قال خبراء إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يتخبط في أزمة قد لا يخرج منها، في ظل ما يعانيه من نقص في التمويل وطرده من الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا ومقتل قياداته واختباء عناصره.
ولكن مع مواجهة فلول التنظيم سلسلة هذه الهزائم، يتورط بعضهم في هجمات فردية صغيرة النطاق وعشوائية.
ولفت خبراء إلى أن هذا النوع من الهجمات يُظهر أن التنظيم لا يملك الموارد الكافية لتنفيذ هجمات أو عمليات أوسع نطاقا، وتدل على أنه يفتقر للتمويل ويصعب عليه تعبئة عناصره.
وقد أصبح التغير في طبيعة أنشطة داعش ومستواها جليا منذ هزيمته في العراق بنهاية كانون الأول/ديسمبر 2017.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لديارنا إن "معركة استعادة الأرض من سيطرة داعش وما أعقبتها من عمليات تطهير وتعقب لبقاياها أدت إلى سحق إمكاناتها".
وأضاف أن "الجماعة تكبدت خسائر كبيرة بالأرواح والإسناد اللوجستي، فضلا عن ملاحقة خلاياه النائمة وفلوله وهو ما تقوم به قواتنا حاليا للحؤول دون تمكين داعش من ترميم صفوفه".
داعش ʼرجعت إلى نقطة الصفرʻ
وتابع أن فلول داعش أجبروا على تبديل نمط عملياتهم، وهم يركزون حاليا على الهجمات منخفضة التكاليف، إذ أن "ثروته من المال تلاشت".
ولكن لفت إلى أنه مع أن التنظيم تلقى ضربة موجعة، إلا أنه لا يزال بإمكانه إلحاق الأذى بالمدنيين، "ومن مسؤولية القوات الأمنية القضاء على كل الأنشطة الإرهابية مهما كانت محدودة في التأثير والحجم".
وأشار إلى أن "الفلول المتبقين لدى داعش مكشوفون ولن يستطيعوا الإفلات من قبضة قواتنا. لدينا كل الإمكانات الاستخبارية والقتالية لملاحقتهم وإنهاء وجودهم".
وأضاف أن التنظيم عمد في الأشهر القليلة الماضية إلى تفجير عبوات ناسفة ونصب كمائن ومهاجمة نقاط أمنية في أماكن نائية شمالي ووسط العراق.
وقال الخبير العسكري الفريق الركن جليل خلف شويل لديارنا إن فلول داعش يركزون على مثل هذه العمليات الهجومية.
وأكد أن "هزيمة الإرهابيين وتدمير خلافتهم المزعومة أرجعتهم إلى نقطة الصفر".
وأضاف أنهم "اليوم بأعداد قليلة وبقدرات ضعيفة. تحركاتهم غير نشطة وتوصف بـ ʼالخائفةʻ".
وحذر لافتا إلى أن اعتماد التنظيم الأساليب الهجومية "لا يعني أنه غادر طموحاته"، مشيرا إلى أن هذه تدابير خاصة بحالات الطوارئ.
وتابع "لذا لم يحن الوقت بعد للقول إن كل شيء انتهى، فما زال يتعين اعتبار المعركة مع داعش قائمة وعلينا مواصلة الضغط".
ضرورة التيقظ بصورة متواصلة
ومن جانبه، قال المحلل الأمني صفاء الأعسم إن نشاط داعش "غير مرجح للتصاعد مرة أخرى".
وقال في حديث لديارنا أن الجهود المتواصلة لمحاصرة عناصر التنظيم وإنهاكهم "كفيلة بأن تجردهم من مصادر الدعم وتعجل في نهايتهم".
وذكر أن الهجمات الصغيرة تؤشر على "افتقار تنظيم داعش للقوة التي كان يزعم بأنها لا تقهر"، مستبعدا بشدة احتمال أن يستعيد التنظيم نشاطه ويبني نفسه مجددا.
وأضاف "لقد اُنتزع من داعش كل شيء تقريبا، بما في ذلك كبار قادتها الذي يديرون الخطط والعمليات، ومقاتليها المدربين والانتحاريين والسلاح وشبكات التمويل والدعم".
وفي تقرير صدر في 4 شباط/فبراير، حذرت منظمة رقابة مستقلة تابعة للحكومة الأميركية من أن داعش لا تزال تحتفظ بقدراتها في سوريا، بالرغم من مقتل زعيمها أبو بكر البغدادي، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد هزيمة داعش الإقليمية الكاملة في آذار/مارس الماضي، تخفى التنظيم عن الأضواء وتحول إلى الأساليب الهجومية المعروفة التي استمرت بإلحاق الأذى.
وفي هذا السياق، ذكر القائد العام في القيادة المركزية الأميركية إن داعش "لا تزال متماسكة ولا تزال تحتفظ بهيكل القيادة والسيطرة نفسه، مع شبكات سرية حضرية وانتشار واسع للمتمردين في مختلف المناطق الريفية بسوريا".