قال مسؤولون عراقيون في مدن محررة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لديارنا، إنهم قلقون حيال تداعيات الهجمات الأخيرة التي نفذتها الميليشيات المدعومة من إيران ضد أهداف أميركية في العراق.
وأضافوا أنهم قلقون من احتمال أن تؤدي أفعال هذه الميليشيات إلى تعليق برامج مهمة ممولة من الولايات المتحدة توفر مساعدات أساسية في مجالات كرفع الألغام والصحة والتربية.
وقال عضو لجنة الإعمار في ديوان محافظة الأنبار خالد الدليمي إن عشرات آلاف العراقيين استفادوا مباشرة من المساعدات الأميركية التي قدمت بواسطة السفارة الأميركية، أو من خلال منظمات إنسانية متنوعة.
وذكر لديارنا أن المساعدات الأميركية ساهمت بشكل كبير في إعادة تأهيل وإعمار المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس في مختلف أنحاء العراق.
وأضاف الدليمي أن السفير الأميركي ماثيو تولر زار الأنبار مؤخرا ووضع حجر أساس لمدرسة نموذجية ستخدم أكثر من ألف طالب وطالبة في الحبانية.
وقال إن هناك أيضا مشاريع إنسانية أخرى ممولة من الولايات المتحدة في الفلوجة والقائم والرمادي، "ويأمل الجميع ألا تتأثر".
وتابع أنه منذ تحرير الأنبار من داعش، تم تنفيذ أكثر من 40 مشروعا إغاثيا ممولا من الولايات المتحدة لصالح أهالي الأنبار.
ولفت إلى أن القوات الأميركية قد ساعدت سكان المدن والمناطق الريفية على حد سواء، على رفع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش.
التزام أميركي بالعراق
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس عشائر الأنبار الشيخ عبد الرحمن جاسم الدليمي إن برامج المساعدة الدولية ومنها تلك الممولة من الولايات المتحدة، تمثل العمود الفقري لمهمة إعادة استقرار الحياة في الرطبة ومدن أعالي الفرات.
وقال إنه عبر مهاجمة المواقع التي تضم مواطنين أميركيين، قد تهدد الميليشيات المدعومة من إيران عملية توفير مختلف أنواع المساعدات الأميركية للشعب العراقي.
وأضاف أن ذلك يشمل المعدات الطبية الأساسية، مشيرا إلى أنه "قبل أيام كان هناك جهاز مفراس جديد تم نصبه في الأنبار بقضاء حديثة بمساعدة أميركية"، مما يعني أن النساء لن يحتجن بعد اليوم إلى التوجه إلى بغداد.
وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلن السفير الأميركي في العراق عن منحة جديدة بقيمة 500 ألف دولار لجامعة الأنبار لمساعدتها على إعادة توفير خدماتها التعليمية والمهنية للطلاب العراقيين.
كذلك، توعدت الحكومة الأميركية بتقديم 100 مليون دولار لدعم الاستقرار في محافظة الأنبار.
وخلال حفل وضع حجر الأساس لمدرسة عبد الرحمن الناصر في الحبانية، أعاد تولر التأكيد على الالتزام الدائم للولايات المتحدة بانتعاش الأنبار والمحافظات الأخرى المتضررة في مرحلة ما بعد داعش.
وقالت السفارة الأميركية ببغداد في بيان "سيُعيد هذا البرنامج خدمات أساسية مثل الماء والكهرباء ونظام الصرف الصحي والصحة والإسكان والتعليم والتي تعد أساس تحقيق التنمية الاقتصادية".
وأكدت أن "الولايات المتحدة ملتزمة بخلق الظروف المناسبة للسماح بعودة النازحين إلى مناطق سكنهم وإعادة بناء حياتهم".
ʼضرورة تواصل الجهود الإنسانيةʻ
وبدوره، قال عضو المجلس المحلي في مدينة تلكيف حسام تلكيفي إن نحو 37 ألف مواطن من سكان سهل نينوى استفادوا من جهود القوات الأميركية في رفع الألغام والمتفجرات.
وأوضح لديارنا أنه تم تطهير العديد من القرى والأرياف، مع إعادة تأهيل جوامع وكنائس وعدة مدارس ومركز صحي.
وأضاف أن "الهجمات الحالية من قبل الميليشيات تتسبب بأذية سكان المدن المحررة الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات اليومية على مختلف الصعد وخاصة تلك المتعلقة بإعادة إعمار البنى التحتية".
ومن جانبه، ذكر النائب العراقي محمد عبد ربه لديارنا أن "الجهود الأميركية في مساعدة السكان لا تحتاج لشرح فهي واضحة والناس ممتنون لها".
وشدد على ضرورة تواصل هذه الجهود الإنسانية، لافتا إلى ضرورة أن توفر الحكومة العراقية الجو المناسب لمقدمي المساعدات، بمن فيهم موظفي المنظمات والهيئات الإغاثية وطاقم السفارة وكل البعثات الأجنبية والأممية الأخرى.
كذلك، عبّر قائم مقام الفلوجة فؤاد فرحان لديارنا عن امتنانه للدعم والبرامج التي تقدمها المنظمات الأميركية، مضيفا أن "التجوال بالمدينة نهارا هو تذكير بهذه المساعدات".