قال خبراء في الشؤون الإيرانية إن الميليشيات المدعومة من إيران والتي تعمل في سوريا تعرضت لنكسة نفسية شديدة مع فقدان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني.
وأضافوا لديارنا أنه بصفته قائد فيلق القدس الذي يشرف على العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كان سليماني مسؤولا مباشرة عن هذه الميليشيات، ومع غياب توجيهه سيتراجع دون أدنى شك نفوذها وفعاليتها.
وأضافوا أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في هذه المعادلة لا سيما مع تهليل وسائل الإعلام الإيرانية لقوة سليماني السياسية والعسكرية، ومع ذلك تم القضاء عليه كلقمة سائغة.
وسيؤثر موته بشكل كبير على عمل الميليشيات التي تدعمها إيران في سوريا.
وفي حديث لديارنا، قال الباحث المتخصص بالشأن الايراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية فتحي السيد، إن البروباغندا الكبيرة التي قامت بها الآلة الاعلامية الإيرانية لتصوير سليماني جاءت بنتائج عكسية.
وأضاف أن موته سيكون له تأثيرا سلبيا على معنويات عناصر الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، "لأنه إذا كان الرجل الذي يقودهم قد قتل فما هو المصير الذي ينتظرهم؟".
تأثير نفسي
وكشف السيد أن سليماني كان يولي اهتماما كبيرا لصورته في الإعلام.
وتابع: "بعد فترة طويلة من التخفي، عمد خلال السنوات الثلاث الاخيرة إلى تكثيف ظهوره الإعلامي في مناطق القتال بسوريا، والتقطت له صورا كثيرة وأشرطة مصورة برفقة عناصر الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني هناك".
وأردف أن بعد موته، "سقطت الهالة الكبيرة التي أحاط نفسه بها سقوطا مدويا"، مشيرا إلى أن هذا الأمر سينعكس سلبا على الصورة القوية التي سعت هذه الميليشيات لترويجها عن نفسها وعن فعاليتها في سوريا.
من جانبه، قال الخبير في شؤون فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يحيى محمد علي، إنه على الرغم من سرعة تعيين اسماعيل قاآني على رأس الفيلق، إستتأثر الميليشيات الموالية لإيران في سوريا بشكل كبير كون سليماني كان يشرف بشكل مباشر عليها.
وقال لديارنا إن سليماني أشرف شخصيا على الميليشيات السورية والعراقية والباكستانية والأفغانية في سوريا، مشيرا إلى أن قتله "سيغرس الخوف في قلوب عناصر تلك الميليشيات".
وتابع علي أنهم "سيدركون أنه من الممكن القضاء عليهم واستهدافهم في أي وقت".
من جهته قال المتخصص في شؤون الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني شيار تركو في حديثه لديارنا، إنه على الرغم من تبعية سليماني لمسؤولين في طهران، "فقد كان يتصرف خارج إيران بسلطة مطلقة".
واعتبر أن موته سيضعف هيبة الميليشيات المدعومة من إيران العاملة في سوريا، كما سيؤثر سلبا على عمليات التجنيد ومنع الانشقاق.
السوريون يعربون عن ارتياحهم
من جهة أخرى، قال المواطن السوري اسماعيل العسلي لوكالة الصحافة الفرنسية في كانون الثاني/يناير: "نحمد الله على اغتياله".
والعسلي هو أحد الناجين من هجوم وحشي استهدف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مخيم القاح للنازحين في شمالي سوريا، نفذته القوات الموالية لإيران والمتمركزة في جبل عزان بريف حلب.
وتابع أن زوجته وشقيقه وابن أخيه قتلوا في الغارة، كما فقد ابنه البالغ من العمر سنة واحدة ساقه وأصيب هو بجروح.
وأضاف العسلي: "لم تحدث مذبحة واحدة في سوريا دون مشاركة [سليماني] مع النظام وروسيا في قتل الشعب السوري".
وتتهم المعارضة السورية مع سكان حلب النازحين قائد الحرس الثوري الإيراني السابق بالتخطيط لعملية وحشية أسفرت عن قتل المئات وتشريد الآلاف من سكان المدينة.
بدوره أكد النازح من حلب، أبو أحمد، أن "سليماني كان العنصر الأكثر حسما في هذه الحملة"، مضيفا أنه "قبل مجيئه، تمكنا من المواجهة والدفاع عن أنفسنا مدة خمس سنوات".
وأردف: "أنا سعيد بمقتل هذا المجرم الذي كان وراء تهجير الآلاف من الناس".
ومع اقتراب معركة حلب من نهايتها عام 2016، وزعت صور لسليماني على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يمشي في شوارع المدينة، ما اعتبره أبو أحمد خطوة أضافت الإهانة على الجروح.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم يكن قتل الناس كافيا بالنسبة له، فكان عليه أيضا التبختر فوق دمائنا وندوبنا".
واعتبر أن "موت سليماني هو انتصار على الظلم"، مؤكدا ضرورة "أن يواجه كل طاغية المصير نفسه".