أطلقت وسائل إعلام سورية وناشطون محليون مناشدة لمساعدة السكان المدنيين في محافظتي إدلب وحلب في شمال غربي البلاد، في ظل مواصلة النظام السوري هجومه الذي تسبب منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي في نزوح 900 ألف شخص.
وقال الناشط هيسم الإدلبي، وهو من إدلب، لديارنا إن الأيام القليلة الماضية شهدت فرار الآلاف من القتال، وإن النازحين الجدد اضطروا للإقامة في حقول بمناطق آمنة نسبيًا بالقرب من الحدود التركية بسبب عدم قدرة المخيمات الحالية على استيعابهم.
وأكد أن غياب أي دعم فعلي للنازحين الذين وصلوا مؤخرًا يعرض حياتهم للخطر، ما أثار مخاوف الناشطين في المنطقة.
وتابع أن هذا الأمر دفع بمجموعة كبيرة من الناشطين إلى اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي لمناشدة سكان المناطق التي ما تزال خارج سيطرة النظام لتقديم المساعدات بسرعة إلى النازحين في شمال غربي سوريا.
وأردف أن المدنيين في شمالي سوريا يواجهون أساسًا مصاعب جمة وطروفًا صعبة بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب، وتظهر وطأة هذا الواقع بشكل أكبر على النازحين.
وأكد أن أكبر مشكلة اليوم هي الغياب شبه التام للمساعدة المنتظمة التي تقدمها المنظمات الدولية الرئيسة.
جهود محلية للإغاثة
وأضاف الإدلبي أن "الجهود المحلية التي يبذلها الناشطون على الأرض لتأمين الإغاثة بدأت تحدث فارقًا واضحًا على الرغم من كونها متواضعة ومحدودة".
وتشمل هذه الجهود، وفقًا له، جمع التبرعات المالية والعينية والقيام بمبادرات فردية كتقديم الطعام المجاني والخبز للنازحين.
وذكر أن المواد الأولية الأساسية والمواد الغذائية بدأت بالتناقص تدريجيًا نظرًا لوصول عدد سكان منطقة الشمال السوري مع النازحين الجدد إلى أكثر من ثلاثة ملايين مدني.
ولفت إلى أن الأوضاع في المخيمات العشوائية صعبة جدًا مع غياب الرعاية الصحة شبه التام والنقص الكبير في الغذاء ووسائل التدفئة، في ظل انخفاض كبير في درجات الحرارة.
وأشار إلى تسجيل العديد من الوفيات لا سيما في صفوف المسنين والأطفال بسبب الصقيع.
إلى هذا، أصيب 12 طفلًا وثلاث نساء بالتسمم الغذائي في مخيم بالقرب من الحدود التركية بعد تناول الطعام الفاسد، وقد تم نقلهم من قبل عناصر الخوذ البيضاء إلى مركز طبي لتلقي العلاج.