمية.
لكن رغم التقدم الذي تم إحرازه، ما تزال الإدارة المحلية تواجه صعوبات في تمويل جزء كبير من خططها العمرانية، بحسب الجنابي.
وأوضح أنه "نحتاج إلى ما لا يقل عن 600 مليار دينار (نحو 500 مليون دولار أميركي) لتلبية متطلبات الإعمار في قطاعات كثيرة كقطاع الإسكان، وكذلك تخصيص أموال كافية لبناء المزيد من المؤسسات الصحية".
وشدد على أن الحكومة المحلية تعمل أيضا على إغلاق ملف النزوح في المدينة، لا سيما بعد تحسن الوضع الأمني وتوفر الخدمات العامة.
وذكر أن "أكثر من 60 ألف عائلة نازحة عادت خلال السنوات الماضية إلى أحيائها السابقة في الرمادي".
واستدرك أنه "بقي لغاية اليوم نحو ثلاثة آلاف عائلة ما تزال تعيش في المخيمات، وهي بحاجة للدعم والتعويض لتتمكن من إعمار منازلها وطي مشكلة نزوحها".