شهد الشهران الماضيان تظاهرات نظمها سكان ريفي دير الزور ودرعا للمطالبة بخروج الميليشيات المتحالفة مع إيران وإطلاق سراح المعتقلين لديها ولدى النظام السوري.
ورأى خبراء في التظاهرات التي يشهدها جنوب وشرق سوريا امتدادا للاحتجاجات واسعة النطاق في العراق ولبنان، حيث خرج الناس إلى الشوارع شاجبين نفوذ إيران في بلادهم.
ووصف المحلل السياسي العراقي أحمد شوقي التظاهرات بإنها انعكاس لغضب السكان المحليين المتزايد تجاه سياسات النظام الإيراني التوسعية وتدخله الدموي في شؤون بلدهم.
وقال لديارنا: "أينما توجد ميليشيات متحالفة مع إيران، نراهم يمارسون أساليب القمع والترهيب ضد السكان المحليين".
لكن شوقي أضاف أنه "مهما اشتد بطشهم، لا بد للشعوب المضطهدة من أن تكسر في نهاية المطاف حاجز الخوف وتخرج منددة بالإرهاب الإيراني".
انتفاضة شعبية ضد وجود الحرس الثوري الإيراني
وتابع أن "الميليشيات التي زرعها الحرس الثوري الإيراني في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، تعيش منذ فترة ليست بالقصيرة على وقع ضغط شعبي رافض لوجودها".
وأشار إلى أن هذه الميليشيات المرتبطة كما غيرها بحزب الله اللبناني، "ارتكبت جرائم كثيرة بحق الشعب السوري".
وذكر أن "هذه الجماعات الإرهابية تواصل احتجاز الكثير من السوريين المناهضين لها وللنظام السوري، وتمارس ضد الأهالي أبشع الانتهاكات".
وكشف شوقي أن المتظاهرين يهتفون ضد إيران وحزب الله ونظام الأسد، معربين "عن مطالب مشروعة أبرزها إنهاء الهيمنة الإيرانية والعيش بسلام وحرية".
وأردف أن إيران "تخشى كثيرا من انتفاضات الشعوب ضدها لأنها تهدد مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ولذلك تسعى للتدخل وإجهاض أي احتجاجات بكل ما [تملك] من أدوات عنف وإجرام".
وقال إنه كما تعتبر إيران التظاهرات على أراضيها وفي العراق ولبنان خطرا وجوديا عليها، فهي "تخشى أيضا بشكل كبير على نفوذها في سوريا الذي تعمل على تكريسه بقوة وخصوصا في المناطق الحدودية مع العراق".
ولفت شوقي إلى أن إيران تسعى للسيطرة على الحدود السورية العراقية من خلال الاستمرار في نشر ميليشياتها وإقامة معسكرات تدريب لها.
ونقل عن مصادر موثوقة تأكيدها أن إيران "تخطط لحفر أنفاق حدودية سرية لتمرير صواريخها البالستية [إلى سوريا] والتي تنقل حاليا من [إيران] وتخزن في معسكرات سرية بالعراق".
’سوريا حرة...إيران برا‘
أما الناشط المحلي جمعة المسالمة فكشف لديارنا أن غالبية التظاهرات في درعا تخرج ليلا لتفادي المواجهة مع الأمن السوري والميليشيات الإيرانية.
وقال إن التظاهرات تتركز في بلدات كناكر ومعربة والشجرة وحيط وداعل، لافتا إلى أنها موزعة بين الريف الغربي والريف الشرقي والريف الأوسط لدرعا، ما يدل على المدى الكبير الذي وصل إليه رفض الحرس الثوري في المنطقة.
وتابع أن المتظاهرين يرفعون لافتات بعضها يندد بالوجود الايراني وبعضها الآخر يطالب بخروج الميليشيات التابعة لإيران من منطقة درعا وسوريا، مشيرا إلى أن اللافتة الأكثر انتشارا هي التي كتب عليها "سوريا حرة حرة ...ايران تطلع برا".
ولفت المسالمة إلى أن المتظاهرين يكتبون شعارات مناهضة للحرس الثوري الإيراني على جدران الشوارع الرئيسية والواجهات الحديدية للمحلات التجارية.
وأضاف أن محاولات الحرس الثوري الإيراني تجنيد شبان المنطقة تواجه ممانعة شديدة، إذ أن هؤلاء يرفضون الانضمام إلى صفوفه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة وإدراكهم أنهم سيتعرضون لمضايقات من الأجهزة الأمنية.
وأكد المسالمة أن الرفض المحلي لنفوذ الحرس الثوري الإيراني تصاعد إلى درجة أن المنطقة شهدت هذا الشهر اغتيال مسؤول بارز في حزب الله.
وكانت جماعة مسلحة مجهولة الهوية قد قتلت أحمد النخلاوي في مدينة طفس بريف درعا الغربي يوم 7 كانون الأول/ديسمبر.
والنخلاوي المتخصص في عمليات التوظيف، كان أحد أبرز مسؤولي حزب الله في منطقة درعا وجنوب سوريا.